محمد دهشة

"ضوء أخضر" فلسطيني لتصعيد المواجهة مع "الأونروا": وقف التقليص أو رحيل المدير العام

5 كانون الأول 2020

02 : 00

اعتصام القوى الفلسطينية في عين الحلوة: اولى خطوات المواجهة مع "الاونروا"

تصعيد احتجاجي تدريجي ومفتوح، بدءاً بمنع كبار المسؤولين من دخول المخيّمات الفلسطينية، وصولاً الى دعوة المدير العام الى الرحيل...هذا ما اتّخذته القوى الفلسطينية في لبنان لمواجهة قرارات إدارة "الأونروا" بتقليص خدماتها التربوية والصحّية والإجتماعية بحجّة العجز المالي، وآخرها وقف برنامج الدعم المدرسي والإستغناء عن 225 معلّماً، بعد التهديد سابقاً بدفع نصف رواتب الموظفين فيها، في سابقة خطيرة هي الأولى في تاريخ المنظمة الدولية التي تصادف ذكرى تأسيسها الـ 71.

مواجهة مفتوحة قد تعيد الى الأذهان ما حصل مع المدير العام لوكالة "الأونروا" الأسبق ماتياس شمالي في العام 2016، حين اتّخذ قرارات بتقليص الخدمات ولا سيّما الصحّية، فهبّت القوى الفلسطينية ومعها المخيمات، في انتفاضة شعبية استمرّت اشهراً، وانتهت برحيله وإلغاء قراراته، وِفق تسوية ساهم في صوغها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. فهل يتكرّر المشهد اليوم؟ تساؤل مطروح بقوة في الشارع الفلسطيني مع إعطاء الضوء الأخضر لبدء التحرّكات الإحتجاجية، مع يقين القوى السياسية أنّ الامر لا يتعلّق بالعجز المالي، وإنّما بمؤامرة تستهدف إنهاء عمل هذه "الأونروا"، عبر تجفيف مواردها في ضوء وقف المساعدات المالية الأميركية منذ تولّي الرئيس دونالد ترمب الرئاسة.

وتؤكد مصادر فلسطينية لـ"نداء الوطن" أنّ القوى السياسية اتّخذت قراراً بتصعيد التحرّكات الإحتجاجية على محورين، الأول: الضغط على "الأونروا" لتحمل مسؤولياتها كاملة، وتأمين التمويل المالي كحلّ جذري بدلاً من تقليص الخدمات، وقد يتدحرج الإحتجاج الى إقفال مكاتبها الرئيسية والفرعية حتى إشعار آخر، أو منع كبار مسؤولي الوكالة من دخول المخيّمات كما جرى في مراحل سابقة مع ماتياس، والثاني: مطالبة المجتمع الدولي للقيام بواجبه تجاه اللاجئين، وجعل موازنة "الأونروا" دائمة من ضمن موازنات الأمم المتحدة، بحيث لا تعتمد كلّياً على تبرّعات الدول المانحة ريثما يطبّق القرار 194 الذي ينصّ على حقّ عودة اللاجئين الى ديارهم، في اعتبار أنّ قضيتهم سياسية بامتياز والإحتلال الإسرائيلي هو المشكلة التي سببّت لجوءهم ومعاناتهم منذ نكبة فلسطين.

وأولى خطوات التصعيد انطلقت من عين الحلوة، حيث نظّمت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" و"اللجان الشعبية" في منطقة صيدا اعتصاماً أمام مكتب مدير "الأونروا"، هدّد فيه أمين سرّ القوى الإسلامية الشيخ جمال خطاب، بمنع المدير العام كلاودي كوردوني من دخول المخيمات قائلاً: "سنعاود ونكرّر ما حصل أيام شمالي.. واذا كان عاجزاً عن تأمين مليوني دولار لمشروع الدعم المدرسي فليرحل"، مضيفاً "نحن متمسّكون بـ"الأونروا" ومصرّون على بقائها ورفض القرارات الأميركية الهادفة الى الغائها.

بينما شدّد مسؤول "الجبهة الديمقراطية" في عين الحلوة فؤاد عثمان على أنّ الإعتصام هو التحرك الثاني وسيتبعه برنامج تصعيدي حتى تتراجع "الأونروا" عن قراراتها الظالمة... وسنغلق المكاتب الإدارية بدءاً من مدير المنطقة... باستثناء المدارس وعمال النظافة، وسيكون هناك اضرابات ومسيرات احتجاجية، واذا لم يستجب المدير العام سنطالب برحيله فوراً".