عباس بيضون

كتابات تستحق النشر

هدايا لليل

22 كانون الثاني 2021

02 : 00

وإذ آن أن أذهب إلى الفراش

هكذا تقول ساعة الجيب

هكذا يقول الجيب

شاشة التلفزيون لا تنظر إلي

انها تبتعد

هذا الضخم ليس صندوقاً بعد

إنه ينسحب امامي

ثمة اشياء عليه

لكنه يهديها لليل

جسدي ليس ساعتي

لكني احمله في الثانية إلى السرير

حيث لا أجد الوقت

علي فقط أن أهرب في غرفتي

هذا النهار لم يكن لاذعاً

لم يفاجئني سعال

لم اعطس في كمي

مع ذلك لا إعرف كيف انهيه

ابقى فقط جسداً مطروحاً هنا

لا أؤلف مع الشرشف شيئاً

ما زلنا إثنين

ما زلنا جسداً مجلوباً من امام التلفزيون

وسطحاً تحته

افكر أن هذا لم يحتج إلى قفزة

او وثبة إلى فوق

لقد فعل الصمت هذا كله

فعله إنتهاء النهار بدون صوت

والانتقال بجسد شاغر

برأس مغسول

بين انتهاء الكلام وانتهاء الوقت

فعله أيضاً

أن لا كلمة لتسليم ذلك

لا باب ينتهي عنده

ان لا طيران فوقه

بل آلة بقدمين وصدر ممدود

جاثمة بدون أن تسمع

الكلام الذي يحدث في الهواء

بعيداً عن الفكرة الميتة

التي حملتني إلى السطح

عن التلفزيون

الذي صار وراء السمع

وبعد العين

افهم أنّ ما تركته هذه المرأة

خمس دقائق

ينبغي ان تقطعها في الظلام

مجرّد لعبة للنهار التالي

وخمس دقائق أخرى

لمرور الميكروب

وإذ آن أن إذهب إلى الفراش

اتقابل مع الوجه الجامد

المفروش على الأريكة

والذي يتكوّن من خمس وسائد

توقفت عن الحياة

لمجرد وصولي

اغلق الباب بمفتاحين

اغلق الشاشة

واحاول إن أغلق السترة

على صدري

العالم في غرفتي

لقد أغلقوه علي

الوباء سرّي الصغير

يصفر

يمكن له ان ينام الآن

ان يحلم في رأسي

ان يمضي بقية اليوم على الشاشة

وأن تكون هنا كلمة السر الصغيرة

شيء لليل

على وسادتي


MISS 3