جورج الهاني

حصاد 2020 - أحداث العام 2020 الرياضية بحُلوها ومُرّها

بايرن ميونيخ سيّد أوروبا وكرة السلّة اللبنانية بين كبار آسيا

31 كانون الأول 2020

08 : 30

كريستوفر فغالي... فرخ البطّ عوّام
بعثرَ وباء "كورونا" أوراق روزنامة الأحداث الرياضية البارزة في كافة أنحاء الكرة الأرضية في العام 2020، فتأجلت دوراتٌ وألغيتْ أخرى، فيما إعتُمِدتْ إجراءاتٌ قاسية وتدابير حازمة على المسابقات التي كُتبَ لها أن تقام خلال هذا العام، خوفاً من التقاط الفيروس وللحدّ من إنتشاره بين اللاعبين والإداريين.

لم يكن أحدٌ من القادة الرياضيين الكبار حول العالم يتصوّر أنّ وباءً خطيراً قادرٌ على فعل ما عجزت عنه الحروب العسكرية الواسعة أو الأزمات السياسية الحادّة، إذ حتى تحت وطأة تلك الحروب والأزمات لم تتوقف الحركة الرياضية عن الدوران، وبقيت بمنأى عن الصراعات، وأوصلت بطولاتها الى شاطئ الأمان، وذلك على عكس "كورونا" الذي لم يستثنِ الوسط الرياضيّ من ضحاياه، فكان القرارُ الصعب بإغلاق الملاعب والمضامير والحلبات وإرجاء المناسبات الكُبرى أقلّها الى العام 2021.

تمثّلت الخيبة الأكبر أولاً بتأجيل أولمبياد طوكيو الصيفي بعدما انتظر المنظّمون كثيراً قبل تجرّع الكأس المُرّة إثر إنسحاب الدول المشاركة فيه الواحدة تلو الأخرى، وما لبث أن إنسحب هذا القرار على بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم، ثمّ على نظيرتها الافريقية، وكذلك على مسابقة كأس الأمم الأميركية الجنوبية "كوبّا أميركا" والتي أرجئت جميعها الى العام المقبل، فيما ألغيت نسخة 2020 من بطولة ويمبلدون البريطانية لكرة المضرب وبطولات دولية مهمّة أخرى في مختلف الألعاب.

في المقابل عادت الحياة الى الملاعب تدريجياً في شهر تموز الفائت الذي شهد إختتام منافسات معظم البطولات الكروية المحلية في أوروبا، حيث توّج جوفنتوس بطلاً للدوري الإيطالي للمرة التاسعة توالياً، وأحرز بايرن ميونيخ لقبه الثامن على التوالي في الدوري الألماني، ونجح ريال مدريد في استعادة لقب الدوري الإسباني، فيما انتزع ليفربول لقب الدوري الإنكليزي الممتاز بعد غياب طويل دام ثلاثين عاماً.


بايرن ميونيخ صاحب الخماسية التاريخية


بايرن بطل أوروبا

وفي شهر آب إستضافت العاصمة البرتغالية لشبونة بطولة مصغرة بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة لإستكمال بطولة دوري أبطال أوروبا بدءاً من الدور ربع النهائي، وقد انتهت بتتويج بايرن ميونيخ باللقب القارّي على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي (1-0) في المباراة النهائية.

كذلك إستضافت مدينة كولن الألمانية بطولة مصغرة مشابهة لاستكمال منافسات الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ"، وقد فاز إشبيلية الإسباني بلقبه السادس في هذه المسابقة على حساب إنتر ميلان الإيطالي في المباراة النهائية (3-2).

وفي شهر كانون الأول توّج البولندي روبرت ليفاندوفسكي بجائزة أفضل لاعب في العالم، في حفل توزيع جوائز "الفيفا" في مدينة زوريخ السويسرية، متفوّقاً على الثنائي الأشهر في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك بعد إحرازه ألقاب "البوندسليغا" والكأس المحلية ودوري أبطال أوروبا و"السوبر" الألماني و"السوبر" الأوروبيّ مع العملاق البافاريّ الذي حقّق خماسية تاريخية قد لا تتكرّر في المستقبل القريب.

أما في كرة السلة، فتمكن فريق لوس أنجليس لايكرز بقيادة نجمه ليبرون جيمس في شهر تشرين الأول من إحراز لقب بطولة الدوري الأميركي للمحترفين للمرة الـ17 في تاريخه، معادلاً الرقم القياسي الذي كان يحمله غريمه التاريخيّ بوسطن سلتيكس.


