فادي كرم

وضوح "حزب الله" مقابل خداع حلفائه

18 كانون الثاني 2021

02 : 00

تستمرّ محاولات الخداع المُعتمدة من قبل حلفاء "حزب الله" للتغطية على مشروعه المذهبي، بالرغم من انكشاف أمر هذا المشروع، وانفضاح نياته، ومصارحة أمينه العام السيد حسن نصرالله اللبنانيين، في مؤتمراته الإعلامية المتتالية، بالسعي الحثيث لتغيير وجه لبنان، وتعديل دوره الإقليمي، وإصلاح نوعية حياة شعبه، وثقافة أجياله القادمة.

تستمرّ عملية التمويه هذه، من قبل بعض السياسيين الإنتهازيين المستفيدين، من حاجة دويلة "حزب الله" لدورهم الغطائي، فيطرحون باستمرار تبريراتٍ سخيفة، متّكلين لتمريرها، ليس على قدراتهم الإقناعية، وحججهم القوية، بل على تجرّؤهم الوقح، لفرض الأمر الواقع، المُحصَّن خلف السلاح غير الشرعي، والمتسلِّح بقمع القوى الأمنية والقضائية المُعيّنة من قبلهم، لأجل العمل بتوجيهاتهم. وتستمرّ حفلة النفاق هذه، محاولةً نقل النقاشات الوطنية المصيرية الى جدالاتٍ فارغة المحتوى، تتمحور حول محاصصاتٍ في حكوماتٍ منزوعة الدور الوطني. وقد وصلت هذه المحاولات مؤخّراً، الى حدّ طرح الذهاب الى عقد وطني جديد بين الفئات اللبنانية، مُتناسين عن خبث، أنّهم لم يحترموا يوماً لا تفاهماتهم ولا امضاءاتهم، ولا دساتير وقوانين وطنهم.

ومع استمرار هذا الخداع الإجرامي من قبل هؤلاء الأفرقاء، وثباتهم على هدفهم الأساسي والدائم، بالرغم من تراكم المصائب الوطنية والإجتماعية، وتسارع خطوات السقوط المُريع، وهو الحفاظ على المشروع المُظلِّل لفسادهم وسلطويتهم، ولطموحاتهم الشيطانية، ولأدائهم الكاذب، الذي يِبرعون به، نتأكّد أنّ ذلك ناتج ليس عن غيبوبة وعن جهلٍ، بل عن عقلية إجرامية، تجهد للهروب من مقصلة الشعب، وتختار التمسّك بالخطيئة القاتلة بدل الإستسلام لمشيئة الناس.

ولكن، مع إعلان "حزب الله" الواضح، بالتزامه العضوي بالسياسة الايرانية الاستراتيجية، ومعاداته للأنظمة العربية الصديقة للشعب اللبناني، واستعداده للدخول في حروبٍ، واسعة أو محدودة، من أجل حماية المشروع التفاوضي الايراني على المنطقة، ومصادرته القرار الوطني اللبناني، بشكلٍ كامل، وتكريسه القدرات اللبنانية، من معابر شرعية وغير شرعية، وقطاعاتٍ عامة وخاصة، وودائع وثروات، ورهن أحلام اللبنانيين ومستقبل أجيالهم القادمة، فقد وضع جميع الأفرقاء اللبنانيين، من دون مواربة، أمام مرحلةٍ جديدة مصيرية، لا لبس فيها. فبانتقاله من مرحلة الممالقة والمسايرة، الى مرحلة التباهي والتفاخر بالقوة والسيطرة والقدرة على إدارة الدولة، فقد فرض هذا الوضوح لـ"حزب الله "على حلفائه التمويهيين، التخلّي عن الكلام المُنمّق والمُجمّل، وأسقط بذلك جميع الأقنعة المدنية والعلمانية والحضارية التي ابتدعوها لحماية خداعهم. كما، فرضت هذه المُستجدّات، على المعارضين له، خياراً واحداً، وهو ضرورة إسقاط السلطة الحاكمة المدعومة منه، بالبدء عملياً بالهدف الأول الحتمي لذلك، وهو "انتخابات نيابية مُبكّرة"، والإبتعاد حالياً عن التعدّد في المطالب تجنّباً للتشتيت والضياع.

التاريخ سيحاكم حتماً، كلّ من كان في سدّة السلطة الحالية، مهما طال سلطانه، وسيحكم عليه بأسوأ الأحكام، لأنّه من أسوأ ما شهدته شعوب هذه المنطقة من العالم، فهل ستشاركه المعارضة، بالحكم بأنها من أسوأ المعارضات؟؟؟ أو هل ستحفر اسمها بأحرف إنقاذية ؟؟؟؟


MISS 3