محمود عثمان

كتابات تستحق النشر

عيد الحب

13 شباط 2021

02 : 00

أيَّامُنا البيضُ كالسوداءِ تنقلِبُ

وظيفةُ الرِّيحِ أن تأتي بِمَن ذهَبُوا

غدًا أصابحُ قبلَ النَّحلِ زنبقةً

وأنهبُ اللونَ لا الشَّهدَ الذي نهَبُوا

ولن أعيِّرَ عيدَ الحُبِّ ثانيةً

بما تواطَأ أهلُ العشقِ أو كذَبُوا

أتحملينَ سلالَ الشَّوقِ مثقَلةً

بالذكرياتِ ولمَّا ينضجِ العِنَبُ

بِكَاتمِ الصوتِ أحلامي لقد قتَلُوا

وكيف يكتمُ سرَّ الدَّمعةِ الهُدُبُ ؟

وعلَّقوهُ على دبَّابَةٍ وطني

كما تُعَلَّقُ من أعناقها الشهُبُ

وكيف أعبُرُ عينَيها وقد منَعُوا

فيكَ التجوُّلَ يا قلبي الذي يَثِبُ

مدينةُ العشقِ من خَوفٍ محاصَرَةٌ

ويسرقونَ هداياها التي وهَبُوا

وفي الورودِ أنينٌ ليسَ يعرفهُ

إلا الذين على أبوابها صُلِبُوا

يا بائعَ الكعكِ فيه من عجينتِنا

طعمُ الكرامةِ لا ذاقوا ولا شرِبُوا

يا بائعَ الكعكِ للثوَّار أغنيةً

وأطيبُ الكعكِ محشوًّا به الغضَبُ

قل للحبيبة أن تأتي وموعدُنا

يومُ الرصاصةِ في الأحداقِ تنسكِبُ

هذي دماءُ ورودِ العشقِ طازجةٌ

كما حليبكِ في الأفواهِ يلتهِبُ

إنِّي أشمُّ على بُعدٍ شذا لهَبٍ

وفي المعابرِ ينمو الزهرُ والعشُبُ

عاد الربيعُ إلى أدراجهِ ثمِلًا

كأنَّهُ الطفلُ يمشي وهْوَ مضطَّرِبُ

على البنادقِ أعشاشٌ مغرِّدةٌ

وفي الخنادقِ يجري الحِبرُ والكتُبُ

قُل للحبيبةِ أن تأتي على حَذَرٍ

فليس للموتِ في ساحاتنا سبَبُ

من أين أحملُ دبدوبًا أعانقهُ

كأنَّني لجميعِ العاشقينَ أبُ

وكيف أُنكِرُ عن حقٍّ أبوَّتَهُ

وفي الشوارعِ أشلاءٌ لهُ نسَبُ

مهندسُ الأرضِ والأشجارُ دبلَجَتي

واسْمِي المُخرِّب والباني لهُ لقَبُ

يَزَّلزَلُ البغيُ حين الحَقُّ يملؤني

ويسقطُ الخوفُ ثُمَّ التاجُ والنصُبُ

قُل للحبيبةِ قد طارت بأرصفتي

رسائلُ الحُبِّ والأبطالُ قد هرَبُوا

سيطلعُ الحُبُّ من أزرارِ قافيةٍ

كما سينبتُ لِلصَّفصَافةِ الزغَبُ

والحُبُّ كالعطرِ لا يَخفى على أحَدٍ

ويثقبُ الرُّوحَ في لطفٍ فتنثقِبُ

أنتِ القصيدةُ لم تذبلْ براعمُها

ما ضُمَّةُ الزَّهرِ ما الخِيطانُ والعُلَبُ ؟

إنِّي جعلتُكِ للألغام كاسِحَةً

تنظِّفُ الأرضَ والرُّوحَ التي اغتصَبُوا

سُلالةُ الشمسِ من شَعبي ومن عَرَقي

وليس يُنجبُ إلا النخوةَ النجُبُ

هم يقلعونَ جُذورَ الحُبِّ من دَمِنا

ونحنُ نزرعُ ...مَن مِنَّا لهُ الغلَبُ؟


MISS 3