روي أبو زيد

أسعد حداد: أصلّي لننتهي من "جائحة" الفساد والمحسوبيات

16 شباط 2021

02 : 00

أسعد حداد من المخضرمين في الدراما، فهو قدّم أدواراً بارزة في مسيرته التمثيلية، خصوصاً دور "فرمة" الذي طُبِع في ذاكرة المشاهد اللبناني. "نداء الوطن" التقت الفنان وكان هذا الحوار العفوي والنابع من القلب.

لماذا أنت غائب عن الساحة الدرامية؟

نعيش في ظروف صحيّة صعبة فالحجر يأخذ الحيّز الأكبر من حياتنا اليومية، ونمط عيشنا تغيّر بالكامل بعد انتشار الجائحة. زوجتي وأنا أُصبنا بالفيروس لكننا تمكّنا من اجتياز هذه التجربة الصعبة بفضل أولادنا الذين مدّوا لنا يد العون ولم يتركونا أبداً.

لكننا لم نرك بأدوار أساسية منذ سلسلة "بيت خالتي".

هذا صحيح، أدّيتُ أدواراً ثانوية في مسلسلات مهمة كـ "أولاد آدم"، "الكاتب" و"الهيبة 3". لكنّ المشكلة الأساسية تكمن بدور "فرمة" المطبوع في ذاكرة المشاهد. أتعلم أنني شاركت في 14 مسرحية مع الرحابنة وفي مسلسلات درامية وكوميدية عدة؟ تحوّل "فرمة" سيفاً ذو حدين، إذ لم يقبل بعض المخرجين بأن أجسّد أدواراً مختلفة، معتبرين أنّ المشاهد لن يتقبّلني بشخصيات جديدة. لكنّ الحقيقة أنّني كنت ضحية "المحسوبيات" الإنتاجية، فكلّ منتج يدعم مجموعات معيّنة من الممثلين والبعض منهم يتهرّب من إعطائي دوراً ما لحجج واهية.





هل من أعمال جديدة لك حالياً؟

لا أحضّر لعمل جديد إذ لست من فئة الممثلين الذين يلهثون خلف المنتجين طالبين المشاركة في مسلسلاتهم. بالمقابل، سوف أجسّد دور "جريس" الحمّال في فيلم "الله يراني" الذي يتناول قصة الطوباوي إسطفان نعمة، بناءً على طلب المخرج طوني نعمة.

ربما تؤمن الدراما العربية المشتركة فرصاً إضافية. هل تؤمن بها؟

بعض المنتجين أوفياء للدراما المحلية، لكن السؤال الذي يطرح هنا هو التالي: هل الممثل السوري أو المصري متفوق على اللبناني؟ لا أستطيع الإجابة، لكنّ المحطات العربية تعرض مسلسلات الإنتاج المشترك لأنها "تبيع" أكثر من الأعمال اللبنانية.

شاركتُ ألين لحود وباسم مغنية مسلسلاً بعنوان "شريعة الغاب" حول صراع العشائر والمناطق الخارجة عن القانون لكنّه لم يبصر النور لمشاكل إنتاجية. أقسم بالله أنّ "الهيبة" عُرِض بعد عامين من تصوير "شريعة الغاب" ولقي نجاحاً منقطع النظير.

"حادث قلب" و"ع إسمك" مسلسلان لبنانيان بالخالص، لماذا لا يعرضان على القنوات العربية مثلاً؟

الممثلون السوريون "بيّيعون" من حيث اللهجة. كنا "ملوك" الدبلجة، لكن "كبرت الخسة براسنا" فأُسندت المهمة الى الممثلين السوريين الذين يتقاضون ربع ما يطلبه اللبناني.



ما الدور الذي تتمنّى أن تجسّده؟

أتمنى تجسيد دور الوالد الذي يحمي أولاده ويحافظ عليهم في هذا الزمن الرديء.

هل حققت ثورة 17 تشرين أهدافها؟

"ما خلّوها". عمد النافذون في السلطة الى كمّ أفواه الشعب، والدليل على ذلك أنّ أصحاب الأيادي "السوداء" "كتموا نَفَسو" للقاضي فادي صوّان كي يعرقلوا التحقيق بإنفجار الرابع من آب الكارثي.

أتفكّر بالهجرة؟

هاجر والدي وخالي الى أستراليا منذ أربعين عاماً. بقي خالي في الغربة وأمّن لعائلته عيشة كريمة، أما والدي فدفعه الحنين الى العودة فـ"علقنا" في لبنان. لي قريب في السادسة والستين من عمره يعيش على حساب ابنته. لو كانت قاسية القلب مثلاً لرمته وزوجته الى الشارع. بينما في أستراليا يؤمن الشخص تقاعده ويعيش بكرامته بفضل دولة تحترم شعبها وتضمن حقوقه الأساسية كافة.

تعيش إبنتي ساندي في فرنسا مع عائلتها. أشتاق اليها والى حفيدتي إيلين، لكنّني أعلم جيداً أنّهم مقدّرون في الغربة ويعيشون حياة لائقة. بينما إبني وديع وهو مهندس إتصالات يأبى أن يفارقنا فيهتم بي وبوالدته.

بمَ تحلم حالياً؟


آمل بأن يزدهر الإنتاج المحلي مجدداً وبأن نتخطّى المحنة الصحية التي نمر بها وأدعو اللبنانيين الى اتباع التدابير الوقائية اللازمة للحد من انتشار فيروس "كورونا" وأصلّي بأن نتخلّص قريباً من "جائحة" الفساد والمحسوبيات.


MISS 3