روي أبو زيد

جيري غزال: مشاعرنا متناقضة تجاه بلدنا لكنّ أرضنا مقدّسة

26 كانون الثاني 2021

02 : 00

هو مقدّم في الـMTV، فنان، كاتب وممثل. كتابه "بيك أسود" أحدث ضجة لدى المتابعين ويتناول حكاية شاب لبناني يتحدّى المصاعب بحثاً عن النجاح. جسّد شخصية "ألكو" في المسلسل الميلادي "ع إسمك" وهو دوره التمثيلي الثاني بعد "مخّول" في "إم البنات". "نداء الوطن" التقت جيري غزال في حوار تناول مواضيع مختلفة تتعلّق بالوطن والإنسان والفن والكتابة.

ما الشخصية الأقرب إليك: "ألكو" في "ع إسمك" أو "مخّول" في "إم البنات"؟

شخصية "ألكو" في الحلقات الأخيرة هي الأقرب إليّ، إذ كان قاسياً في الحلقات الأولى، ما فاجأ المشاهدين للوهلة الأولى، لكنّهم تعاطفوا معه وتفهّموه بعدما أصبحت قساوته مبرّرة خلال سير الأحداث. بينما "مخّول" كان "طاحشاً" بغضّ النظر عن أمومة الأرملة التي أحبّها ووجود ثلاث فتيات في حياتها. لذا "ألكو" يشبهني بواقعيّته وتغليب عقله على عاطفته.

أتطلب مساعدة العذراء في حياتك العادية كما "ألكو" في المسلسل؟

بالطبع، ألجأ دائماً الى العذراء وأطلب مساعدتها في أمور عدّة. صلاتي بالمضمون عينه خصوصاً أننا كبشر نطلب من الله علامات حسيّة لإكمال مشاريعنا. مشهد اللجوء الى العذراء يشبهني كثيراً، لذا جسّدته بعفوية وحب.

أحدثت مفاجأة كبيرة بغنائك جنريك "ع إسمك".استخدم المخرج فيليب أسمر أغنيتي "شو كنا التقينا" في مسلسل "إم البنات". طلبت مني إدارة الـMTV غناء شارة العمل الجديد وهكذا حصل. لا أطرح نفسي كمغنٍّ لكنني أقدّم أعمالاً فنية لخدمة عمل ما أو لإيصال رسالة هادفة.

هل تفكّر بإصدار ألبوم غنائي أو "سينغل"؟


أبداً. فأنا لست مطرباً. أفضّل تقديم الأغاني ضمن إطار مبرّر أو أداء موضوع من كتابتي على "السوشيل ميديا" مثلاً.

نجحت كمقدّم في الـMTV، كمشارك في "ديو المشاهير"، ككاتب وكممثل. ألا يحمّلك ذلك مسؤولية كبرى؟


الكتابة قطعة مني فهي أفضل طريقة للتعبير وإخراج أفكاري الى العلن. عزّزت تجربة "ديو المشاهير" ثقتي بنفسي، لكنني أحاول التركيز الآن على أعمالي التمثيلية. أما وجودي كمقدّم برامج فيبقى في إطار عملي ومهنتي. تكبر المسؤولية مع كلّ نجاح أحققه وأقدّم دوماً أفضل ما عندي.





كيف تتطوّر تمثيلياً خصوصاً أنك تتشارك الاعمال مع أسماء كبرى وهل من مثال أعلى لديك؟


لم آخذ دروساً في التمثيل، لكنّ نصائح الممثلين والمخرج فيليب أسمر فضلاً عن مشورة الكاتبة كلوديا مرشيليان عزّزت قدرتي على الأداء. أصغي دوماً الى الملاحظات وأعمل بها. كذلك أقوم بنقد ذاتي بعد مشاهدة أدائي التمثيلي. ليس عندي مثال أعلى ولكني أحرص على تبنّي الصفات الإيجابية في من ألتقيهم كي أتخلّص من مواطن الضعف لديّ.

تجربة "ع إسمك" كانت مريحة أكثر من "إم البنات"؟


بالطبع. أصبحت وقحاً بالتمثيل إن صحّ التعبير. أنا خجول بطبعي. كنت "وقحاً" بنسبة 90 بالمئة في شخصية "ألكو".



هل سنراك دوماً بمسلسلات على الـMTV أم قد تشارك في أعمال درامية مع كتّاب ومنتجين آخرين؟


أعجبتُ بفكرة المسلسل الميلادي بما أنّها جديدة والناس أحبتها كثيراً. قد أتخلّى عن هذه التجربة بصعوبة، وذلك مرهون بالظروف العامة والوضع في البلاد. أنا "مشلّش" في الـMTV لذا قد أفكّر بالتخلّي عن هذه التجربة إن كانت العروض مغرية أو اضطررت الى الهجرة مثلاً.

ما هو جديدك؟


أحضّر لكتابي الثالث الذي يصدر قريباً، وهو يحمل الروحيّة ذاتها لإصداراتي السابقة، لكنّني أظهر نضوجاً أكبر فيه. كما أتلقّى عروضاً تمثيلية. يكمن التحدّي اليوم في اختيار الشخصيات المناسبة بما أنّني بدأت مسيرتي التمثيلية بأدوار البطولة. عادةً يبدأ الممثل بأدوار ثانوية لينطلق بعدها الى البطولة، لكن الوضع مختلف بالنسبة إليّ لذا أتأنّى لدى قراءتي النصوص كي لا أتراجع.




ثورة وهموم


هل حققت ثورة 17 تشرين أهدافها؟


بالطبع لا. ظننّا أن بوسعنا التغيير، لنكتشف أنّ حجمنا صغير جداً بالنسبة الى المتحكّمين بمصيرنا وقراراتنا. قدرات شعبنا على التغيير محدودة حتى لو افترش الطرقات لعام كامل. الحلّ الوحيد في اتّحادنا وتعاضدنا كلبنانيين لمواجهة هذه القرارات الكبرى التي تفوقنا قدرة ونفوذاً.

إن وقع عليك الاختيار لتكون وزيراً فـــي الحكومـــة مـــا الحقيبـــة التـــي تشغلها؟

أختار حقيبة الإعلام بما أنّها الأقرب إلى قلبي.

ما الذي تعلّمته من تجربة كورونا؟


الناس أنواع ونحن مجبرون على التعايش معهم. أظهرت الجائحة عدم مسؤولية البعض وأنانيته. لذا الحذر واجب. لمستُ أنانية من لا يعيرون اهتماماً لصحّة المحيطين بهم. وقدّرت قيمة عائلتي وأحبّتي أكثر فهم هبة من الله.


هل سنتغير برأيك بعد عودتنا الى الحياة الطبيعية؟


عدد قليل من الناس قد يتغيّر. البعض أدرك خطورة الوضع الصحي. امتلأت المستشفيات بالمرضى والبعض الآخر "بلا مخ" يسهر ويتابع حياته غير آبه لمن حوله. ويعود بعض المصابين الى ممارسة حياته طبيعياً بعد الشفاء، أو حتى لا يلازم منزله إلا إن أجبر على ذلك. ما زلت مؤمناً بهذا البلد وسأحارب لأجله حتى الرمق الأخير. ثمة أمل على الرغم من السوداوية التي نعيشها. يقول محمود درويش "وبي أملٌ يأتي ويذهب لكن لن أودعهُ". نعيش كمّاً هائلاً من المشاعر المتناقضة تجاه بلدنا لكنّ أرضنا مقدّسة وأعتقد أنّ غداً أفضل من اليوم.



MISS 3