نوبات حصى الكلى... هل من حمية مفيدة؟

02 : 00

كيف يمكن تجنب نوبات أخرى من حصى الكلى؟ هل من تعديلات ضرورية على مستوى الحمية الغذائية والقهوة والشاي والكحول؟

قد تؤثر المأكولات وكمية السوائل المستهلكة على بعض أنواع حصى الكلى. يمكنك أن تتجنب هذه المشكلة إذاً عبر التنبه إلى ما تأكله وتشربه.

في المقام الأول، احرص على الإكثار من شرب السوائل يومياً لتجنب جفاف الجسم. تتشكل حصى الكلى حين تتركز معادن معينة في البول وتنتج بلورات صلبة. من خلال استهلاك كميات كبيرة من السوائل، يمكنك أن تُخفف كمية تلك المعادن. حاول أن تشرب بين 8 و12 كوباً من السوائل يومياً.

يُعتبر أوكسالات الكالسيوم من أبرز أنواع حصى الكلى، إذ يتألف 80% من الحصى من هذه المادة. قد يوحي هذا الاسم بضرورة اختيار حمية قليلة الكالسيوم لتجنب المشكلة، لكنّ العكس صحيح.

يمتصّ معظم من يصابون بحصى أوكسالات الكالسيوم كمية مفرطة من الأوكسالات. وتمتص الأمعاء الأوكسالات الذي يعود ويصل إلى مجرى الدم. يستعمل الجسم الكمية التي يحتاج إليها ويرسل الفائض المتبقي إلى الكلى للتخلص منه عبر البول. تندمج أي كميات كبيرة من الأوكسالات في البول مع الكالسيوم، ما يؤدي إلى نشوء حصى الكلى.

تحتوي مأكولات كثيرة على الأوكسالات، منها بعض الأغذية الصحية، لذا يصعب أن نتبنى حمية خالية من الأوكسالات. تقضي أفضل استراتيجية إذاً باختيار حمية تشمل أغذية غنية بالكالسيوم. يتصل الكالسيوم المشتق من الأغذية بالأوكسالات داخل الأمعاء، ما يعني تراجع كمية الأوكسالات التي يمتصها مجرى الدم وانخفاض الكميات التي تمرّ بالكلى.

تتعدد مصادر الكالسيوم الغذائية المفيدة، منها مشتقات الحليب قليلة الدسم أو الخالية من الدسم، مثل الحليب والألبان والأجبان. كذلك، تبرز مصادر أخرى للكالسيوم، منها عصير البرتقال المُدعّم بالكالسيوم، وحليب الصويا المُدعّم بالكالسيوم، والتوفو، والبروكولي، والساردين، والسلق، واللوز، والفاصوليا السوداء.

في الوقت نفسه، يجب أن تحدّ من كمية البروتينات المستهلكة، لا سيما الحيوانية منها، لأن تناول كميات كبيرة يزيد احتمال نشوء حصى الكلى. تكون الحميات الغنية بالبروتينات حمضية وتُخفّض عدد مثبطات الحصى الطبيعية في البول. كذلك، تميل الحميات الغنية بالبروتينات إلى احتواء كميات إضافية من الأوكسالات.

لا بأس بتناول كميات معتدلة من الشاي والقهوة. يحتوي هذان المشروبان على كمية من الأوكسالات، لكن تفوق منافع فائض السوائل الأخرى أي أضرار محتملة. تكشف الدراسات أيضاً أن تناول كميات معتدلة من الشاي والقهوة قد يُخفّض خطر الإصابة بحصى الكلى. إذا كنت تستهلك مشروبات غنية بالكافيين، حاول أن تكتفي بتناول 400 ملغ كحد أقصى، أي ما يساوي أربعة أو خمسة أكواب من القهوة العادية.

ينطبق المبدأ نفسه على الكحول. يبرز رابط بين استهلاك الكحول باعتدال وتراجع مخاطر حصى الكلى. لكن إذا كنت لا تشرب الكحول أصلاً، لا داعي للبدء باستهلاكه الآن لتجنب حصى الكلى.