القوة ليست بالأقوال بل بالأفعال.. والشاطر يفهم !!!

12 : 12


رأى مرجعٌ رياضيّ أنّ أكثر ما يؤلم في ما يسبق إنتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية إصرارُ أحد المرشحين على زجّ وإستعمال كافة الأساليب والطرق من أجل ترهيب وترغيب رؤساء الاتحادات المنوط بهم التصويت في الانتخابات المقبلة المقرّرة في 25 شباط الجاري، مستغرباً كيف انّ لا حدود ولا ضوابط تقف أمام تحقيق حلم شخصيّ لمرشح طالما إدّعى الرصانة ودماثة الخلق، فتكشف وجهه الحقيقي بمجرد شعوره بخضوعه للامتحان الفعليّ الذي يحتّم عليه الاتكال على نفسه هذه المرّة، بعيداً عن دعم مطلق من عدّة جهات حزبية وإعلامية وسياسية أوصلته الى ما هو عليه، وكانت نتيجته غطرسة ورعونة غير طبيعيتَين أصبح عليهما المرشح المذكور.


وتابع المرجع: "هل يُعقل أن يتمّ إستحضار لغة الطائفية البغيضة وتخوين رؤساء اتحادات وتهديد مباشر بفرط إتحاداتهم الشرعية تحت إدعاء أخطاء إدارية وعدم إقامة بطولات على مدى سنوات ومخالفات إدارية ومالية ترمى بالجملة ويؤتى بها من كلّ حدب وصوب بإفتراء واضح وصريح؟ وهل تلك المخالفات بحال وجودها تمّ إكتشافها كلّها بعد مرور أكثر من شهر واحد على إتمام الاتحادات الرياضية إنتخاباتها وبإشراف مباشر من وزارة الشباب والرياضة (الذي كان مُزعجاً لهم)؟ ولماذا لم يؤتَ على ذكر تلك الأخطاء طوال السنوات الماضية إذا كانت فعلاً موجودة، ويجري التهديد والوعيد بها للأخصام قبل العملية الانتخابية بأيام، والتي يصرّون على تسميتها بـ "معركة" انتخابية، أم انّ التجاوزات مقبولة في حال تقديم الطاعة لمن يعتبر نفسه "وليّ الامر" ومُدانة في حال الخروج عن إرادته العليا"؟


أضاف المرجع: "إنّ المعارك ليست في الرياضة، بل أنّ في الرياضة تنافساً ديمقراطياً شريفاً، ويجب أن يبقى كذلك بغضّ النظر عن حظوظ فوز هذه اللائحة او تلك، وعلى من يطمح للدخول الى اللجنة الأولمبية أن يؤمن بالقيم الرياضية والأولمبية السامية ويعمل تحت ظلها، وأن يتحلى بالأخلاق الرياضية، وأن يجهد بإقناع الهيئة الانتخابية بالتصويت لصالحه بكلّ حرية وديمقراطية بعيداً من الابتزاز والتحقير والإفتراء".


وتابع: "إنّ ما نشهده وما يمارسه المرشح اليائس مباشرة أو بالواسطة من قبل بعض مستكتبيه الذي يجاهر بولائهم له، معاكسٌ تماماً للأخلاق والمُثل الأولمبية، ويجعله غير مؤهل للانضمام للعائلة الأولمبية"، متسائلاً: "ما هي الرسالة التي يتمّ توجيهها الى اللاعبين واللاعبات في لبنان من خلال حفلة الجنون تلك، هل هذه هي الذهنية المريضة بالطائفية والحدّية والإبتزاز التي يريدهم أن يتّبعوها، أو إنّ مبدأ انا ومن بعدي الطوفان أصبح السائد الآن"؟


وأردف: "الإنتخاباتُ الديمقراطية هي الحلّ الوحيد امام جميع الأطراف، وكلّ ذلك الصريخ والوعيد لن يجدي نفعاً، كفى مكابرة وتعميق الحفرة التي وضعتم أنفسكم بها، لأنّ الأساليب القديمة أظهرت عقمها، وقد أصبح واضحاً امام الجميع من الذي فقدَ أعصابه وبانَ على حقيقته المجرّدة"، محذراً من أنّ الحركة الرياضية تقف أمام مفترق طرق اليوم وعليها الاختيار بين الحرّية وبين من يريد ان يخنقها ويكبّلها بقيود أقلّ ما يمكن أن يُقال عنها إنها غير رياضية، كما عليها المفاصلة بين النزاهة والاستقلالية وبين الفساد الإداريّ والتبعية.


وواصل المرجع: "إنّ المال الانتخابي الذي يعرضونه من خلال أحد أعوانهم لن يجدي نفعاً، لأنّ كلّ رؤساء وأعضاء الاتحادات الرياضية قد دفعوا من مالهم الخاص مبالغ طائلة للصمود والمحافظة كلّ على لعبته على مدى سنوات طويلة على رغم الدعم المحدود من قبل الدولة اللبنانية".


وختم قائلاً: "في النهاية إعلموا أنّ كل ما تقومون به مكشوفٌ وموثق، وسوف ينقلب السحر على الساحر عاجلاً أم آجلاً ولن يصحّ إلا الصحيح، فطريقة غوبلز التي تتبعونها "إكذب إكذب إكذب لا بدّ ان يعلق شيئاً في أذهان العالم" لن تنطبق هنا ولن تمرّ بعد اليوم على الرياضيين، والقويّ لا يجاهر ليلاً نهاراً بقوته بل يربو الى السكون، "وإنّ اللبيب من الإشارة يفهمُ".