"فيسبوك" يُقاضي "آبل"

02 : 00

يحضّر "فيسبوك" منذ أشهر ملفاً لإطلاق ملاحقات قضائية في حق "آبل" بسبب ما يراه ممارسات مانعة للمنافسة، في ظل تصاعد التوتر بين المجموعة المصنّعة لهواتف "آي فون" وشركات كبرى عدة.

واستعانت الشبكة العملاقة بمكتب محامين لتحضير ملف تتهم فيه "آبل" بـ"استغلال سلطتها بسوق الهواتف الذكية لإرغام مطوري التطبيقات على اتباع قواعد متجرها الإلكتروني للتطبيقات (آب ستور) بدون أن تسري على تطبيقات آبل". وسيرغم آخر تحديث ستطرحه "آبل" هذا العام لنظام تشغيلها "آي أو أس"، مطوّري التطبيقات على إظهار شفافية في جمع أو استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين. كما تفرض القواعد الجديدة على التطبيقات طلب إذن المستخدمين لتتبع أثرهم عبر الشبكة، وهي خاصية أساسية للاستهداف الإعلاني.

لكن لا خيار أمام مطوّري التطبيقات، من الشبكات الاجتماعية إلى ألعاب الفيديو مروراً بالتجارة الإلكترونية والترفيه والخدمات المهنية، سوى المرور بمتجر "آبل" الإلكتروني، لبلوغ مئات ملايين المستخدمين حاملي أجهزة "آي فون" و"آي باد".

وعلق ناطق باسم "فيسبوك" على هذا المعلومات موضحاً: "آبل تتصرف بطريقة مانعة للمنافسة بسيطرتها على "آب ستور" لزيادة أرباحها على حساب صغار المطورين والشركات". ولم يؤكد التحضير لدعوى في هذا الإطار.

وقال رئيس "فيسبوك" مارك زاكربرغ في الساعات الماضية خلال تقديم النتائج الربعية للشبكة أمام المحللين "آبل لها مصلحة كاملة في استغلال موقعها المهيمن للتدخل في طريقة عمل تطبيقاتنا وغيرها من التطبيقات. وهم يفعلون ذلك باستمرار، من خلال منح امتيازات لخدماتهم على حساب نمو ملايين الشركات في العالم".

وأشار إلى أنّ "التغييرات الطارئة على نظام "آي أو أس 14" تعني أنّ شركات صغيرة ومتوسطة كثيرة لن تتمكن من استهداف زبائنها من خلال إعلانات مكيّفة". ويبدو أن زاكربرغ يتعامل مع "آبل" على أنها من "أكبر خصومه".

من جهته، قال رئيس "آبل" تيم كوك: "لا يمكننا التغاضي عن النظرية التي تفيد بأن كل التفاعلات الإلكترونية جيدة ويجب أن تستمر لأطول وقت"، مضيفاً "إذا ما بنت شركة أسسها على قدرتها في غش المستخدمين واستغلال البيانات وعلى خيارات لا تمنح حقيقة أي خيار، فهي لا تستحق منا الثناء بل الازدراء".

ويعتمد النموذج الاقتصادي للمنصات الرقمية الكبرى مثل "فيسبوك" و"غوغل" على خدمات مجانية واستهداف إعلاني موجه بدقة وعلى نطاق واسع للغاية. أما "آبل" جارتها في سيليكون فالي، فتستمدّ إيراداتها من مبيعات الأجهزة الإلكترونية وأيضاً من الخدمات الإلكترونية القائمة على الاشتراكات (بما فيها خدمات التخزين والموسيقى).

وليس "فيسبوك" وحده في مواجهة مع "آبل"، إذ تأخذ شركات عدة على هذه الأخيرة منذ سنوات استيفاءها عمولة كبيرة تصل إلى 30 في المئة على العمليات المالية التي يجريها مستخدموها عبر "آب ستور". وحاولت "إبيك غايمز" مطوّرة لعبة الفيديو الشهيرة "فورتنايت"، التحايل على نظام الدفع المدمج بـ"آي أو أس"، غير أن "آبل" حظرت هذا التطبيق عبر أجهزتها حتى صيف 2021. ولا يزال هذا الموضوع محور محاكمة دائرة حالياً.

وتتهم السلطات الأميركية أكثرية المجموعات العملاقة في مجال التكنولوجيا باستغلال موقعها المهيمن في قطاعات عدة. وثمة ملاحقات قضائية دائرة حالياً في حق "غوغل" و"فيسبوك".


MISS 3