جاد حداد

هل تؤذي نظرك بتأجيلك زيارة طبيب العيون؟

1 كانون الأول 2020

02 : 00

حين تصل إلى عمر الخامسة والستين، ستحتاج إلى إجراء فحص عين شامل كل سنة أو سنتين أو في مناسبات إضافية إذا كنت مصاباً أصلاً بمشاكل في العيون. لكن يقول الأطباء اليوم إن فيروس كورونا يمنع بعض الناس من تلقي الرعاية اللازمة.

يوضح الدكتور روبرتو بينيدا، طبيب وجراح عيون في مركز "ماساتشوستس" للعين والأذن التابع لجامعة "هارفارد": "يؤخّر البعض تلقي العلاج لتجنب الاحتكاك بالناس أو الذهاب إلى مراكز صحية مثل المستشفيات. لذا يمتنعون عن فحص ضغط العين ولا يأخذون الأدوية المناسبة".

المخاطر المحتملة

غالباً ما يحصل فقدان البصر بوتيرة تدريجية وغير مؤلمة ولا يلاحظ معظم الناس أي مشكلة إلا بعد حدوث الضرر. لهذا السبب، قد يؤدي تأجيل الرعاية بالعين إلى زيادة مخاطر تضرر العين أو فقدان البصر أو الإصابة بمشاكل خارجة عن السيطرة، لا سيما داء الزرق. تقول الدكتورة لوسي تشين، طبيبة عيون متخصصة بعلاج داء الزرق في مركز "ماساتشوستس" للعين والأذن: "بسبب تأخير العلاج، تزداد الحالات الحادة من داء الزرق اليوم وتأتي أعداد إضافية من الناس إلى قسم الطوارئ وهي مصابة بحالة متقدمة من فقدان البصر".

أحياناً، تحصل التغيرات المسيئة على مستوى ضغط العين سريعاً بسبب داء الزرق.

مخاطر أخرى

يؤدي تأخير فحص العين أيضاً إلى تطور مشاكل أخرى من دون ملاحظتها. في ما يلي مجموعة اضطرابات تكون أعراضها قليلة أو بسيطة في البداية ولا يمكن رصدها إلا عبر فحص العين.

جلطة العين: على غرار القلب أو الدماغ، قد تتضرر العين بسبب انسداد وعاء دموي. يحصل أحد أنواع جلطات العين عند انقطاع تدفق الدم الذي يخرج من شبكية العين. قد تؤدي هذه الحالة إلى فقدان البصر بشكلٍ موقّت أو دائم. يكون المصابون بارتفاع ضغط الدم والسكري وداء الزرق وأمراض القلب والأوعية الدموية أكثر عرضة لهذا الاضطراب.

اعتلال الشبكية السكري: بسبب مرض السكري، قد تصبح الأوعية الدموية في الشبكية "متسرّبة"، ما يؤدي إلى فقدان البصر موقتاً. أحياناً، يزول الدم المتراكم من تلقاء نفسه. لكن إذا لم يحصل ذلك، قد تحتاج إلى الخضوع لجراحة. وإذا أعاق الدم القديم أو الأوعية الدموية الجديدة مصفاة العين، قد يرتفع ضغط العين أو تصاب بداء الزرق.

التنكس البقعي المرتبط بالسن: هذه الحالة تدمّر بقعة الشبكية تدريجاً (إنه الجزء المركزي الذي يضمن رؤية الأغراض بوضوح).


الأعراض والعلاجات

قد لا تتأكد من إصابتك بمرض في العين أو من تطور خلل ما تدريجاً إلا إذا أصبحت الحالة في مرحلة متقدمة وظهرت الأعراض التالية:

• نقاط عمياء في الرؤية المحيطية أو المركزية.

• ألم حاد في العين أو الجبين.

• حساسية مفرطة تجاه الضوء.

• ضعف الرؤية أو تشوّشها.

• فقدان البصر موقتاً.

• صداع تزامناً مع تغيّر الرؤية.

• احمرار العين.

• ظهور هالات حول الأضواء.

• ظهور بقع أو خيوط في مجال الرؤية.

افحص نظرك في عين واحدة في كل مرة. إذا كنت تواجه الأعراض في عين واحدة فقط، فيشير الوضع إلى وجود مشكلة. لا تنتظر إلى أن تظهر الأعراض كي تزور طبيب العيون والتزم بمواعيدك الطبية. يستطيع الطبيب أن يوسّع بؤبؤ العين وينظر إلى الجهة الخلفية من كل عين لفحص وضع الشبكية والعصب البصري. كذلك، قد يفحص الفريق الطبي ضغط العين ويتأكد من سلامة عضلات العين ويبحث عن أي تغيرات في الرؤية.

عند الحاجة، يصف الطبيب أدوية أو حِقَناً أو يقوم بالإجراءات اللازمة لوقف تطور الحالة. لكن إذا تطور مرض العين، قد تبرز الحاجة إلى تعديل الأدوية أو حتى الخضوع لجراحة في بعض الحالات. إذا كنت تشعر بالقلق من التعرض لفيروس "كوفيد - 19" في أي مركز طبي، اتصل بعيادة الطبيب للتكلم عن مخاوفك. لكن إذا اكتفيت بإلغاء الموعد ولم تُحدد موعداً آخر، يرتفع احتمال أن يصل المرض إلى مراحل متقدمة.

من خلال التكلم مع طبيب العيون، ستطّلع على التدابير الوقائية التي تتخذها عيادته للحفاظ على سلامة المرضى، مثل تعقيم المعدات، ووضع أقنعة الوجه، وإجراء فحص كورونا قبل وصول المرضى، والحد من مدة الانتظار خارج العيادة، وحصر عدد الناس في غرف الانتظار والحفاظ على مسافة فاصلة بينهم، والجمع بين الزيارة المباشرة والتواصل عن بُعد.

رغم جميع المخاوف التي يحملها الناس من "كوفيد - 19" إذاً، يشجّع الأطباء الجميع على الذهاب لإجراء الفحص لأن التدخّل المبكر يحسّن النتائج النهائية دوماً.


MISS 3