روي أبو زيد

MEHERET... أوضاع العاملات الأجنبيّات في لبنان

17 كانون الأول 2020

02 : 00

جانب من حضور العرض الأول للعمل

عرضت قناة الـMTV مساء أمس الفيلم السينمائي "MEHERET" بعرض تلفزيونيّ أوّل، وهو من كتابة كلوديا مارشيليان، إخراج فادي حداد وإنتاج "كفى". ويشارك في العمل نخبة من الممثلين اللبنانيين منهم كارين رزق الله، مارينال سركيس، إيلي متري، سلطان ديب، غريتا عون وغيرهم.

ويشير حداد في حديث لـ"نداء الوطن" الى أنّ "فكرة الفيلم أكثر من رائعة، إذ يتناول مواضيع عدة نعيشها يومياً منها الغربة، الهجرة، كيفية التعامل مع عاملات المنازل وخصوصاً إنفجار بيروت الذي نلحظه في الدقائق الأخيرة من الفيلم". ويلفت الى أنّ "الفيلم يلقي الضوء على المغتربين والمشاكل التي يعانونها فقط لتحصيل لقمة عيشهم وضمان عيشة كريمة لعائلاتهم".

ويكشف حداد أنّ "Meheret هي عاملة منزل تغرّبت عن بلدها كي تتمكّن من تأمين حياة افضل لابنتها، لكنها تصطدم بانهيار الليرة فتجد نفسها مطرودة وبلا مأوى. وتبدأ رحلة بحثها عن العمل في البيوت، لتجد نفسها تنتقل من منزل الى آخر. لكن للبيوت اسرارها في لبنان وسيتعرّف المشاهد عليها من خلال هذه العاملة". ويضيف أنّ "الفيلم يعكس الواقع الإنساني لوضع العاملات في لبنان، خصوصاً وأنّه مُصوّر بإحساس عالٍ وبتقنية سينمائية متطوّرة".



المخرج فادي حداد



ويقول حداد: "كورونا لم يمنعنا من عرضه في السينما، لكننا قمنا باحتفال صغير كـAvant première كما أنني عرضته على المنصّات العالمية". ولدى سؤالنا عن البطلة "جنّات"، يشير حداد الى أنه: "لم يكن من السهل أبداً إيجاد البطلة خصوصاً أنّها بحاجة لأوراق قانونية لكي تظهر في الفيلم. وكانت "جنّات" البطلة المرجوّة، وفاجأتنا بأدائها العالمي الذي يستحقّ أن يتخطّى حدود العالم العربي".

ويضيف أنّ "فريق العمل أعطى كلّ طاقته، من ممثلين ومنفذين ومنتجين. ونأمل جميعنا بأن يلقى الفيلم إعجاب الجمهور العربي، ونتطلّع الى أن يصل الى العالمية، لأنّ قصّتة هي قصّة كل مغترب على هذه الأرض". ويشير حداد الى أنّ "اللبناني يعيش أزمة كورونية، مالية، مصرفية وإنسانية. لذا لا يستطيع ايّ شعب في العالم أن يحتمل ما نحتمله من مصائب وكوارث".

وإذ يلفت الى أنّ "الدقائق الأخيرة في الفيلم تصوّر إنفجار بيروت"، يشدد حداد ويقول: "أريد أن أحمّل المسؤولية لكلّ شخص ساهم باندلاع هذا الانفجار ولو باتصال واحد! لا تهمني الأسماء، ولا الأحزاب... هذا العمل رسالة لأولاد الزعماء اللامبالين والذين أسهموا بمحو مدينة عن بكرة أبيها!".

ويضيف: "نعم قد تضرّرت من الانفجار، فمنزلي في الصيفي قد تهدّم بكامله. أنا الآن من دون منزل لكن الحمدلله كانت عائلتي موجودة في منزلنا الجبلي"، معتبراً أنّ "الأسوأ قادم على لبنان، لذا سأحثّ عائلتي على المغادرة إذ لا أريد لأولادي أن يعيشوا قساوة الحروب التي عشناها منذ الـ75 الى اليوم".

