جاد حداد

The People v. O.J. Simpson... نسخة مستحدثة من "محاكمة القرن"!

5 كانون الثاني 2021

02 : 00

بالنسبة إلى الناس فوق عمر معيّن، قد يكون مسلسلThe People v. O. J. Simpson: American Crime Story (الشعب في مواجهة أو جيه سيمبسون: قصة جريمة أميركية) عبارة عن عرضٍ يبث في نفوسهم الحنين إلى حقبة غابرة. كانت محاكمة أو جيه سيمبسون بتهمة قتل نيكول براون سيمبسون ورونالد غولدمان بين كانون الثاني 1995 والحُكْم ببرائته في شهر تشرين الأول من السنة نفسها حدثاً لم يغفل عنه أحد.

لكن تقدّم الحلقة الأولى من هذا المسلسل إطاراً مختلفاً بالكامل للقضية. بدل أن تبدأ القصة بظهور شخصية "أو جيه"، تُنشَر في البداية صور ضرب رودني كينغ في العام 1991 ثم أعمال الشغب في لوس أنجلوس في السنة اللاحقة، بعد تبرئة الضباط المتّهمين بالاعتداء عليه. سبق وتعرّضت أعمال راين مورفي السابقة لانتقادات لاذعة بسبب طريقة تجسيدها للمسائل العرقية والجنسية، لكن من الواضح أن هذا العمل يتعمق في مناقشة المسألة العرقية والعدالة الجنائية والشهرة.



هذه القضية مألوفة ومشهورة لكن يعطيها المسلسل بُعداً جديداً عبر التركيز بقوة على وجهات نظر المحامين ودوافعهم والعلاقات التي تجمعهم. تجسّد سارة بولسون دور "مارسيا كلارك"، المحامية المدمنة على التدخين وذات الملامح الجامدة بطريقة مدهشة. ومقابل شخصيتها المستقيمة والعدائية، يظهر "كريستوفر داردين" (ستيرلينغ ك. براون) الذي سئم بكل وضوح من النظام القانوني المتصدّع. أما "جوني كوشران" المتغطرس (كورتني ب. فانس)، فلا يرغب أصلاً في المشاركة في قضية "أو جيه" لأنه يعتبرها قضية خاسرة منذ البداية. هو يظهر بدور مرشد "داردين" والمدافع الشرس عن الحقوق المدنية الخاصة بالأميركيين من أصل إفريقي، لكنه يحمل ما يكفي من الدناءة لتبرير انضمامه في نهاية المطاف إلى "فريق الأحلام" القانوني في قضية "أو جيه".

يكون فريق الادعاء متأكداً من قوة حججه ضد "أو جي" (مع أنه لا ينجح في إلزامه بإفادة لا يستطيع تغييرها لاحقاً)، لكن سرعان ما تتبدل الأجواء الاجتماعية حين يبدأ مذيعون محليون سود بالتشكيك بالدوافع العرقية للضباط المتورطين في القضية. خلال جنازة نيكول براون، يهمس أفراد عائلتها وأصدقاؤها في ما بينهم ويحدقون في الفراغ ولا يصدقون أن "أو جيه" المذنب بنظرهم يتحلى بالجرأة الكافية للحضور. ثمة مشهد مدهش بين "كريس جينير" (سيلما بلير) و"فاي ريسنيك" (كوني بريتون) وهما ترتديان ملابس سوداء وتثرثران حول "أو جيه" وكأنهما تدردشان عبر الهاتف.

قبل أن تبدأ المحاكمة، يشدد مورفي على ظهور الانقسامات بين الناس حول هذه القضية لأسباب عرقية. عند إصدار مذكرة توقيف بحق "أو جيه"، يقنعهم "روبرت شابيرو" (جون ترافولتا) بالسماح للمتّهم بالمجيء من تلقاء نفسه بدل اعتقاله بشكلٍ استعراضي أمام وسائل الإعلام، لكن تبدأ دوامة جهنمية حقيقية في هذه المرحلة تحديداً. يختبئ "أو جيه" في منزل "روبرت كارداشيان" ويلجأ إلى مكتبه لكتابة سلسلة من رسائل الانتحار ووصيته التي يوقّعها بوجه مبتسم. هو يلوّح بمسدسه طوال الوقت ويصرّ على براءته ويطلب منه "كارداشيان" ألا يطلق النار على نفسه في إحدى الغرف هناك. ثم يظهر "آل كولينغز" (مالكوم جمال وارنر) ويسارع إلى مساعدة "أو جيه". مع وصول الشرطة للقبض عليه، يكون "أو جيه" قد ركب في سيارة "كولينغز" البيضاء الشهيرة من طراز "فورد برونكو" ويتجه نحو الطريق السريع.

في النهاية، يستحق هذا العمل الإشادة. حتى لو كان الناس يعرفون نهاية القصة، لا مفر من أن يهتموا بطريقة جمع الوقائع والأحداث بطريقة تضمن تقديم نسخة مستحدثة ومشوّقة من قضية أو جيه سيمبسون الشهيرة كي يطّلع عليها الجيل الجديد أيضاً.