أسبوع الموضة الرجالية في إيطاليا... افتراضي بزمن الوباء

02 : 00

تُعرَض أحدث مجموعات الأزياء الرجالية ضمن أسبوع للموضة يقام على مدى أربعة أيام بدأ اعتباراً من يوم أمس في ميلانو وفق صيغة مختلطة تجمع العروض الحضورية والافتراضية.

وتبنّت صناعة الأزياء هذا النموذج الجديد لمواجهة الوباء المنتشر في إيطاليا وفي بقية أنحاء العالم.

ويقدّم عارضات وعارضون مجموعات الملابس على منصات لكن بدون جمهور، كما تُبث العروض مباشرة على المنصة المخصصة لهذا الغرض "كاميرا ديلا مودا إيطاليا" أو "غرفة الأزياء الإيطالية". واختارت الدور الـ39 بثّ عروض مسجلة أو أفلام قصيرة، وفي بعض الأحيان، مشاريع فنية مبتكرة، أهمها "إرمينجيلدو دزينيا" و"تودز" و"برادا"و"تشرشز". وإذ كانت بعض الدور أعلنت غيابها مثل "غوتشي" و"أرماني" اللتين قررتا اتباع طريقة عرض مجموعاتهما بوتيرة خاصة بهما، فإن بعض العلامات التجارية التي أعلن عن مشاركتها في البداية، انسحبت أخيراً.

وأعلنت "دولتشي أند غابانا" التي اعتادت أن تقدم عروضاً مدهشة والتي كان من المقرر أن تقدم مجموعتها اليوم، أن "الشروط الأساسية" لتحقيق عرضها "لم تستوف". وفي الوقت الراهن، لم يتم التخطيط لأي عرض افتراضي لهذه المجموعة التي كانت جاهزة للعرض.

ولومبارديا وعاصمتها ميلانو، هي واحدة من خمس مناطق في شبه الجزيرة مصنفة باللون البرتقالي من قبل الحكومة الإيطالية، ما يعني أن المتاجر الأساسية فقط مفتوحة فيها بالإضافة إلى الحضانات والمدارس الابتدائية. ويسري حظر تجول من الساعة العاشرة ليلاً إلى الساعة الخامسة فجراً. ومن المرجح أيضاً أن تعود المنطقة بدءاً من 16 كانون الثاني إلى اللون "الأحمر" ما يعني مزيداً من القيود.

وفي هذا السياق، كانت للأزمة التي سببها وباء كوفيد - 19 تداعيات قاسية على قطاع الأزياء الرجالية. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن "كونفيدوسترا مودا"، وهي جمعية مهنية تجمع الشركات المصنعة في هذا القطاع، بلغ تراجع رقم أعمال قطاع الملابس الرجالية الإيطالية 18,6 في المئة عام 2020، مسجلاً انخفاضاً قدره مليارا يورو.

وأعاق الوباء الاتجاه الإيجابي للصادرات الذي تباطأ في العام 2020 بنسبة 16,7 في المئة إلى 5,9 مليارات يورو. وقد يأتي الانتعاش من الأسواق الآسيوية التي تظهر بوادر تحسّن في الربع الأول من العام الجاري، لكن خبراء القطاع يتوقعون حدوث انتعاش في العام 2023 وليس قبل ذلك. إلا أن ثمة نقطة إيجابية واحدة في هذه الصورة القاتمة تتمثل في ميل الشركات إلى الانتقال الجغرافي. فقد شهدت الشركات العاملة في قطاع الأزياء تعطل سلاسل التوريد والإنتاج بشكل كبير خلال الإغلاق الأول، مع توقف الموردين الخارجيين عن التسليم إضافة إلى الصعوبات اللوجستية. لذلك، أعادت بعض دور الأزياء هذه النشاطات إلى بلدانها لتجنب مواجهة وضع مماثل. ويتوقع أن يساهم هذا التوجه في توفير فرص عمل في إيطاليا، وقد سلّط الضوء عليه في قمة الموضة العالمية الأخيرة التي أقيمت في ميلانو في تشرين الثاني والتي شددت على الحاجة إلى دعم هذه الحركة من خلال تدريب الشباب والاستثمار في التكنولوجيا.