جورج الهاني

سلامة "الآمرُ الناهي" والخصومُ ينتفضون

18 كانون الثاني 2021

02 : 00

جهاد سلامة

لا يتركُ رئيس إتحاد المبارزة جهاد سلامة والمقرّبون منه مناسبة خاصة أو إطلالة إعلامية من دون أن يمنّنوا الوسط الرياضيّ ويذكّروه بأنّ معظم الإتحادات التي فازت بالتزكية في الإنتخابات التي جرت في الفصل الأخير من العام الماضي يعود الفضل فيها الى سلامة وحده، وانّ لولاه لدارت ربّما معارك إنتخابية طاحنة شبيهة بحرب داحس والغبراء الجاهلية، وكان الجميع سيخرج منها ضعيفاً ومنهكاً برأيهم، مما سيؤثّر سلباً على مسيرة هذه الإتحادات وأدائها ونتائجها بشكلٍ عام.

وفي هذا السياق لا بدّ من التوقّف عند نقطة أساسية يجب الإضاءة عليها بعيداً من عملية ذرّ الرماد في العيون، إذ إنّ التزكية التي يجاهرون بفرضها في الإنتخابات حصلت نتيجة تسوية أولاً، والتسوية بطبيعة الحال تعني إتفاقاً ومحاصصة بين كافة الأطراف المعنية في الإستحقاق الإنتخابيّ، وبمعنى آخر لو لم يوافق خصوم سلامة على الحصص أو المناصب المُعطاة لهم داخل اللجان الإدارية للإتحادات بدءاً من الرئيس وصولاً الى أصغر عضو لما شهدنا تزكية في الإتحادات على أوسع نطاق، وهي ليست دليل صحّة وعافية بالمناسبة وبعيدة كلّ البُعد عن أسس ومبادئ الديموقراطية وترك حرية الخيار والقرار للجمعيات العمومية الناخبة.

إذاً، لماذا يصرّ سلامة على أن يستثمرَ هذه الإنتصارات في إنتخابات اللجنة الأولمبية المقبلة وعلى أن ينسبها إليه وحده ما دام الجميعُ معنياً بها من أحزابٍ وفاعليات ومستقلّين؟ ولماذا يسكتُ هؤلاء على مضض اليوم أمام كلّ هذه العنتريات والبهورات الإعلامية التي تشبه فقاقيع الصابون من دون أن يرفع أحدٌ منهم صوته ويوضح حقائق الأمور، وكأنهم ليسوا جزءاً من "البازل" الإنتخابيّ الهزيل؟

قد يأتي الجوابُ قبل موعد إنتخابات اللجنة الأولمبية في الثامن من شباط المقبل، حيث يبدو أنّ الآخرين أدركوا الآن أنّ سلامة أصبح في غفلة من الزمن الآمر الناهي رياضياً بعدما نالَ حصّة الأسد من المغانم الإنتخابية الأخيرة وترك لهم الفتات، فقرّروا الإنتفاضة والمواجهة تحت شعار "نحن هنا"، علماً أنّ سلامة لا يستطيعُ أن يشكّل لجنة تنفيذية أولمبية من دونهم، فيما هم قادرون على تشكيلها بسهولة من دونه.