"رسائل صاروخية" جديدة تستهدف قاعدة "بلد" في العراق

طهران تستعجل واشنطن العودة إلى "النووي"

02 : 00

المقاربة الصارمة للإدارة الأميركية الجديدة للملف النووي الإيراني فاجأت طهران (أ ف ب)

فيما ترزح الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحت أزمة اقتصادية واجتماعية ومعيشية عميقة ومتفاقمة، استعجل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر عبر الفيديو نظّمه مركز السياسات الأوروبّية، واشنطن، للعودة إلى الإتفاق النووي مع بلاده، معتبراً أن الوقت قد حان لكي تُقرّر الولايات المتحدة إذا كانت ترغب في التوصّل إلى تسوية لكسر الجمود وإحياء الإتفاق النوويّ.

وإذ رأى ظريف أنّ "الأوروبّيين اعتادوا على التسوية"، فإنّ إيران والولايات المتحدة لم تعتادا على هذا الأمر، شدّد على أن "الأميركيين معتادون على الإكراه ونحن معتادون على المقاومة"، وأضاف: "الوقت حان إذاً لاتخاذ قرار. هل نُقدم كلانا على تسوية ونعود إلى خطّة العمل الشاملة المشتركة؟ أم نعود كلّ إلى طريقه؟". كما أعاد تأكيد الموقف الإيراني بأنّ على واشنطن الإلتزام بالإتفاق بشكل كامل قبل أن تعود طهران إلى الإلتزام بواجباتها بموجبه.

وبينما أبدى الوزير الإيراني استعداد طهران للعودة إلى "النووي" فور عودة الولايات المتحدة لتنفيذ الإتفاق، أكد أنّه "نحن لسنا بحاجة إلى أي مفاوضات إضافية"، معتبراً أنّ أي اتفاق "ينطوي على أخذ ورد"، وأصرّ على أنّه رغم ثغرات الإتفاق الحالي إلّا أنّه يبقى "أفضل اتفاق يُمكننا التوصّل إليه".

توازياً، أكدت طهران على لسان المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أنّها تدرس "كلّ الخيارات" بعد "الهجوم التخريبي" الذي تعرّضت له إحدى سفن الشحن في البحر المتوسط، معتبرةً أن المؤشّرات تدلّ على وقوف إسرائيل خلفه. وفي الملف النووي، لفت المتحدّث الإيراني إلى أن طهران منحت الوصول الضروري للوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار الضمانات، محذّراً من أنّه يتعيّن على الوكالة تحديد مواقفها بطريقة فنية ومحايدة من أجل الحفاظ على علاقاتها مع إيران.

وفي الأثناء، أُزيحت الستارة عن قاعدة صاروخية جديدة تحت الأرض تابعة للقوّة البحريّة لـ"الحرس الثوري"، بحضور القائد العام لـ"الحرس" اللواء حسين سلامي. وعُرِضَت كمّية ضخمة من المنظومات وصواريخ "كروز" والصواريخ الباليستية، بحسب الإعلام الإيراني. ولفت سلامي إلى أن "الأعداء الذين تكبّدوا الهزائم في ساحات الحرب العسكرية وحروب الإنابة والغزو الثقافي، لجأوا اليوم إلى الحصار الإقتصادي وتضييق الخناق على الوضع المعيشي للشعب الإيراني وثنيه عن مواصلة المسيرة"، مؤكداً أن "الثقل الرئيسي لمخطّطات الأعداء يكمن في هذا الأمر البغيض".

يمنياً، اعتبر المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول دعم اليمن لإنهاء التدخّل الأجنبي "إيجابية"، ولكن يجب أن تتجسّد على الأرض. وكتب القيادي محمد علي الحوثي في تغريدة على "تويتر": "تصريح بلينكن بخصوص خلو اليمن من التدخّل الأجنبي ايجابي".

وأضاف القيادي الحوثي: "ننتظر الأفعال بسحب العناصر الأميركية والخبراء من المعركة وتحييد السلاح الأميركي وسحبه من المواجهة الحالية مع دول العدوان ضدّ الجمهورية اليمنية، وأيضاً إبلاغ البحرية الأميركية بفكّ الحصار. هذا ما ننتظره وما ينسجم مع التصريح الآن"، في وقت أعلن فيه تحالف دعم الشرعية في اليمن إطلاق الحوثيين صاروخَيْن باليستيّيْن تجاه مدينة خميس مشيط، سقطا في منطقتَيْن حدوديّتَيْن غير مأهولتَيْن. وأتى ذلك بعد اعتراض التحالف مسيّرة مفخّخة أُطلقت في اتجاه خميس مشيط.

أمّا على الجبهة العراقية، استهدفت 7 صواريخ قاعدة "بلد" الجوّية العسكرية التي تضمّ أميركيين والواقعة شمال بغداد، في آخر هجوم من سلسلة هجمات مماثلة تنسبها واشنطن عادة لفصائل تدور في فلك إيران في العراق. ولم يُسفر الهجوم عن ضحايا أو أضرار داخل القاعدة، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة "فرانس برس"، الذي أوضح أن صاروخَيْن سقطا داخلها، بينما سقط 5 صواريخ في قرية البو حسان القريبة.

وعلى صعيد آخر، كشف المحامي الإيراني سعيد دهقان أن الفرنسي الذي أكدت باريس الشهر الماضي أنه موقوف في إيران منذ أيّار 2020، اسمه بنجامان بريير ومثل أمام المحكمة حيث يُلاحق بتهمتَيْ "التجسّس" و"الدعاية ضدّ النظام (السياسي في الجمهورية الإسلامية)".


MISS 3