"الأعلى للدفاع" يقرّ جملة إجراءات... ومعلومات عن تجهيز "الدرون الثانية" في لبنان

نصرالله: "فيكم تناموا مرتاحين الردّ مش اليوم"

02 : 43

تحت سقف البيان الوزاري للحكومة الحالية وموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي حدد منذ اليوم الأول الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية بمثابة "إعلان حرب" ومن حق لبنان الرد والدفاع عن سيادته، وفي تعمّد اسرائيلي للاستفزاز بحيث رابطت طائرة اسرائيلية مسيّرة في سماء الشوف وتحديداً فوق قصر بيت الدين، إنعقد المجلس الأعلى للدفاع أمس باحثاً في العمق الخيارات العسكرية والأمنية والديبلوماسية المتاحة.

وعُلم أنّ عون شدد خلال الجلسة على أنه منذ بداية عهده لم تطلق رصاصة واحدة على إسرائيل ولكن "لن نقبل أن تطلق إسرائيل النار علينا"، كما أن الجيش اللبناني يقوم بتكثيف عملياته الاستخباراتية مع مسح شامل لوضع خريطة شاملة لنقطة انطلاق الدرون التي لم تنطلق من إسرائيل.

وقال مصدر وزاري لـ"نداء الوطن" إنّ الجو العام تمحور حول "حق لبنان بالرد على الاعتداء الاسرائيلي، وهذا أمر طرح في المجلس الأعلى للدفاع وفي مجلس الوزراء أيضاً"، مضيفاً أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري عرض لنتائج الاتصالات الداخلية والخارجية التي جرت وتجري، وأكد أن "هناك تحركات كثيفة تتم حول الموضوع"، مركزاً على "الأسلوب الاسرائيلي الجديد في الاعتداء على لبنان".

وأوضح المصدر أنّ "الوزراء تناوبوا على الكلام، فتحدث وزير الدفاع الياس بوصعب عن مسؤولية المجتمع الدولي في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة وأنّ الخروقات الجوية الإسرائيلية، في تقارير مثبتة، تبلغ أحياناً 17 ساعة يومياً، أما وزير الخارجية جبران باسيل فقد أجرى تقييماً للاعتداء من الناحية الديبلوماسية والاتصالات الجارية بشأنه، في حين قدّم قائد الجيش العماد جوزاف عون تقريراً أمنياً حول المعطيات الموجودة لدى الجيش والتحقيقات التي جرت".

وإذ أشار إلى وجود "تفهم لموقف لبنان ولوضعه في هذا الظرف، وأنّ هناك دولاً دخلت على خط المعالجة أبرزها ألمانيا، الخبيرة في إدارة الملفات العالقة بين لبنان وإسرائيل ولها تجربة في ملف الأسرى والمعتقلين"، كشف المصدر عن جملة إجراءات قرر المجلس اتخاذها "بما يتناسب مع الموقف، ومن ضمنها تعزيز قدرات الجيش على صعيد الرصد الجوي (رادارات حديثة) وعدم التهاون في التصدي الميداني للخروقات الاسرائيلية لا سيما الجوية منها، وضبط عملية استيراد وبيع كاميرات الدرون التي تدخل إلى لبنان تحت مسمى استخدامها في الأعراس والحفلات والمهرجانات، لأنّ المعلومات الأولية تشير إلى أنّ الدرون الثانية التي انفجرت تم تركيبها وتجهيزها وتفخيخها في لبنان من خلال إما عملاء ميدانيين أو عملية تصفية حساب إقليمية ودولية على الأرض اللبنانية".

أما الرسالة الأبرز فهي تلك التي كشف عنها مساءً الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في لقاء خاص ومغلق مع قراء العزاء في عاشوراء حين قال: "فيكم تناموا مرتاحين، الرد مش اليوم". وأضاف: "يوم ضربة القنيطرة كان الجو حامياً وهناك ستة شهداء وانتظرنا عشرة أيام، والآن لسنا مستعجلين أبداً وليبقَ الاسرائيلي مستنفراً". واوضح نصرالله بخصوص الطائرات المسيّرة أنّ "حزب الله لم يلتزم إسقاط كل الطائرات وبالتالي لا يخرج أحد ويقول يا سيّد يوجد "MK" في سماء لبنان، فالسلاح النوعي الذي لدينا لن نستهلكه في إسقاط الطائرات المسيّرة"، ليستدرك بالقول: "وصلتني أخبار أنّ الناس تغادر بلداتها، "أنا ما قلت في حرب وإسرائيل مش قدها" فهي لديها انتخابات في 17 أيلول".

وفي المعلومات الرسمية عن اجتماع "الأعلى للدفاع" أنه عرض تداعيات الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الأحد الفائت. وشدّد رئيس الجمهورية على ضرورة الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه لأنه حق مشروع، فيما اعتبر رئيس الحكومة أنّ الاعتداء وهو الاول من نوعه منذ العام 2006، "تقصدت منه إسرائيل تغيير قواعد الاشتباك، مما يهدد الاستقرار". وأكد المجلس في خلاصة موقفه "حق اللبنانيين في الدفاع عن النفس بكل الوسائل ضد أي اعتداء، وعلى أنّ الوحدة الوطنية أمضى سلاح في وجه العدوان".

وبينما أبقى المجلس على مقرراته سرية، تنفيذاً للقانون، اكتفى الحريري لدى مغادرته رداً على سؤال عن الوضع السائد، بالقول: "ما في شي بيخوّف، ونحنا ما منخاف إلا من الله".


MISS 3