"صفحة خليجية" جديدة

السعودية "تحتضن" قطر

02 : 00

ولي العهد السعودي يُعانق أمير قطر بعد وصول الأخير إلى العلا أمس (أ ف ب)

دخلت "قمّة السلطان قابوس والشيخ صباح" في مدينة العلا السعودية، التاريخ، بحيث لم تكن كسابقاتها من قمم مجلس دول التعاون الخليجي، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون. ففي الشكل، كان لافتاً العناق الذي يحمل رسائل ودلالات عدّة بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لدى نزول الأخير من طائرته، ليعود بن سلمان ويقود سيّارته وبجانبه الشيخ تميم، الذي قدم إلى المملكة في أوّل زيارة له منذ بدء الأزمة الخليجية.

وفي المضمون، أعلنت السعودية عودة العلاقات الكاملة بينها، إضافةً إلى الإمارات والبحرين ومصر، وبين قطر، إذ قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي بعد القمة الـ41 لمجلس التعاون الخليجي: "ما تمّ اليوم (أمس) بحكمة قيادات المجلس والأشقاء في جمهورية مصر العربية، هو طي كامل لنقاط الخلاف وعودة كاملة للعلاقات الديبلوماسية".

كما كان قادة مجلس دول التعاون الخليجي وقّعوا "بيان العلا"، الذي أوضح ولي العهد السعودي أنّه "لتأكيد التضامن والإستقرار"، خلال قمّة هدفت إلى بدء حلّ الأزمة الخليجية القائمة منذ أكثر من 3 سنوات، وذلك بحضور مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر. كما وقع على البيان وزير الخارجية المصري سامح شكري، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية المصرية.

وألقى بن سلمان قبل ذلك مباشرةً كلمة قال فيها إنّ "جهود الكويت والولايات المتحدة أدّت بتعاون الجميع للوصول إلى اتفاق "بيان العلا"... الذي جرى التأكيد فيه على التضامن والإستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلّعاتها".

وأضاف: "نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحدّيات التي تُحيط بنا، خصوصاً التهديدات التي يُمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ الباليستية ومشاريعه التخريبية الهدّامة"، فيما شدّد "بيان العلا" على طيّ صفحة الماضي بما يحفظ أمن الخليج واستقراره، وتمّ الاتفاق أيضاً على عدم المسّ بسيادة أي دولة وأمنها، وعلى تنسيق المواقف السياسية لتعزيز دور مجلس التعاون، وكذلك مكافحة الجهات التي تُهدّد أمن دول الخليج وتعزيز التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية.

والتقى ولي العهد السعودي أمير قطر بعد القمة، حيث جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدَيْن وسُبل تعزيز العمل الخليجي المشترك، في وقت وصل فيه وفد قطري برئاسة وزير المال علي العمادي إلى مطار القاهرة في طائرة خاصة. وذكر الإعلام المصري أن الهدف من الزيارة هو "حضور افتتاح أحد الفنادق المملوكة لشركة قطرية" في العاصمة المصرية.

من جهته، كتب نائب رئيس الإمارات ورئيس الحكومة محمد بن راشد آل مكتوم، الذي شارك في القمة، في تغريدة على "تويتر" بعد انتهاء الاجتماع: "قمّة إيجابية... موحّدة للصفّ... مرسّخة للأخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان". وأضاف: "المتغيّرات والتحدّيات المحيطة بنا تتطلّب قوّة وتماسكاً وتعاوناً خليجيّاً حقيقيّاً وعمقاً عربيّاً مستقرّاً".

ورحّب الأردن بإنهاء الأزمة بين قطر وجيرانها، واعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن "بيان العلا يُشكّل إنجازاً كبيراً ذلك أن رأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي، تُعزّز التضامن والإستقرار في منطقة الخليج العربي، وتخدم طموحات شعوبها بالنمو والإزدهار".


MISS 3