كرنفال البندقية من دون سيّاح

02 : 00

في ساحة القديس مرقس الشهيرة في البندقية التي يلفها ضباب سميك يتجول أزواج تنكروا بلباس نبلاء من هذه المدينة، فيما يتقاذف أطفال كريات الورق الملون... فالكرنفال انطلق بنسخة افتراضية بجزء كبير منها ومن دون حشود السياح الاعتياديين تماشياً مع مستلزمات زمن كورونا.

تقول كيارا راغاتزون (47 عاماً): "الأمر سريالي فعلاً. فخلال الكرنفال تصدح الموسيقى على الدوام والناس يستمتعون بوقتهم. وعندما يلف الضباب البندقية تصبح مكاناً ساحراً".

ومع أن فينيتسيا مصنفة كمنطقة صفراء أي أن خطر انتقال عدوى الفيروس فيها معتدل، إلا انه لا يمكن للسكان التنقل خارج منطقتهم.

على بعد خطوات قليلة من ساحة القديس مرقس، ينشط حميد صديقي في صنع قناع للكرنفال فهو يقولبه وينحته ويبرده بدقة بحركات سريعة ومتقنة جداً.

في مشغل متجره تتكدس الأقنعة المصنوعة من الورق والدانتيل والحديد والمزينة ببلورات شواروفسكي من دون أن تجد من يشتريها. فمنذ بدء الجائحة تراجعت إيراداته بنسبة 70 في المئة بسبب غياب السياح الأجانب الذين يشكلون العدد الأكبر من زبائنه.

وأمام كاتدرائية القديس مرقس، يرتدي نحو ثلاثين حرفياً مقنعين مشالح سوداء طويلة ويقفون بصمت ليذكّروا العالم بوجودهم وصمودهم.

ومن أجل حث سكان المدينة على مواصلة تقليد الكرنفال أطلقت جمعية حرفيي البندقية حملة مرفقة بحسومات بعنوان "كرنفال البندقية بالقناع و... الكمامة".

وقال مدير الجمعية جاني دي كيتشي: "خلو البندقية من السياح يشكل فرصة لأبنائها ليعيدوا اكتشاف مدينتهم"، مضيفاً "في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة ألقت السياحة الكثيفة بثقلها على النسيج الاجتماعي الاقتصادي في وسط البندقية بطريقة أدت إلى انحراف طبيعة الكرنفال".

واضطرت البندقية إلى اختصار احتفالات الكرنفال عند بدء انتشار الوباء في شباط الماضي، وتعول هذه السنة على مقاطع مصورة تبث عبر الانترنت وتظهر ابناء المدينة وهم متنكرون. ويقول مستشار الشؤون السياحية في المدينة سيمونه فينتوريني إن: "هذه طريقة تساعد على تنشيط الروابط التي تجمعنا بملايين الأشخاص الذين يعشقون البندقية". 


MISS 3