مايز عبيد

إستدعاء الدكتور رامي فنج: هل بات توزيع المساعدات الغذائية تهمة؟

20 شباط 2021

02 : 01

قوى ثورية احتفلت بخروجه من المخفر

يستمر مسلسل استدعاء الناشطين في لبنان، وفي طرابلس أثار استدعاء الناشط الدكتور رامي فنج إلى التحقيق في مخفر التل يوم الخميس الماضي موجة من الغضب في المدينة، واعتبر رأي عام طرابلسي واسع ما جرى بأنه تمادٍ وقح من السلطة، التي وصلت بها الأمور لتستدعي شخصاً يساعد الفقراء من أبناء مدينته والجوار بتهمة هي من المفترض أن تكون حجة له لا حجة عليه.

وفور شيوع النبأ، أعلنت المجموعات الثورية في طرابلس وفاعليات في المجتمع المدني الطرابلسي والشمالي، وقوفها إلى جانب طبيب الأسنان المعروف عنه بأعمال الخير ومساعدة الفقراء، ورفضها لسياسة إستدعاء الناشطين لا سيما الدكتور فنج صاحب الصيت الطيب بين أبناء المدينة. وبالفعل حضرت مجموعات ثورية يوم التحقيق واعتصمت أمام مخفر التل متضامنة مع الناشط فنج، الذي يقوم منذ مدة وحتى قبل ثورة 17 تشرين الماضي، بتوزيع مساعدات غذائية على العائلات المتعففة في طرابلس، يجمع تبرعاتها من أصدقاء وخيرين من أجل دعم صمود الناس في هذه الظروف الصعبة. وفنج هو عضو في تجمّع "نقابيون أحرار" الّذي أنشأه مهنيّون ونشطاء خلال ثورة 17 تشرين، وقد وزع الطعام على شباب الثورة في ساحة النور أكثر من مرة في إطار عمله الإنساني هذا.

يقول الناشط الدكتور رامي فنج لـ"نداء الوطن": "ذهبت إلى مخفر التل بسبب وثيقة تقول انني أقوم بتوزيع طعام. وقد حضر معي إلى المخفر نقيب أطباء الأسنان في الشمال الدكتورة رولا ديب خلف ورئيس بلدية طرابلس رياض يمق ومحام عن نقابة أطباء الأسنان، ومحاميان عن نقابة المحامين".

أضاف: "سئلت: هل كنت توزع الطعام يوم 31 كانون الثاني في ساحة النور، وهذه صورة سيارتك؟ فقلت لهم نعم بالتأكيد وكان ذلك بصورة قانونية بعد أن حصلت على إذن من الجيش اللبناني. دخلنا ووزعنا أمام الجميع وليس في الخفاء. نحن لا نقوم بالخطأ وأنا عمري 55 سنة، ولا يوم إلا وكان عملي عمل خير لأهلنا وأبناء مدينتنا. هذا واجبنا ولن نتخلى عنه. ثم سألني المحقق سؤالاً آخر: من أين مصدر التمويل لهذا الطعام؟ فأجبته: تمويلنا من كل الإخوة والأخوات في لبنان من كل الطوائف والمناطق، وإذا أردت الإيصالات التي تؤكد ذلك فهي موجودة. وبهذا اكتفى المحقق".

وشدد فنج على القول: "لسنا جدداً على العمل الإنساني ونحن قوتنا من هذه الأرض وليس عندنا ما نخاف منه. نحن مصدر إزعاج لهم لأننا لا نترك أهلنا، ولأننا نريد بناء وطن يشعر فيه كل مواطن بالأمان... أنا أشحد من أجل تأمين الحد الأدنى من القوت والغذاء للناس الذين فقدوا كل شيء لكي يستمروا، وهذا شرف لي. وإذا كانوا يريدون توجيه رسائل سياسية لتخويفنا فنحن لن نخاف؛ لأننا نعمل في الضوء ومن أجل بناء وطن خربوه هم بسياساتهم، وسرقوا أرزاق الناس وأموالهم وتركوهم هكذا ضائعين. لم يعد لنا في هذا البلد إلا الكرامة. سنبقى نحافظ عليها وسنستمر لبناء وطن يعيش فيه أبناؤنا بشرف وكرامة من جميع الطوائف".

وأكد فنج "اننا فقراء بالمال ولكننا أغنياء بوطنيتنا وإنسانيتنا. نعمل في طرابلس الكبرى، ونوزع بدون اسم أو عنوان ولا نريد شهرة أو سمعة لا نريد إلا أن يكون كل اللبنانيين عائلة واحدة متشاركة في نهضة الوطن بكرامة وحرية وعنفوان".

وختم: "سأكمل ما أقوم به حتى آخر نفس ولن تردعنا لا تداعيات ولا استدعاءات، طالما نحن نعمل لأجل الناس بكل راحة ضمير. نقوم بواجبنا لبناء وطن يعيش فيه أبناؤنا وأبناء القوى الأمنية وكل اللبنانيين بكرامة وإنسانية".

والمعروف عن فنج في طرابلس بأنه من أصحاب الصيت الحسن يساعد الفقراء من أبناء طرابلس. وفور خروجه من التحقيق في مخفر التل، احتفلت القوى الثورية المعتصمة أمام المخفر وحملوا فنج على الأكتاف.


MISS 3