يحارب مستشفى صيدا الحكومي بكلّ طاقاته الطبّية والتمريضية "كورونا" على جبهتي العلاج واللقاح. مع بدء الوباء قبل عام، وجد نفسه في قلب العاصفة الصحّية: امكانيات محدودة، تجهيزات متواضعة، معدّات غير حديثة، وموظّفون من دون كفاف عيشهم يطالبون بأبسط حقوقهم في دفع رواتبهم بلا تأخير وضمّهم الى ملاك وزارة الصحّة.
اليوم نجح المستشفى في معركته بتضحية الجيش الابيض، وسط دعم رسمي تمثّل بخطة وزارة الصحّة التي لم تميّز بين المستشفيات الحكومية، وباحتضان صيداوي سياسي وأهلي وتجاري، وبات ملاذاً لعلاج المرضى مع ارتفاع أعداد المصابين والوفيات، فيما يواصل عملية التلقيح الوطني ومعالجة كلّ العقبات الظرفية والمضي قدماً الى الامام.
ويؤكّد رئيس مجلس ادارة المستشفى المدير العام الدكتور احمد الصمدي لـ"نداء الوطن" أنّ المستشفى بات اليوم ملاذاً للمواطنين في تلقّي العلاج، ونحن نواجه ضغوطاً متزايدة بالرغم من توسعة قسم "كورونا" باستمرار، وفي تلقّي اللقاح بالرغم من قلّة اعداد الجرعات ارتباطاً بالكميات العامة"، مشيراً الى أنّ هدفنا الوحيد النجاح في المواجهة مع عدو خبيث غبر مرئي، والقيام بواجبنا الإنساني والوطني بمساعدة المواطنين جميعاً". وأعلن الصمدي "أنّ عملية التلقيح تسير بشكل جيد، تظهر بعض العقبات الظرفية وقد وصلنا الى تلقيح 318 شخصاً بعدما بدأنا في اليوم الاول بنحو 56 وارتفع العدد باضطراد، والسبب يعود الى كميات اللقاحات التي تصلنا، والاخذ بالحسبان عملية التلقيح للجرعة الثانية بحيث سيتضاعف العدد مع وصول كميات اكثر الى لبنان اوائل شهر آذار". وأوضح أنّ ما كشفه تقرير التفتيش المركزي عن تلقيح 66 شخصاً خارج المنصّة، مردّه الى تلقيح الطاقم الطبي في المستشفى في اليوم الاول، حيث كان عدد متلقّي اللقاح قليلاً اضافة الى "الفراغات" في نهاية كل يوم وحتى لا تفسد أي جرعة، وهو في كل الاحوال عدد قليل فرضه التعامل الميداني الجديد مع اللقاح".
في المقابل، أعلن رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عن قرب افتتاح المستشفى التركي التخصّصي للحروق والجروح ليكون مركزاً مساعداً في عملية التلقيح الوطني في صيدا، وقال لـ"نداء الوطن": "إن الافتتاح سيكون الاسبوع المقبل، والمشكلة تكمن في أنّ جرعات اللقاحات حالياً قليلة"، آملاً "في ارتفاعها في شهر آذار ومعها زيادة حصّة صيدا ومنطقتها واتحاد بلدياتها"، معتبراً "أنّ المطلوب في هذه المرحلة العمل على التقيّد بالاجراءات الوقائية لمنع ارتفاع اعداد الاصابات والوفيات في الفترة الفاصلة بينهما".
توازياً، تتسارع فلسطينياً خطوات تجهيز مستشفيي "الهمشري" في صيدا لافتتاح قسم خاص بـ"كورونا"، و"النداء الانساني" داخل مخيم عين الحلوة مع ارتفاع اعداد المصابين، بعد افتتاح مستشفى "الأقصى" لاستقبال الحالات المصابة المتوسطة والخفيفة.
وتفقّد سفير دولة فلسطين أشرف دبور، مستشفى "الهمشري" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، واطلع من مديره العام الدكتور رياض أبو العينين وأعضاء الطاقم الطبي على الأوضاع الصحّية للمصابين داخل المستشفى، والمراحل الجارية لتجهيز القسم الخاص باستقبال مرضى "كورونا"، مُعطياً بعض التوجيهات لاستكمال العمل فيه، مؤكّداً أنّ الرئيس محمود عبّاس يتابع أوضاع الفلسطينيين في لبنان وأعطى توجيهاته لرعاية شؤونهم ومتابعة أوضاعهم الصحّية ومنع تفشّي الجائحة في المخيّمات.
