أوركسترا تُحيي حفلاتها بمتفرّج واحد!

02 : 00

تتيح أوركسترا منطقة روماندي السويسرية الناطقة بالفرنسية لمحبيها التمتع بتجربة فنية "رائعة"، إذ يحيي موسيقيوها في جنيف حفلات إفرادية يحضرها شخص واحد، تماشياً مع القيود المفروضة لمكافحة الجائحة الحالية. وتتّسم هذه التجربة المقدمة لعشاق الموسيقى بأكبر قدر من الحميمية بعدما حُرم هؤلاء فرصة حضور حفلات موسيقية بسبب قيود الإغلاق. ويقدم الأوركستراليون حفلاتهم في شتى أنحاء جنيف، من متاجر الزهور إلى المحال التجارية مروراً بالمباني الصناعية المهجورة.

ووجد فيليبي دو فيغيريدو نفسه داخل متجر في جزيرة عند نهر رون وهو يصغي إلى فيرينا شفايتسر تعزف مقطوعة لجان سيباستيان باخ على كمانها. ويقول دو فيفيريدو: "ثمة رهبة في الحضور أمام الموسيقي، لا نسمعه فحسب بل نرى ما يفعله عن كثب".

وتأسست أوركسترا منطقة روماندي السويسرية المؤلفة من 112 موسيقياً عام 1918 على يد إرنست أنسيرميت الذي تولى قيادتها حتى العام 1967.

وجابت الفرقة الأوركسترالية مدناً كبرى في أوروبا، بينها برلين ولندن وباريس وفيينا وموسكو، وعبرت القارات إلى طوكيو وبكين وبومباي ونيويورك وسان فرانسيسكو وبوينوس آيرس.

وبات على موسيقييها المعتادين على الأداء الجماعي الإبحار في رحلات إفرادية يخوضونها مع متفرج أوحد. ويشير المدير العام للأوركسترا ستيف روجر الى أنّ "المشتركين تهافتوا عبر الإنترنت لضمان حجز مقاعدهم".

وأعلنت الحكومة السويسرية الفدرالية الأسبوع الماضي تخفيفاً أول للتدابير الجديدة التي يُعمل بها منذ أكثر من شهر في البلاد لمحاولة الحد من موجة إصابات قوية. ووعدت الحكومة الفدرالية بتخفيف جديد للقيود في 22 آذار في حال سارت الأمور على النحو المتوقع، وهو التاريخ الذي ستتمكن الاوركسترا فيه مجدداً من تقديم عروض أمام عدد محدود من المتفرجين.

وتفتقد العازفة فيرينا شفايتسر إلى تصفيق جمهور المتفرجين وتفاعلاتهم في القاعات الممتلئة بالحاضرين. لكنها عاشت مغامرة مختلفة مع النسق الجديد من الحفلات الإفرادية. وتروي "اكتشفت دوراً لم أكن أعرفه سابقاً"، مشيرة إلى أن هذا النوع من اللقاءات الموسيقية يتطلب التعرف بالشخص الذي يؤدي أمامه العازف "ثم إيجاد الهدوء والصمت تمهيداً للغوص في تفاصيل العزف. وعندها يمكن للحفلة أن تنطلق".


MISS 3