محمد دهشة

مطرانية صيدا الكاثوليكية تُطلق "صندوق المحبة" لمساعدة العائلات الفقيرة

15 كانون الأول 2020

02 : 00

زينة الميلاد في قرى شرق صيدا

أشجار الميلاد وزينتها من الاضواء بدأت تملأ مختلف الساحات والشوارع في صيدا وقرى شرقها، مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، ولكنها تأتي هذا العام في أجواء حزينة، يغيب معها الفرح ليحلّ مكانه القلق من تفشّي جائحة "كورونا" التي فرضت نمطاً جديداً يقتصر على الزينة والهدايا من دون الإحتفالات والتجمّعات كما جرت العادة، وسط الامل بخلاص لبنان من أزماته المتلاحقة، مع ازدياد الفقر المدقع والبطالة التي حرمت عائلات كثيرة من الاحتفال بطقوس العيد.

في محاكاة للواقع الاستثنائي، استعاضت مطرانية صيدا للروم الكاثوليك عن اقامة الانشطة الميلادية المختلفة بإطلاق "صندوق المحبة" في كنائس الابرشية، لجمع التبرّعات المادية والعينية لمساعدة العائلات المحتاجة التي لم يعد بمقدورها الاحتفال بالعيد، بسبب الضائقة الاقتصادية والمعيشية في ظل "كورونا".

ويقول راعي ابرشية الطائفة في صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد لـ"نداء الوطن": "إن اطلاق "صندوق المحبة" رسالة انسانية سامية تترجم الشعور بالتآخي مع الآخرين في هذه الظروف الصعبة غير المسبوقة، خصوصاً بعد قرار عدم الاحتفال باضاءة أشجار الميلاد في القرى تفادياً لتفشّي الفيروس"، مضيفاً: "في هذا العام الاستثنائي ستتم اقامة القداديس والصلوات من دون مصلّين ومن خلال البثّ المباشر، وستقبل التهاني عبر الهاتف"، مؤكداً: "نريد ان نكسر "كورونا" لا ان يكسرنا، والوباء المستجدّ لن يخلق عادات جديدة في قرانا وخلال اعيادنا، فالعيد يبقى هو العيد، و"كورونا" فرض بعض المتغيرات حفاظاً منا على صحّتنا ونحن نصلّي للخلاص من هذا الوباء، وعاداتنا القديمة ستبقى ضمن اطار عائلي محدود".

المطران حداد لم يُخف استياءه من الطبقة السياسية الحاكمة، فوصفها بأنها "فشلت في ادارة البلد، فكيف الحال اذا اصبح لبنان نفطياً"؟ وقال: "نريد بناء لبنان الجديد، لبنان الكبير قبل مئة عام انتهى، ولا نريده اذا كان على هذه الشاكلة، نريد لبنان الجديد الذي يقوم على الحوار والتلاقي وتشكيل حكومة سريعاً لمنع الانزلاق الى الدرك الاسفل من الوادي السحيق"، داعياً المسؤولين الى ان يتحلّوا بالشجاعة ويعترفوا بالفشل والتعالي عن الفئويات والانانية والمذهبية والطائفية، وهذا بحد ذاته سيكون من روح العيد ورسالته. خاتماً: "بالطائفية والمذهبية والفئوية لا يمكن ان نبني بلداً، بل بتقديم التنازلات".

في المدينة ثمّة غضب وإستياء كبيران من تعطيل تشكيل الحكومة على ضوء المبادرة الفرنسية، هدر المزيد من الوقت يعني السقوط أكثر في الهاوية، وتدور احاديث بصوت عال وصاخب بعدما كانت محصورة في الغرف المغلقة والصالونات العائلية، بأن معاناة المواطنين لم تعد تحتمل، فالارتفاع الجنوني للأسعار والانهيار المتفاقم لسعر صرف الليرة وغياب أي رقابة حكومية، وازدياد البطالة والهجرة كلها عوامل تنذر بانفجار اجتماعي قريب.

وفي ظاهرة لافتة، لا يمرّ يوم الا وتجد فيه على مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات "الواتساب"، نداء انسانياً لمساعدة مريض عجز عن دفع تكاليف علاجه وأدويته، او فقير تأخّر عن دفع ايجار بيته، او متعفّف لم يعد يستطيع تأمين قوت يومه ولا حتى ربطة خبزه، ما دفع بعدد من مجموعات حراك "صيدا تنتفض" الى توجيه دعوات للمواطنين من مختلف المناطق والانتماءات والقطاعات، إلى التحرّك بمختلف الأساليب دفاعاً عن حقوقهم، ومن أجل إنقاذ لبنان وخلاص اللبنانيين.


MISS 3