نفي سوري "خجول" لتقارير حول محادثات سرّية مع الإسرائيليين

لافروف: نتكفّل بتحييد التهديدات الصادرة من سوريا ضدّ إسرائيل

02 : 00

لروسيا مصلحة في إضعاف الوجود العسكري الإيراني في سوريا (أ ف ب)

في وقت تُكثّف فيه إسرائيل في الآونة الأخيرة وتيرة قصفها في سوريا بشكل ملحوظ، مستهدفةً أهدافاً إيرانيّة وأخرى لـ"حزب الله" والنظام السوري، لضرب "التموضع العسكري الإيراني" في "بلاد الشام" ومنع وصول صواريخ دقيقة إلى "حزب الله"، بحسب ما تؤكد تل أبيب، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن بلاده اقترحت على إسرائيل إبلاغها بالتهديدات الأمنية الصادرة عن الأراضي السوريّة لتتكفّل بمعالجتها كي لا تكون سوريا ساحة للصراعات الإقليميّة.

وإذ قال لافروف خلال مؤتمر صحافي في موسكو: "إذا كانت إسرائيل مضطرّة، كما يقولون، للردّ على تهديدات لأمنها تصدر من الأراضي السوريّة، فقد قُلنا لزملائنا الإسرائيليين مرّات عدّة: إذا رصدتم مثل هذه التهديدات، فيُرجى تزويدنا بالمعلومات المعنيّة فوراً، وسنتّخذ كلّ الإجراءات لتحييد هذا التهديد"، مشدّداً على أن روسيا "لا تُريد أن تُستخدم الأراضي السوريّة ضدّ إسرائيل، ولا أن تُستخدم، كما يشاء كثيرون، ساحة للمواجهة الإيرانيّة - الإسرائيليّة".

وأوضح أن موسكو لم تتلقَ حتّى الآن ردّاً ملموساً على هذا الإقتراح، لكنّها تُواصل طرحه. وفي ما يخصّ الوجود الأميركي في سوريا الذي وصفه لافروف بأنّه "انتهاك صارخ لمقرّرات الشرعيّة الدوليّة"، ذكر أن روسيا لن تُحاربه عسكريّاً بل هي تُطالب الأميركيين بشدّة بعدم استهداف المواقع التابعة للحكومة السوريّة.

وفي هذا الصدد، قال الوزير الروسي: "لدينا اتصالات مع الولايات المتحدة من خلال القنوات العسكريّة، وذلك ليس لأنّنا نُقرّ بشرعيّة وجودهم في سوريا، لكن ببساطة لأنّهم يجب أن يتصرّفوا في إطار قواعد محدّدة"، معتبراً أنّه "لا يُمكننا طردهم من هناك، ولن ننخرط في اشتباكات مسلّحة معهم، ولكن نظراً لوجودهم هناك، نُجري حواراً معهم حول ما يُسمّى منع الصدام".

توازياً، شكّل التقرير المتداول حول حصول لقاء سرّي سوري - إسرائيلي الشهر الماضي في قاعدة حميميم برعاية روسيّة، ارباكاً سياسيّاً وإعلاميّاً ملحوظاً لدمشق التي تأخّرت في التعليق عليه، لتعود لاحقاً وتنفي "بشكل خجول" حصول اللقاء عبر "مصدر سوري مسؤول" لموقع "روسيا اليوم".

وكان مركز "جسور للدراسات" التابع لمعارض سوري في تركيا، قد كشف أن لقاءً جمع الرئيس السوري بشار الأسد مع مسؤولين إسرائيليين، بحضور عسكري واستخباراتي روسي. وحضر اللقاء تحديداً من الجانب السوري رئيس مكتب الأمن الوطني علي مملوك ومستشاره الخاص للشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة اللواء بسام حسن، ومن الجانب الإسرائيلي الجنرال غادي إيزنكوت من رئاسة هيئة الأركان، والجنرال السابق في "الموساد" آري بن ميناشي، وبحضور قائد القوّات الروسيّة في سوريا أليكساندر تشايكوف.

وبحسب "جسور للدراسات"، فقد عرض الأسد في هذا اللقاء مطالب عدّة، أبرزها العودة إلى جامعة الدول العربيّة والحصول على مساعدات ماليّة لسداد الدين الإيراني، وبالتالي فتح المجال لنظامه لإخراج إيران من سوريا، ودعمه لتثبيت حكمه وإعادة العلاقات مع العالم العربي، ودعم سوريا اقتصاديّاً، ووقف العمل بالعقوبات المفروضة على سوريا وإيقاف العمل بقانون "قيصر".

وفي المقابل، طلب الجانب الإسرائيلي، وفق "جسور للدراسات"، إخراج إيران من سوريا بشكل كامل، وانسحاب قوّات "حزب الله" وكلّ الميليشيات الأجنبيّة من سوريا، وتشكيل حكومة بالمناصفة مع المعارضة السوريّة، وإعادة هيكلة المؤسّسة الأمنيّة السوريّة بشكل كامل، وإعادة هيكلة المؤسّسة العسكريّة السوريّة بشكل كامل أيضاً، وإعادة الضبّاط المنشقّين بضمانة روسيّة - أميركيّة - إسرائيليّة.

ميدانيّاً، قُتِلَ 3 جنود سوريين الأحد في هجوم مسلّح استهدف حاجزاً عسكريّاً قرب المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان في ريف القنيطرة، وفق "المرصد السوري" الذي أوضح أن المهاجمين استهدفوا بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة حاجزاً عسكريّاً لقوّات النظام في منطقة رويحينة، قرب المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان.

وعلى صعيد التوتّر الإقليمي، اعتبر رئيس أركان القوّات المسلّحة الإيرانيّة اللواء محمد باقري أن تحليق قاذفتَيْن من طراز "بي 52" في المنطقة "ليس له قيمة من الناحية العسكريّة"، مشيراً إلى أن "تحرّكات العدوّ بهذه الصورة وتسميتها بـ"استعراض القوّة"، يُظهر مدى خوفهم من القدرات الدفاعيّة للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة"، في وقت تُطلق فيه القوّات البرّية في الجيش الإيراني مناورات "الاقتدار 99" قرب سواحل مكران في جنوب البلاد اليوم، في حين نفى مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي وجود أي اتصال مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، وذلك بعد تقارير إسرائيليّة بهذا الخصوص.


MISS 3