جاد حداد

Ginny and Georgia... قصة ممتعة عن أم وابنتها

1 آذار 2021

02 : 00

في مسلسل Ginny and Georgia الجديد على شبكة «نتفلكس»، تقصد «جيني» البالغة من العمر 15 عاماً (أنطونيا جينتري البارعة الأداء) أحدث مدرسة من بين لائحة طويلة من مدارسها المتبدّلة. تتعامل هناك مع أساتذة يطلقون أحكاماً مسبقة بشأنها مفترضين أنّها لن تُحقق نتائج جيدة. وزملاء جيني غريبو الطباع فهم لا يجدون مشكلة في التكلم معها عن رغبتهم في إنجاب «أطفال مختلطين» وظريفين مستقبلاً وغالباً ما تكون النقاشات معهم عجيبة غريبة.

والدتها «جورجيا» البالغة من العمر 30 عاماً (بريان هاوي) هي السبب في تغيير مكان إقامتهما. تُخبرنا «جيني» بأنّ سبب تغيير الإقامة يتعلق دوماً بهرب أمها من أحد الرجال أو لبناء علاقة مع رجل جديد. تعجّ حياة «جورجيا» بالعلاقات الفاشلة والشائكة، على غرار خزانتها المليئة بسراويل أنيقة وعالية الخصر وصناديق سرية. أما شقيق «جيني» الصغير، فهو ليس شخصاً محورياً في القصة بل إنه مجرّد أداة تُستعمَل خدمةً للحبكة العامة، ويتضح ذلك أصلاً من عنوان المسلسل الذي يذكر الشخصيتَين الرئيسيتَين. تبرز شخصيات مهمة أخرى، لا سيما أصدقاء «جيني» الجدد، وتحديداً جارتها اللطيفة والفوضوية «ماكس» (سارة وايزغلاس التي تقدم أداءً ساحراً بما يكفي كي تجعلنا نتقبل شخصية «ماكس» رغم جوانبها المزعجة أحياناً)، وشقيق «ماكس» التوأم الكئيب «ماركوس» (فيليكس مالارد). نتعرف أيضاً على «هانتر»، وهو فتى وسيم في المدرسة الثانوية (الممثل المبتدئ الواعد مايسون تامبل)، مع شخصية مُحبّبة خصوصاً حين يقرر أن يقود جولة خاطفة من الرقص النقري.





يروي المسلسل في جزءٍ منه قصة «جيني»، تلك الشابة الذكية والطموحة التي ترغب في استرجاع الاستقرار وعيش حياة طبيعية، لكنها تواجه في معظم الأوقات انفعالات متهورة واعتيادية في سن المراهقة وتشعر بمستوى عال من الارتباك وكره الذات. تتعدد التحديات التي تواجهها «جيني» وأصدقاؤها، منها الانتماء العرقي، الطبقة الاجتماعية، الميول الجنسية، النزعة إلى إيذاء الذات والاضطرابات الغذائية. تقدّم كاتبتا السيناريو سارة لامبيرت وديبرا فيشر أفضل أداء لهما حين تكتبان حوارات «جيني» ولا تفوّت الممثلة أنطونيا جينتري أي فرصة لإثبات مهارتها في هذا الدور. يتّسم أداؤها بطابع جدّي ومؤثر لكن من دون أن يصبح الأمر مفرطاً من الناحية العاطفية. حتى أنها تأخذ بعض المجازفات في أدائها من دون أن تصل إلى مرحلة الانغماس الكلي في الشخصية. يبرع فريق الكتابة وجينتري في تجسيد الانفعالات المتضاربة واللامتناهية التي تُصعّب حياة أي فتاة مراهِقة في عمر الخامسة عشرة، وتجعل من هذه المرحلة كابوساً حقيقياً أو فترة مليئة بالتشويق والتوتر. تجد «جيني» صعوبة في فهم نفسها لكن من الواضح أن جينتري تعرفها جيداً.

الوضع أكثر تعقيداً مع شخصية «جورجيا». تكمن معظم الأحجيات التي تحتاج إلى حل في طريقة تطور هذه الشخصية التي تختلف عن غيرها من حيث الأسلوب والإيقاع والنمط والعمق، حتى أن قصتها تختلف عن حكاية «جيني» لدرجة كبيرة.

بفضل قوة حضور الممثلة بريان هاوي، تبدو المشاهد التي تجمع بين «جورجيا» و»جيني» أو بين «جورجيا» وجارتها «إيلين» (جينيفر روبرستون) مقنعة نسبياً، لكن تكثر التطورات الحاصلة لدرجة يعجز فيها أي ممثل عن تقديم أداء متقن ومتماسك في هذه الفوضى كلها. يتحسن الوضع بحلول الحلقة السادسة ولا يضعف أداء هاوي في أي لحظة من اللحظات. حتى لو بدت لك الحلقات الأولى بطيئة إذاً، ننصحك بمتابعة المشاهدة لأن النصف الثاني من الموسم سيكون أكثر تشويقاً. قد يعتبر البعض هذه الرحلة أطول من أن يتحمّلها، لكن يبقى إعطاء خصائص مفرطة إلى الشخصيات أفضل من تقديمها بطريقة سطحية. «جيني» شخصية ممتازة و»جورجيا» شخصية فوضوية بكل ما لهذه الكلمة من معنى. ويتمتع الشقيق الأصغر بشخصية ظريفة: يرتدي نظارات «هاري بوتر» ويجيد توجيه اللكمات إلى الآخرين. في النهاية، قد تستمتع بمشاهدة هذا المسلسل إذا كنت تحبذ تسلسل الأحداث تباعاً وعبر فترة زمنية متباعدة نوعاً ما، وإن كنت تحب الاطلاع على شخصية المراهقة مع ما يرافقها من مشاكل وتحديات. قد تحتاج الى صبر لمتابعة الفقرات ولكن إن كان نفسك قصيراً ننصحك بمتابعة مسلسل آخر ذلك ان الأحداث لا تقع هنا بوتيرة متسارعة، بل تحتاج الى بعض الوقت الكافي لسير الاحداث وتطوّرها.


MISS 3