ضرورات رفع الدعم لا تبيح محظورات التضخم المفرط

02 : 00

إنعكاسات ترشيد الدعم على البنزين في مرحلته الأولى بنسبة 40 في المئة سيرفع سعر الصفيحة إلى أكثر من 100 ألف ليرة في حال بقي سعر الصرف بحدود 15 ألفاً. الأمر الذي سينعكس إرتفاعاً بالدولار أولاً، نتيجة زيادة الطلب عليه في السوق الموازية. وستزداد ثانياً، أكلاف الانتاج في كل القطاعات التجارية والصناعية والزراعية والخدماتية.

فالمؤسسات التي ترزح تحت مختلف الأعباء ستعجز عن زيادة بدل النقل المحدد بـ8 آلاف ليرة، وستمتص التنقلات مع هذا السعر كامل الراتب الشهري. رغيف الخبز، السلع الغذائية، اللحوم، الأجبان والألبان، والمعلبات ستشهد ارتفاعات كبيرة. وما لن يطاله من السلع رفع الدعم المباشر، ستضاف اليه كلفة النقل وسيرتفع سعره. الدولار الإستشفائي سيرتفع 500 ليرة مع كل زيادة بقيمة 1000 ليرة في سعرالصرف، وإلا فان المستشفيات ستكون عاجزة عن الاستمرار، بحسب ما يؤكد نقيبها.

كل هذا وترشيد الدعم أبقى على 60 في المئة من سعر صفيحة البنزين مدعوماً، ولم يطل بعد مادة المازوت الحيوية. فكيف في حال رفع الدعم بشكل كلي عن كل المحروقات؟ "عندها تكون النتيجة كارثية"، تجيب مصادر متابعة. "ليس لأن رفع الدعم خاطئ أو غير ضروري، بل لانه لا توجد بعد رؤية واضحة وصريحة لبرنامج حماية إجتماعي يؤمن الغطاء الصحي والاستشفائي والتعليمي للمواطنين. وهذا ما كان يتطلب، البارحة قبل اليوم، واليوم قبل الغد، خطة اقتصادية متكاملة ترشّد وترفع الدعم بالموازاة مع المباشرة بالاصلاحات، وتخفيض عجز الموازنة، والخروج من الانكماش والدخول في برنامج مع صندوق النقد الدولي. وإلا فان الأمور ذاهبة نحو انفجار اجتماعي بعد الإنفجار الاقتصادي.


MISS 3