بينما من المتوقع أن يجتمع المجمع الإنتخابي اليوم، في تحرّك شكلي لإتمام العملية الإنتخابية لتزكية نتائج الإنتخابات الرئاسية رسميّاً وإعلان فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحديث الآن حول ما إذا كان سيحضر حفل تولية بايدن، فيما كان الرئيس الجمهوري قد جدّد التعبير عن استيائه من قضاة المحكمة العليا بسبب رفضهم قبول دعوى قضائية رفعها المدّعي العام في تكساس كين باكستون، وانضمّت إليها أكثر من 17 ولاية، للمطالبة بإبطال نتائج الإنتخابات في 4 ولايات، هي بنسلفانيا وجورجيا وميشيغان وويسكونسن.
وفيما فَقَدَ ترامب عمليّاً أي أمل بقلب النتائج عبر الدعاوى المحلّية والفدرالية، خرج الرئيس الجمهوري بتصريحات "نارية" عبر حسابه على موقع "تويتر" أمس، مشيراً إلى أن الإنتخابات الأميركية هي "الأكثر فساداً عبر التاريخ". كما أكد أنه يعتزم الاعتراض على مشروع قانون الموازنة الدفاعية الذي تبنّاه الكونغرس الجمعة.
وفي هذا الإطار، اعتبر ترامب أن "الرابح الأكبر من القانون الدفاعي الجديد هو الصين! سأستخدم حقي في تعطيله!"، علماً أن الرئيس الأميركي يعترض على القانون لأسباب عدّة.
واعتراض ترامب لا يعني بالضرورة أن القانون ولد ميّتاً، فقد تبنّى مجلس النوّاب الموازنة الدفاعية البالغة 740.5 مليار دولار بغالبية ساحقة، وكذلك فعل مجلس الشيوخ، حيث نال مشروع القانون تأييد 84 عضواً ومعارضة 13، ما يعني أن الكونغرس بات يتمتّع بـ"غالبية عظمى" من الأصوات المطلوبة في مجلسَيْه لتجاوز فيتو محتمل من الرئيس.
لكن يتعيّن معرفة ما إذا كان سيتراجع نوّاب جمهوريون عن تأييدهم لمشروع القانون. ومن شأن ردّ الكونغرس اعتراض الرئيس أن يُشكّل سابقة في عهد ترامب.
توازياً، أُصيب أشخاص عدّة بجروح، بينهم 4 جروحهم خطرة بسلاح أبيض وأحدهم بالرصاص، أثناء تظاهرات في العاصمة واشنطن السبت للمطالبة بولاية جديدة لترامب والتنديد مجدّداً بما يعتبرونه "عمليات تزوير كبيرة" في الإنتخابات الرئاسية. واندلعت مواجهات عنيفة في أماكن عدّة بين المتظاهرين وآخرين من الحركات اليسارية المتطرّفة وحركة "حياة السود مهمّة".
وكان قد بدأ التجمّع الضخم في أجواء احتفالية شارك فيه الآلاف من أنصار ترامب في ساحة "فريدوم بلازا" القريبة من البيت الأبيض. ونُظّمت تجمّعات مماثلة في أولمبيا وأتلانتا وساينت بول (مينيسوتا) وفي مدن صغيرة أخرى، خصوصاً في نيبراسكا وألاباما.
وفي واشنطن العاصمة، حصلت صدامات بين متظاهرين موالين لترامب وآخرين معارضين له قدموا لمواجهة التجمّعات المحافظة في مدينة تُعتبر من الأكثر ليبراليّة في الولايات المتحدة. واستخدم عناصر الشرطة الذين ارتدى بعضهم زي مكافحة الشغب أجسادهم ودرّاجاتهم للتفريق ما بين الحشدَيْن، فيما أفادت وسائل إعلام محلّية عن حصول توقيفات.
وبعد ذلك بوقت قصير، أقلعت مروحية تحمل ترامب من باحة البيت الأبيض وحلّقت فوق الحشد، الذي كان يؤدّي النشيد الوطني، قبل أن يتوجّه الرئيس الجمهوري إلى نيويورك لحضور مباراة كرة القدم السنوية بين الجيش والبحرية. كذلك، أعلنت شرطة ولاية واشنطن (شمال غرب) مساء السبت في تغريدة، توقيف شخص بعد عملية إطلاق نار جاءت إثر مواجهات قرب مبنى الكابيتول في أولمبيا.