مارادونا رافعاً الكأس الذهبية لمونديال 1986


رحيل أسطورتَين

وبعيداً من جائحة "كورونا" شهد العام 2020 غياب أسطورتَين رياضيتَين، إذ في شهر كانون الثاني تحطّمت مروحيّة نجم فريق لوس أنجليس لايكرز والمنتخب الأميركي لكرة السلة كوبي براينت (41 عاماً) في مدينة كالاباساس في ولاية كاليفورنيا، ما أدى الى مقتله مع إبنته جيانا وأفراد الطاقم السبعة. أما في شهر تشرين الثاني فصُدم عشّاق كرة القدم حول العالم بوفاة الظاهرة الأرجنتينية دييغو مارادونا عن 60 عاماً بسبب وذمة رئوية حادّة وتفاقم قصور مزمن في القلب، وذلك بعد أسبوع واحد من خضوعه لعملية جراحية في رأسه لإزالة ورم دمويّ. كذلك خسرت الكرة الإيطالية في بداية الشهر الحالي نجمها السابق باولو روسي هدّاف مونديال إسبانيا 1982، والذي قاد بلاده لإحراز اللقب الثالث في تاريخها، والأول منذ عام 1938.


منتخب لبنان لكرة السلّة إلى نهائيات آسيا


لبنان الى بطولة آسيا

أما محلياً فتأثرت الساحة الرياضية بشكل كلّي بفيروس كورونا الذي شلّ النشاطات الرسمية والودّية في كافة الألعاب الجماعية والفردية بإستثناء دوريّ كرة القدم للدرجتَين الأولى والثانية، ويبقى الإنجاز الأبرز الذي تحقّق هذا العام هو تأهل منتخب لبنان لكرة السلة الى بطولة كأس آسيا 2021، بعدما تصدّر مجموعته الرابعة خلال تصفيات "النافذة الثانية" التي أقيمت في البحرين في نهاية تشرين الثاني، وقد حجز منتخب الأرز مكاناً في النهائيات بإحرازه العلامة الكاملة (8 نقاط من أربع مباريات)، فيما يواصل منتخب لبنان لكرة القدم مشواره في التصفيات الآسيوية المزدوجة لكأس العالم - قطر 2022 وكأس آسيا - الصين 2023، علماً أنّ مجموعته الثامنة تضمّه الى منتخبات كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وتركمانستان وسريلانكا، وهو حالياً يحتلّ المركز الثالث خلف الكوريتَين برصيد 8 نقاط.


محمد فخر الدين يرفع علم لبنان في البحرين


كذلك سُجّل إنجازٌ لبنانيّ كبير خارج حدود الوطن، حيث أحرز السائق اللبناني كريستوفر فغالي (10 سنوات) ونجل بطل سباقات السرعة عبدو فغالي، لقب فئة "مايكرو" في النُسخة الثانية من السباق النهائي من كأس تحدِّي "روتاكس ماكس" الدولي الذي أُقيمَ على حلبة الغرب للكارتينغ في البرتغال خلال الشهر الحالي، متفوّقاً على الكثير من منافسيه القادمين من القارّة الأوروبية والدول العربية. وشهد لبنان في الفصل الأخير من العام الحالي إنتخابات الإتحادات الرياضية، بحيث فازت معظم اللجان الإدارية الجديدة بالتزكية، وذلك في أبشع صورة للديمقراطية وحرّية المنافسة الشريفة، فيما كان الأمر مختلفاً في إنتخابات إتحادَي الكرة الطائرة وكرة السلة تباعاً، حيث ضغطتْ السلطة السياسية لإيصال مرشّحيها في هاتين المعركتَين اللتين فاض فيهما المال الإنتخابيّ وأغدقت خلالهما الوعود المعسولة على الناخبين، كما هي الحال دائماً في مثل هذه الإستحقاقات المهمّة.


لويس هاميلتون صاحب الألقاب السبعة


وفي عالم سباقات السرعة، عادل سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون (35 عاماً) رقم الأسطورة الألماني مايكل شوماخر من حيث عدد مرّات الفوز بلقب بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد (7 مرّات) بعدما انتزع المركز الأول في سباق جائزة تركيا الكبرى في تشرين الثاني.

على صعيد آخر، أحرز البطل اللبناني محمد فخر الدين (36 عاماً) لقب بطولة العالم لوزن المتوسط في إتحاد "Brave Combat" لرياضة الفنون القتالية المختلطة "MMA" التي أقيمت في البحرين في شهر أيلول بعدما أسقط خصمه البرازيلي دانيال غوشو بالضربة القاضية.


MISS 3