ضغط دمك في الثلاثينات والأربعينات يؤثّر على صحة دماغك!

13 : 45

Female healthcare worker measuring blood pressure to a handsome male patient.

راقبت دراسة جديدة راشدين تتراوح أعمارهم بين منتصف الثلاثينات وبداية السبعينات، ورصدت رابطاً بين تقلبات ضغط الدم في بداية سن الرشد ومنتصف العمر، والتغيرات الدماغية في نهاية الدراسة.

يُعتبر ارتفاع ضغط الدم عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات الدماغية، وأمراض الكلى.

وكشفت دراسة جديدة أن علاج الضغط المكثف في منتصف العمر (أو تخفيض ضغط الدم الانقباضي تحت عتبة 120 ملم زئبق) يرتبط بتراجع إصابات المادة البيضاء في الدماغ في مراحل متقدمة من العمر.

تشير إصابات المادة البيضاء إلى تضرر الأوعية الدموية الدماغية وتُعتبر مؤشراً بارزاً الى الشيخوخة وعامل خطر للإصابة بالتراجع المعرفي.

يقترح باحثون من جامعة "كوليدج لندن" البريطانية البدء بمراقبة ضغط الدم الروتينية قبل الاربعين. يرتكز هذا الاقتراح على نتائج دراستهم الأخيرة حول آثار ضغط الدم على صحة الدماغ على المدى الطويل. جوناثان شوت، أستاذ في علم الأعصاب وطبيب أمراض عصبية، وهو المشرف الرئيس على الدراسة، نشر فريق البحث نتائجه في مجلة "ذي لانسيت لعلم الأعصاب". استعمل شوت وزملاؤه بيانات مأخوذة من أفراد بلغ عددهم 502 وكانوا شاركوا في قاعدة البيانات Insight 46 (دراسة في علم الأعصاب شكّلت جزءاً من "الاستطلاع الوطني للصحة والنمو" الذي نظّمه "مجلس الأبحاث الطبية في بريطانيا" وشمل مواليد العام 1946).

قاس الباحثون ضغط دم جميع المشاركين حين كانوا يبلغون 36 و43 و53 و60 و64 و69 عاماً. لم يكن أي من المتطوعين مصاباً بالخرف عند الخضوع لمسح دماغي بتقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير بالرنين المغناطيسي في عمر السبعين تقريباً.

رصدت النتائج رابطاً بين ارتفاع ضغط الدم بدرجة تفوق المعدل الطبيعي بين عمر 36 و43 عاماً وبين 43 و53 عاماً، وتراجع حجم الدماغ في مراحل متقدمة من الحياة. في المجموعة التي سجّلت تقلبات في مستوى ارتفاع الضغط بين عمر 36 و43 عاماً، برزت أدلة أيضاً على تراجع حجم الحصين داخل الدماغ في عمر السبعين.

كذلك، اكتشف شوت رابطاً بين ارتفاع الضغط في عمر 53 عاماً وزيادة إصابات المادة البيضاء في الدماغ بنسبة 7% عند الخضوع للمسوحات الدماغية، وتمكّن من رصد رابط بين ارتفاع الضغط بما يفوق العتبة المتوقعة، بين عمر 43 و53 عاماً، وزيادة الإصابات نفسها بنسبة 15%.

لكن لم يكتشف الباحثون أي أثر لضغط الدم على القدرات المعرفية أو البيتا أميلويد، وهما مؤشران بارزان الى مرض الزهايمر.

تعليقاً على النتائج، يقول شوت: "يرتكز بحثنا على أدلة قائمة حول دور ضغط الدم والأمراض الدماغية اللاحقة. اكتشفنا أقوى الروابط بين ارتفاع الضغط بين عمر 36 و53 عاماً وتراجع حجم الدماغ وزيادة الإصابات في المادة البيضاء. نتوقع أن تؤدي هذه التغيرات مع مرور الوقت إلى تراجع وظيفة الدماغ، فتنشأ مثلاً اختلالات في التفكير والسلوك، وهذا ما يبرر استهداف ضغط الدم في منتصف العمر أو حتى في مرحلة أبكر".

في تعليق آخر، كتبت لينور لونر، وهي باحثة مرموقة في "مختبر علم الأوبئة وعلوم السكان" التابع للمعهد الوطني للشيخوخة: "رغم تعدد الجهود الكبرى التي توضح مدى تعقيد النتائج المتعلقة بضغط الدم والقدرات المعرفية، من المستبعد أن يكون الرابط بين الضغط وأمراض الدماغ الوعائية مجرّد صدفة. يكون ضغط الدم غير صحي لدى ملايين الناس. لذا يجب أن يصبّ التركيز فوراً في التحكم بمستواه عبر طرح خدمات عيادية ومقاربات صحية عامة، فضلاً عن تخطي الحواجز التي تمنع إيصال هذه التوصيات الصحية وتنفيذها".

أخيراً، أضافت جوزفين بارنز التي شاركت في الإشراف على الدراسة: "بما أن ارتفاع ضغط الدم وبلوغه مستويات أعلى مما ينبغي بين عمر 36 و53 عاماً يؤثر سلباً على صحة الدماغ في مراحل متقدمة من الحياة، تؤكد هذه النتائج ضرورة مراقبة الضغط حتى قبل منتصف العمر".