بشارة سماحة

"حرقوه"

26 شباط 2021

01 : 55

أما وقد انتهت "معركة" انتخابات اللجنة الأولمبية وما أفرزته من نتيجة غير متوقعة، بالنسبة الى البعض، بعدما كانت أفرزت قبل اليوم المشهود، انقساماً حاداً في الجسم الرياضي عموماً والاعلامي الرياضي في شكل خاص، لا يسعنا الا القول "مبروك" لمن سيتسلّم مقّدرات الرياضة للسنوات الأربع المقبلة.

لكن، وبكل أمانة، لم أكن أتوقّع أن يأتي يوم وأكتب فيه عن اداري رياضي بارز وكبير وخلوق، تربطني به صداقة قديمة تعود الى أواخر الثمانينات، عنيت به العزيز جهاد سلامه، بهذه الطريقة.

بعبارة واحدة، لقد "حرقوه".

من حيث يدري أو لا يدري، فقد كان سلامه "ضحية"، أكثر منه "جلّاداً".

ضحية من أوصلهم وباعوه.

ضحية من وعدوه ونكسوا.

والأهم أنه ضحية من رفعوه ونادوا بتوزيره مراراً وباعوه وعوداً مع تشكيل اكثر من حكومة سابقة، وتخلّوا عنه حين دعت المصلحة السياسية (ولائحة اسماء الحكومة التي كُشف عنها اخيراً خير دليل)، ومع ذلك سار عكس "التيّار" الذي لا ينتمي اليه اصلاً، وبقي وفياً لهم.

قد تكون انتخابات اللجنة الأولمبيّة أول نكسة رياضية يتعرّض لها سلامه، لكن خطورتها وأبعادها أنها "شخصية"، أضرارها تطاله هو وحده، ولن تكون نكسة بالنسبة الى التيار الذي يمثله ويرأس لجنة الرياضة فيه.

ويبقى سؤال، وباختصار: اذا كانت الاتحادات الرياضية رفضت منح سلامه ثقتها لإدارة اللجنة الأولمبية، فكيف سيحوز ثقة أكبر شريحة من اللبنانيين ويتولّى حقيبة وزارة الشباب والرياضة؟