مخيّمات النازحين تتحوّل إلى مستنقعات سوريا... معتقلون مقابل الدولار!

02 : 00

الأمطار باتت "نقمة" على النازحين السوريين قرب الحدود مع تركيا (أ ف ب)

لقد اشتهرت المعتقلات التابعة للنظام السوري منذ ما قبل اندلاع الأزمة في البلاد العام 2011 بأنّها بمثابة "مسالخ بشريّة"، حيث تُنتهك فيها أبسط حقوق السجناء الذين يُعانون جسديّاً وصحيّاً ونفسيّاً ومعنويّاً، وكثيرون بينهم يموتون تحت التعذيب أو بسبب سوء الظروف المحيطة بهم في السجن، إذ تُفيد تقارير بأنّ عشرات الآلاف قُتِلوا داخل أقبية النظام خلال السنوات العشر الأخيرة فقط.

وفيما لا تزال قضيّة المعتقلات الأمنيّة السوريّة، التي تضمّ بغالبيّتها معارضين للنظام، تُثير مخاوف المجموعات الحقوقيّة الإقليميّة والدوليّة، خصوصاً أن عدداً لا بأس به من بين المعتقلين من الأجانب أيضاً، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّه تمّ الإفراج عن 2692 معتقلاً من مختلف المحافظات السورّية خلال العام الفائت، لافتاً إلى أنّهم إمّا خرجوا بعد دفع ذويهم مبالغ ماليّة طائلة بالدولار أو عبر وساطات وضمانات روسيّة.

وفي التفاصيل، ذكر المرصد أنّه تمّ الإفراج عن 75 في المئة من هؤلاء المعتقلين بعد دفع ذويهم مبالغ ماليّة ضخمة بلغت بالمجمل مئات آلاف الدولارات، بحيث دُفعت لضبّاط ومسؤولين في النظام السوري كرشوة، بينما 25 في المئة الآخرون أُفرج عنهم بوساطات وضمانات روسيّة، لا سيّما ضمن مناطق "المصالحات والتسويات".

وفي محافظتَيْ دمشق وريف دمشق، أفرج النظام عن 620 معتقلاً بينهم مراهق دون سن الـ18، و8 مواطنات. وفي محافظة درعا جرى الإفراج عن 538 من أبناء مدن وبلدات وقرى المحافظة، أُفرج عن القسم الكبير منهم بموجب ضمانات وأوامر روسيّة. كما أُفرج عن 443 معتقلاً من أبناء محافظة حلب، و396 من أبناء الساحل السوري و144 من دير الزور و136 من أبناء محافظة إدلب و135 من حمص، و122 من أبناء محافظة حماة. كذلك، أُفرج عن 78 من أبناء محافظة الحسكة، و49 من الرقة، و17 من أبناء السويداء و14 من القنيطرة.

ويتّخذ النظام السوري ملف المعتقلين كتجارة يجني ضبّاط ومسؤولون منه مبالغ ماليّة طائلة، عبر شبكة واسعة تبدأ من سماسرة ومحامين وقضاة وعناصر، وتنتهي بضبّاط برتب مختلفة ومسؤولين عسكريين وسياسيين، بحيث يتمّ فتح "بازار" مع ذوي المعتقلين والمغيّبين قسراً، للكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم تارةً والسماح لهم بزيارتهم تارةً أخرى، وفق "المرصد السوري".

وعلى صعيد آخر، أغرقت السيول الناجمــة عن الأمطار الغزيرة في الأيّام الأخيرة مخيّمات النازحين المكتظّة في شمال غربي سوريا وحوّلتها إلى مستنقعات، متسبّبة بمصرع طفل وتشريد عشرات الآلاف من خيمهم.

وحذّرت الأمم المتحدة من "ظروف مأسوية" في المخيّمات التي "أغرقها الفيضان" في إدلب ومحيطها، حيث دخلت الوحول إلى الخيم وانهمك قاطنوها بإخراج المياه منها وإنقاذ مقتنياتهم وأطفالهم.

وفي هذا الصدد، حذّر نائب منسّق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا مارك كتس من أن تدهــور الأحـــوال الجوّيــة قد "يزيد الأوضـــاع ســـوءاً مع تســاقط الثلـــوج وانخفاض الحرارة إلى ما دون 3 درجات مئويّة في الأيّام المقبلة"، فيما دعت مديرة الاستجابة الخاصة بسوريا في منظّمة "سايف ذي تشيلدرن" سونيا خوش إلى "الإسراع بتوسيع جهود الإغاثة للأطفال والأسر في المناطق المتضرّرة"، مشدّدةً على وجوب "تسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود بشكل عاجل".


MISS 3