ويشير حداد الى أننا "شعب منهوب، فالمسؤولون سرقوا أموالنا من المصارف ولا يدركون كيفيّة إدارة أي أزمة. ليس هناك من قيمة للإنسان في لبنان، لذا سأنقذ أطفالي وأجعلهم يعيشون في بلد آخر يحترم الإنسان، بينما أنا سأبقى في بيروت، العاصمة التي أحبّ حيث سأناضل وأقاوم بطريقتي الخاصة".

ويشدد على أنّ "لبنان ليس بيئة حاضنة كي يعيش أطفالنا بسلام. نحن نعيش في بيئة إجرام، بيئة سلاح متفلّت، بيئة زعران، بيئة سرقة، بيئة مخدّرات، بيئة كابتاغون، بيئة نهب، بيئة جوع. ليس هناك من مكان للملائكة في لبنان بل للشياطين والأحزاب والتجار والفاسدين. الشر غلب الخير للأسف في هذا البلد المقدّس". ويلفت حداد الى أنّ "حكامنا زبالة. كيف يمكن لحاكم "دقّة قديمة" أن يحكم الجيل الجديد بعقله المتخلّف؟ كيف يمكن لجاهل أن يحكم الشباب المثقّف والمنفتح؟"، مضيفاً أنّ "شبابنا من الأفضل في المدارس والجامعات، كيف يمكن أن نحكمهم بقوّة السلاح؟ أريد أن أموت ببيروت لكن اريد لأولادي أن يعيشوا خارج بيروت!"

ويلفت حداد الى أنّ "حكامنا يريدون إنهاء تاريخ لبنان وثقافته وحضارته"، موضحاً أننا "بلد علّم نصف الكرة الأرضية الفن والثقافة. لذا أطلب من البعض الذين يكرهون الفن والفرح والثقافة في لبنان "إنو يطولو بالن علينا شوي... ياخدونا بحلمن!"

وتساءل قائلاً: "أتعلم أنّ الفنان القدير الراحل وديع الصافي قد تطبّب في سوريا لأنه لم يستطع استكمال علاجه في لبنان؟"

ويختم حداد حديثه قائلاً إنّ "الأمل يكمن بوفاة هذه الطبقة الحاكمة! يجب أن تنكسر شوكتهم. حكامنا جميعاً خرّيجو خندق، قتلة، يسدون الأوامر بالقتل والدمار وإطلاق النار. هم قتلة روح لذا لا يملكون أي ذرّة سلام في قلوبهم. إنهم مجرمو حرب وأيديهم ملطّخة بالدماء".

ويضيف بغضب: "أنا لا أحترم أي شخص قاتل أو أعطى أمراً بالتفجير والقتل والذبح. نحن دعاة سلام ومحبة وتلاقٍ وانفتاح، لذا لا يمكن لنا ابداً أن نلتقي مع هؤلاء المجرمين!"

من جهتها، تؤكد الكاتبة والممثلة كارين رزق الله أنّ "الفيلم إنسانيّ بامتياز ويحمل قضيّة عاملات المنازل في مجتمعنا اللبناني وطريقة تعاملهم المجحفة من قبل بعض اللبنانيين وليس الجميع".

وتضيف رزق الله أنّ "قسماً من أرباب البيوت يعاملون هؤلاء بطريقة ظالمة، اذ يحرمونهم من حقوقهم ولا يعتبرونهم كأناس وكبشر"، معتبرة أنّ "اللوم يقع في جزء كبير منه على التربية في مجتمعنا، فالبعض منا تربّى على أساس طبقي ويحاكم الناس بناءً لطبقتهم الإجتماعية". وتلفت رزق الله الى أنّ "بعض العائلات، وكي لا أعمم، تتربّى على أسس الفوقيّة بسبب المكانة الاجتماعية أو المركز المادي".

وتشير الى أنّ "الفيلم يتناول قصّة عاملة أثيوبية تمثّل العاملات الأجنبيات كافة في لبنان والعاملات في منازلنا"، مضيفة أنني "شاركتُ في العمل لأنه ذو طابع إنساني تأكيداً على إيماني بهذه الرسالة وكدعم لمن راودته فكرة تسليط الضوء على وضع العاملات في هذا الفيلم".

وتختم رزق الله أنّ "التجربة كانت ممتعة، وفرحت كثيراً بهذا التعاون للمرة الأولى مع المخرج فادي حداد. خصوصاً وأنني أردتُ أن تكون لي يد إنسانية في هذا الفيلم".


MISS 3