ما الرابط بين حجم فخذك وضغط دمك؟

05 : 50

رصد بحث جديد رابطاً بين ضغط الدم ومحيط الفخذ، لكن لا يمكن تعميم نتائج الدراسة على جميع الناس حتى الآن! نُشرت استنتاجات الدراسة في مجلة "روابط الغدد الصماء" واستكشفت الرابط بين محيط الفخذ وارتفاع ضغط الدم لدى مجموعة صينية بلغ متوسط عمرها 50 عاماً. اكتشف الباحثون أن ارتفاع محيط الفخذ لدى البدينين أو أصحاب الوزن الزائد يرتبط بتراجع احتمال الإصابة بارتفاع الضغط.



تقلبات ارتفاع ضغط الدم


وفق معطيات منظمة الصحة العالمية، يصيب ارتفاع ضغط الدم رجلاً واحداً من كل أربعة رجال، وامرأة واحدة من كل خمس نساء. قد يؤدي ارتفاع الضغط إلى مجموعة أمراض، وهو سبب أساسي للوفاة المبكرة حول العالم وفق منظمة الصحة العالمية أيضاً.

يذكر المشرفون على الدراسة الجديدة أن المصابين بارتفاع الضغط في مراحله الأولى يواجهون أعراضاً ضئيلة أو معدومة. وإذا لم يتلقَ المريض أي علاج، قد يصبح أكثر عرضة للأمراض أو الوفاة. يعتبر المشرفون على الدراسة الجديدة ارتفاع الضغط "قاتلاً صامتاً".

رصدت أبحاث سابقة روابط إيجابية بين البدانة في أعلى الجسم وارتفاع الضغط. أما البدانة في أسفل الجسم، فترتبط على ما يبدو بمواصفات أيضية قد تحمي من ارتفاع الضغط.

وبما أن احتساب نسبة دهون الجسم قد يكون مكلفاً، غالباً ما يستعمل الباحثون محيط مناطق محددة لتقدير كمية الدهون في الجسم.

يذكر العلماء نتائج سابقة مفادها أن توسّع محيط الخصر نسبةً إلى محيط الفخذ يشير إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع الضغط. لكنهم ركّزوا في دراستهم الأخيرة على تحليل الرابط المحتمل بين محيط الفخذ وحده وارتفاع الضغط.


تفاصيل الدراسة


إرتكز البحث الجديد على بيانات دراسة أكبر حجماً كانت قد حللت عوامل الخطر المُسبّبة للسرطان لدى صينيين مصابين بالسكري. تألفت مجموعة المشاركين من 9520 شخصاً فوق عمر الأربعين، منهم 3095 رجلاً و6425 امرأة.

ملأ المشاركون استبياناً لتقديم معلومات حول ارتفاع ضغط دمهم. وقاس الأطباء محيط الفخذ لديهم واحتسبوا متوسط محيط أفخاذ المشاركين كلهم. خضع المشاركون أيضاً لاختبار ضغط الدم بعد أخذ استراحة لخمس دقائق.





تراجع المخاطر مع زيادة محيط الفخذ


بعد تحليل البيانات، اكتشف الباحثون أن توسّع محيط الفخذ يرتبط بتراجع مستوى ارتفاع الضغط لدى البدينين أو أصحاب الوزن الزائد. توضح المشرفة الرئيسة على الدراسة، تشين يانغ، من جامعة "شنغهاي جياو تونغ" في الصين: "على عكس دهون المعدة، تكشف هذه النتيجة أن دهون الساق قد تنعكس إيجاباً على الأيض. ينجم هذا الرابط على الأرجح عن زيادة رواسب العضلات و/أو الدهون تحت جلد الفخذ، فتفرز تلك الرواسب عناصر مفيدة ومتنوعة وتبقي ضغط الدم ضمن نطاق مستقر نسبياً". يلفت الباحثون إلى أنهم لم يرصدوا رابطاً بارزاً بين محيط الفخذ وارتفاع الضغط لدى أصحاب الوزن الطبيعي. هذا ما يفسّر فرضية يانغ القائلة إن عضل الفخذ قد يؤثر إيجاباً على الأيض. لكن يعترف العلماء بحدود دراستهم لأنهم ركّزوا على محيط الفخذ ويعجزون عن تقديم تفاصيل حول الرابط بين نوع دهون الفخذ وكميتها وارتفاع ضغط الدم. كذلك، يبقى الرابط بين محيط الفخذ وارتفاع الضغط مبنياً على المراقبة، ما يعني أنه لا يرتكز على علاقة سببية واضحة. لذا لا يعرف الباحثون بعد الآلية الكامنة وراء ذلك الرابط. أخيراً، تألفت عيّنة المشاركين من صينيين في منتصف العمر. لذا يعترف الباحثون بأن الجماعات المؤلفة من أشخاص أصغر سناً أو ذوي انتماءات إثنية أخرى قد تتوصل إلى نتائج مختلفة.

لتطوير الأبحاث في هذا المجال، تريد يانغ وفريقها التعمّق في تركيبة الفخذ لفهم أي رابط له مع ارتفاع ضغط الدم.



MISS 3