جورج الهاني

مصداقية همّام وسلامة على المحكّ

11 كانون الثاني 2021

02 : 00

لا يختلفُ إثنان في الوسط الرياضي على أنّ رئيس الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة وليد القاصوف لم يكن قادراً على الوصول الى هذا المنصب لولا دعم صديقه أسعد النخل الذي إنضمّ وأربعة من زملائه الى لائحة الرئيس في الأيام الأخيرة التي سبقت الإنتخابات منتصف الشهر الماضي، ممّا منحها الفوز الكامل (15 – صفر)، على رغم المساعي الحثيثة التي بذلها أعضاء اللائحة المنافسة مع النخل لإقناعه بالإلتحاق بهم، مما كان سيبدّل بالتأكيد من ظروف ونتائج المعركة الإنتخابية، وهذا ما كان يقرأه تماماً رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همّام والمحاضر الأولمبي جهاد سلامة.

كان حجمُ الضغط هائلاً على النخل، الأمر الذي جعله يتردّد كثيراً ويبدّل موقفه مراراً وتكراراً قبل موعد الإنتخابات، ممّا أقلقَ همّام وسلامة من ضياع فرصة فوز حليفهما القاصوف بالرئاسة في حال حسم النخل موقفه بالإنضمام وزملائه الى لائحة المعارضة، فلمعتْ فكرةٌ في رأس همّام المعروف بحنكته ودهائه الرياضيَين تُنهي هذا المأزق وتوجِدُ حلاً يُرضي الجميع، وتمثّلت بإقناع النخل بأن يستمرّ في منصبه نائباً للرئيس مقابل إنتخابه عضواً في اللجنة الأولمبية الجديدة، وقد إتصل همّام بسلامة هاتفياً في إحدى الليالي وطرح عليه الفكرة التي لاقت ترحيباً وتأييداً من الأخير، واعداً بضمّ النخل الى لائحته في حال ترشّحه لرئاسة اللجنة.

إنتهى موسم إنتخابات الإتحادات الرياضية وبدأ التحضير للإستحقاق الأولمبيّ، ليتبيّن أنّ كلام الليل يمحوه النهار، وذلك بعدما تفاجأ وسط الكرة الطائرة (بإستثناء مسؤوليه الحاليين والسابقين) بموقف سلامة الذي إختار أسماء الأعضاء المسيحيين في لائحته من دون أن تتضمّن إسم النخل الذي رشّحه إتحاده رسمياً لإنتخابات اللجنة الأولمبية في جلسته المنعقدة بتاريخ 23 كانون الأول الفائت، مفضّلاً على إتحاد الكرة الطائرة الذي تضمّ جمعيته العمومية 145 نادياً منتشرة على كافة الأراضي اللبنانية، إتحادات فردية لا يتخطى عدد أنديتها العشرين نادياً أو ثلاثين كحدّ أقصى، وكانت حجّة سلامة هذه المرّة بأنه لم يكن يعلم أبداً بمبادرة همّام الذي إكتفى بدوره بإرسال جملة "I Will Do My Best" للنخل عبر الواتساب منذ ثلاثة أيام.

من المرجّح أن يتبوّأ سلامة منصب رئاسة اللجنة الأولمبية، ولا أحد في هذا المجال يشكّ في قدرته على النجاح بمهامه الجديدة بفضل تمرّسه في الحقلَين الرياضي والإداريّ على مدى أكثر من ثلاثين سنة، ولكن كان من الأجدى له إزالة بعض العثرات من طريقه، تبدأ بعدم الإلتزام بالوعود التي أطلقها خلال الإنتخابات، ولا تنتهي مع تغييب المرشّحين الأرثوذكس عن لائحته، ممّا قد يخلق نقمة سياسية ورياضية كبيرة من أبناء الطائفة، ويُسبّب له إحراجاً سيستمرّ طوال ولايته الممتدّة لأربع سنوات.


MISS 3