جورج الهاني

القويّ لا "يشحد" صوتاً

8 شباط 2021

02 : 00

غريبٌ هو المنطقُ الذي يتعامل به المرشّح لرئاسة اللجنة الأولمبية اللبنانية رئيس إتحاد المبارزة جهاد سلامة مع خصومه المسيحيين في الإنتخابات، فعلى رغم ما يشيع دائماً بأنّ لائحته ستفوز بشكل مريح بفضل الأسماء "الكبيرة" التي تضمّها، لا يتركُ فريق عمله الإعلاميّ مقالة أو مناسبة إلا ويتهجّم على من وقفَ في وجه سلامة وتجرأ على الترشّح الى منصب أولمبي يعتبره الأخير حقاً مقدّساً له وحكراً عليه وعلى مناصريه وعلى التيّار السياسيّ الذي ينتمي إليه.

فإذا كان سلامة حاسماً هذه المعركة الرياضية لمصلحته كما يدّعي، لماذا إصراره إذاً على محاولة نبش ملفّات الإتحادات التي تعارضه في هذا الإستحقاق علّه يجدُ ثغرة أو شائبة يستطيع من خلالها فرط عقد لجانها الإدارية ومنعها من التصويت في الإنتخابات ليكسبَ صوتاً ولو واحداً فقط؟ ولماذا يتعمّدُ إتهام رؤساء هذه الإتحادات تارة بفضائح أخلاقية، وتارة بإختلاسات مالية، ولمَ لمْ يكونوا كذلك أو غضَّ النظر عنهم عندما إنتخبوا بصورة شرعية منذ أقلّ من شهرَين، ووافقَ على حصول تزكية في إتحاداتهم، وإتّصل بهم مهنئاً ومبارِكاً؟

وإذا كان سلامة واثقاً من نتيجة الإنتخابات منذ الآن، لماذا لا يزال يحاولُ الإتصال يومياً برؤساء قطاعات الرياضة في الأحزاب والتيّارات السياسية طالباً منهم موعداً أو حتى فرصة الكلام ولو عبر الهاتف لشرح وجهة نظره، علّه "يشحدُ" منهم تأييداً أو تعاوناً لن يحصل عليه، وذلك بعدما إنكسرت الجرّة تماماً بينه وبين حلفائه القدامى الذين لم يحترم حجمهم وخصوصياتهم ودورهم في الدعم المطلق الذي قدّموه له في كافة محطات إنتخابات الإتحادات الرياضية الأخيرة؟

والأهمّ من ذلك كلّه، لماذا يطلقُ سلامة صفة المُلحقين أو التابعين على خصومه من المرشّحين المسيحيين لمجرّد أنهم قرّروا وضع أيديهم بأيدي المسؤولين عن قطاعَي الرياضة في حركة "أمل" وتيار "المستقبل" لخوض إنتخابات اللجنة الأولمبية معاً، في حين كان يسمّي هذا الأمر تحالفاً حين كان "شهر العسل" قائماً بينه وبين هذين القطاعَين في الأمس القريب؟ وهلّ ما يُعتبر حلالاً له هو حرامٌ على الآخرين؟ قد يكونُ سلامة يلعبُ أوراقه الأخيرة علّه يبدّلُ في واقعٍ بات محسوماً، وما الإشاعات التي يُطلقها عبر منابره الإعلامية لرفع المعنويات المنهارة سوى خرطوشة أخيرة "طائشة" لن تصيب أحداً ولن تغيّر في مسار الأمور شيئاً بعد الآن، و"إنّ الغد لناظره قريب"...


MISS 3