جاد حداد

الصوم المتقطع لفقدان الوزن... خيار آمن؟

30 كانون الثاني 2021

02 : 00

يكشف بحث جديد أن تطبيق الصوم المتقطع لفقدان الوزن قد يترافق مع بعض المنافع على المدى القصير. لكن لا يعرف العلماء حتى الآن آثار هذه المقاربة أو أي حميات أخرى تتراجع فيها السعرات الحرارية على المدى الطويل. لإنقاص الوزن وعدم استرجاع الكيلوغرامات المفقودة، تقضي أفضل استراتيجية باختيار نظام صحي والاعتياد على ممارسة تمارين جسدية ممتعة لضمان متابعتها مع مرور الوقت. أصبح الصوم المتقطع رائجاً جداً في العالم الغذائي اليوم. تتعدد طرق الصوم التي يلجأ إليها الناس لإنقاص الوزن. يعمد البعض إلى تخفيض مدة الأكل اليومية مثلاً فيحصرونها بست ساعة من أصل 24 ساعة. ويمتنع البعض الآخر عن الأكل كل يومين. تقضي مقاربة أخرى بتخفيض السعرات الحرارية اليومية تدريجاً إلى أن يقتصر عددها على 500 سعرة خلال يومَين من الأسبوع.

قيّمت مقالة جديدة أبحاثاً متنوعة حول الصوم المتقطع واكتشفت أن هذه الطريقة تعطي بعض المنافع، على المدى القصير على الأقل، مقارنةً بالاكتفاء بتخفيض عدد السعرات الإجمالية.

يبدو أن الامتناع عن الأكل لفترة قصيرة يطلق عملية فرط كيتون الجسم التي تحصل حين تتراجع كمية السكر التي تسمح بإنتاج الطاقة، فيعمد الجسم إلى تفكيك الدهون المخزّنة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الكيتونات. كذلك، يؤثر الصوم على عمليات أيضية أخرى في الجسم. تطلق هذه العمليات عدداً من الاستجابات، منها تراجع حدة الالتهابات وتحسين طريقة تنظيم سكر الدم والاستجابة للإجهاد الجسدي. يكشف البحث الأخير أيضاً أن الصوم المتقطع قد يعطي منافع صحية أخرى، لكن لا بد من إجراء دراسات إضافية للتأكد من ذلك.

لا تزال الأبحاث التي تستكشف مفعول الصوم المتقطع على المدى الطويل لتحليل طريقة تأثيره على الناس مع مرور الوقت قليلة حتى الآن. لذا لم يتأكد العلماء بعد من أي منافع صحية أو مخاطر مرتبطة بهذه التقنية الغذائية على المدى الطويل.

لكننا نعرف مثلاً أن بعض أنواع الصوم المتقطع يترافق مع مخاطر معينة. تُسمّى إحدى التقنيات مثلاً "الصوم الجاف" وتقضي بحصر استهلاك السوائل والمأكولات معاً. إنها مقاربة خطيرة لأنها قد تسبب جفاف الجسم وتطرح مخاطر صحية حادة. وحين تتراجع السعرات المستهلكة بدرجة مفرطة، قد تنشأ مشكلة سوء التغذية.

حين تفكّر بإنقاص وزنك وبدء حمية غذائية معينة، تذكّر إذاً استحالة أن يستفيد جميع الناس من مقاربة واحدة. لكن يمكنك أن تطبّق بعض المبادئ الأساسية عندما تختار أفضل الطرق لبلوغ وزن صحي والحفاظ عليه. يجب أن تضمن أي حمية تختارها الحفاظ على صحة جيدة. تتعدد الحميات القادرة على تحقيق هذا الهدف، بما في ذلك الحمية المتوسطية والحمية النباتية وحمية "داش" (أي المقاربات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم). ثمة قواسم مشتركة بين هذه الحميات، وهي تفوق الاختلافات بينها. ترتكز هذه الخيارات على انتقاء مأكولات طبيعية والتركيز على المنتجات النباتية مثل الفاكهة والخضار، والفاصوليا، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية مثل زيت الزيتون.

حين تقرر البدء بتطبيق حمية جديدة، يجب أن تكون مقاربتك عملية كي تتمكن من الالتزام بها مع مرور الوقت. إذا كانت الحمية مزعجة أو إذا شعرتَ بأنك تعاني، لن تنجح المقاربة التي اخترتَها على المدى الطويل وسرعان ما تعود إلى عاداتك القديمة.

إذا كنت تفكر بمقاربة غذائية جديدة، تكلم مع طبيبك أولاً للحصول على الإرشادات المناسبة حول كيفية التعامل مع الحمية بطريقة صحية، لا سيما إذا كانت هذه الحمية تترافق مع مخاطر معينة في حال عدم تطبيقها بالشكل المناسب. أخيراً، تذكّر أن الخيارات الصحية يجب أن تتحوّل إلى أسلوب حياة مريح.