طبيب عيونك يُشخّص الزهايمر قبل أعراضه

14 : 10

كشفت دراسة شارك فيها أكثر من مئتَي شخص في مركز "ديوك" للعيون أن فقدان الأوعية الدموية في شبكية العين ينذر بمرض الزهايمر.

حين يكون الدماغ سليماً، تُشكّل الأوعية الدموية المجهرية شبكة كثيفة في الجهة الخلفية من العين داخل الشبكية. رُصِدت هذه النتيجة لدى 133 مشاركاً في المجموعة المرجعية. لكن في عيون 39 مصاباً بالزهايمر، كانت تلك الشبكة أقل كثافة، أو حتى ضئيلة في مناطق معيّنة. بدت الاختلافات في مستوى الكثافة مهمة من الناحية الإحصائية بعدما أخذ الباحثون بالاعتبار عوامل مثل العمر والجنس ومستوى التعليم.

تقول المشرفة الرئيسة على الدراسة، شارون فيكرات، وهي طبيبة عيون وجرّاحة متخصصة بشبكية العين في مركز "ديوك": "نحن نقيس الأوعية الدموية التي نعجز عن رؤيتها خلال فحص العين النموذجي، ونستعمل لهذه الغاية تقنية جديدة نسبياً وغير غازية لالتقاط صور عالية الدقة لأصغر الأوعية الدموية داخل الشبكية خلال دقائق معدودة. ربما تعكس تلك التغيرات في كثافة الأوعية الدموية ما يحصل داخل الأوعية في الدماغ، حتى قبل أن نتمكن من رصد أي تغيرات على مستوى الإدراك".

اكتشفت الدراسة اختلافات في شبكية المصابين بمرض الزهايمر مقارنةً بالأشخاص الأصحاء والمصابين بضعف الإدراك المعتدل الذي ينذر عموماً بنشوء الزهايمر.

حلل علماء من مركز "ديوك" للعيون ومعاهد مختلفة تغيرات أخرى في الشبكية قد تشير إلى مشكلة في الدماغ، مثل تراجع كثافة جزء من طبقات عصب الشبكية.

يقول أحد المشرفين على الدراسة، ديلراج غريوال، وهو طبيب عيون وجراح متخصص بشبكية العين في مركز "ديوك": "نعلم بحصول تغيرات في الأوعية الدموية الصغيرة في أدمغة المصابين بالزهايمر. وبما أن الشبكية هي امتداد للدماغ، أردنا أن نتأكد من إمكان رصد تلك التغيرات في الشبكية عبر استعمال تقنية جديدة بسيطة وغير غازية". استعملت الدراسة تقنية التصوير المقطعي الوعائي للتماسك البصري، حيث تستخدم الآلات الموجات الضوئية التي تكشف مسار تدفق الدم في كل طبقة من الشبكية.

حتى أن التصوير المقطعي الوعائي للتماسك البصري قد يرصد أي تغيرات في الشعيرات الدموية الضئيلة (أقل من نصف عرض الشعرة البشرية) قبل أن تظهر التغيرات الوعائية في المسح الدماغي الذي يرتكز على التصوير بالرنين المغناطيسي أو تصوير الأوعية الدموية الدماغية ويكتفي بتسليط الضوء على أكبر الأوعية. تبقى هذه التقنيات المستعملة لدراسة الدماغ غازية ومكلفة.

تقول فيكرات: "في النهاية، نريد أن نستعمل هذه التقنية لرصد مرض الزهايمر في مرحلة مبكرة، أي قبل أن تتضح أعراض فقدان الذاكرة".


MISS 3