روي أبو زيد

فنانات لبنان: الأم شمعة تنير درب أولادها

20 آذار 2021

02 : 00

رغم الظروف المتردّية، تبقى الأم اللبنانية صامدة، تدفن أولادها الشهداء أو تنسلخ عنهم بعد هجرتهم لكنها تمسح دموعها، ترفع رأسها نحو السماء وتصلّي."نداء الوطن" تواصلت مع أمهات تحت الأضواء لاختراق أعماقهنّ ومشاركة خبراتهنّ مع أولادهنّ.




سيرين عبد النور: الأم اللبنانية مثال يحتذى به


"يجب تخصيص العيد هذا العام للأم اللبنانية لأنها الأعظم في العالم"، تقول عبد النور، موضحةً أنّ "اللبنانية اختارت بناء عائلة في ظروف صعبة وقرّرت الإنجاب في بلد لم يعرف السلام أو الأمان وحتى الإستقرار". وتضيف: "تربّي كلّ سيدة لبنانية أولادها بالدين وبدموع العين التي تذرفها عند هجرتهم أو استشهادهم". تسكت الفنانة الراقية، وتتابع بصوت متهدّج: "الأم اللبنانية مثال يحتذى به قوّةً وإيماناً، هي التي وضعت وطنها وولدها أولوية في حياتها".


"أحاول أن يعيش ولديّ في كنف الأمان الذي لم أعرفه في طفولتي بسبب الحرب" تردف عبد النور. وتقول: "أعلّم إبنتي تاليا دوماً أنّ قوّتنا وليدة ضعفنا كي نستمر ونبني المستقبل الذي نحلم به. كما أننا نرفض الإستسلام ولا نضحّي أبداً بالعلم والمبادئ والوطن". وتختم ضاحكةً: "كريستيانو كلنا منحسدو ما فهمان شي غير إنو البندورة والفريز هني الدني".


سيرين عبد النور وعائلتها




نوال الزغبي: أحبهم أكثر من نفسي


تقول النجمة الذهبية نوال الزغبي: «ولادي هنّي الدني كلها»، وتشدد على أنّها «باتت تعيش لأجلهم وتحاول أن تكون رفيقتهم الدائمة على دروب الحياة وملجأهم وسعادتهم»...


«لا أتخيّل حياتي من دونهم فهم نفسي ونبضي وكلّ دنياي» تؤكد الزغبي، لافتةً الى أنّ «شعور الأمومة لا يضاهيه أيّ إحساس في العالم كلّه». وتختم بالقول: «أحبهم أكثر من نفسي، وأتمنى أن يعيشوا في ظروف أفضل من التي عشناها أو نعيشها اليوم».


نوال الزغبي وابنتها




ليال نعمة: حبّ الأم يضارع حب الله

تشير الفنانة ليال نعمة الى أنّ «رغم الظروف الصعبة التي نتخبّط بها، يطلّ عيد الأم كي يذكّرنا بنعمة الأمومة وبأهمية وجود أمهاتنا في حياتنا»، مردفةً أنّ «حبّ الأم يضارع حب الله الذي يعطي من دون سؤال أو مقابل». وتمنّت نعمة أن «تؤدي رسالتها بالطريقة الصحيحة كأم وأن توجّه أولادها على الدرب الصحيح وتكون بقربهم في هذه المرحلة الإستثنائية المملوءة ألماً ووجعاً».


«أردتهم أن يعيشوا طفولتهم بعيداً عن كلّ بشاعة الأرض. لكن للأسف وضعنا في لبنان حزين»، تقولها بحسرة. لكنّها ترفع صلاتها الى مريم العذراء، أم الكلّ، «كي تنتشلنا من هذا الوضع الصعب».


وختمت نعمة: «أطال الله بعمر الأمهات جميعاً ورحم اللواتي سبقننا الى السماء».


ليال نعمة



كارول صقر: أتمنى أن أكون مثلها


تكشف الفنانة كارول صقر الى أنّ طباعها تختلف عن طباع والدتها، وتوضح في هذا الصدد: «لا يمكننا الجلوس سويّاً لوقت طويل، إذ نتشاجر بسرعة خصوصاً أنّ وجهات نظرنا مختلفة في أمور حياتية عدة». وتضيف: «تنتقد جسمي النحيل وتعلّق على مظهري بطريقة قاسية إذ تريدني أن أكسب بعض الوزن. لذا صلّيتُ دوماً في صغري ألا أشبهها بأي شيء».


«لكن حين أصبحت أماً قدّرتها جداً وتمنّيت أن أكون مثلها»، وتتابع صقر بتأثّر شديد: «عطفها، حنانها محبتها وغيرتها، تضحياتها وصبرها وجبروتها سمات تجعل من والدتي الأهم في حياتي فضلاً عن حكمتها في معالجة الأمور وإيمانها. أتمنى لها دوام الصحة والعمر المديد».


كارول صقر ووالدتها



بيتي توتل: حب الأم لا ينضب أو ينتهي

تلفت الممثلة والكاتبة بيتي توتل الى أنّ الأمومة هي الصفة الأهم بالنسبة لها وتقول: «كنت سأشعر بالنقص لو لم يهبني الله أولادي»، مؤكدةً أنها تتفاءل عند رؤيتهم بجانبها وبصحة جيدة رغم الظروف الصعبة التي نعيش فيها. وتضيف: «حب الأم لا ينتهي، وهو ينمو مع الولد وولد الولد. لعبت أمي دور الأم والأب باكراً إذ خسرت والدي حين كنت في الـ10 من عمري، فكانت مثال حبّ وعطاء يحتذى به إذ تفرّغت لتربية ستة أولاد وضحّت بحياتها لأجلنا».

«أعتزّ أن أكون من النساء اللواتي وضعن أولادهن في المراتب الأولى إذ ألغيت بعض المشاريع التلفزيونية وأرجأت أخرى»، تقولها بفخر، موضحةً «أنّ خيار المسرح اتُّخذ في هذا السياق إذ كنت أعمل مساءً بعد الاطمئنان على أولادي وتدريسهم». وتردف توتل: «أجعلهم يتناولون الطعام من يديّ لأنني أعدّه بحب وهم يعون ذلك جيداً».

وبعد تفكير عميق، تقولها بحزن: «يؤسفني تهافت الأمهات لتأمين الحليب لأولادهن. ولو كنت في مقتبل العمر لفكّرت مليّاً قبل الإنجاب في هذه الظروف المتردية. أخاف أن يحرم الوطن أولادي من نعمة الأمومة».

وعن علاقتها بوالدتها تقول توتل: «أنا وحيدة على خمسة شباب لذا كانت أمي صديقتي المقرّبة وعلّمتني كيفية التقرّب من أولادي والإهتمام بهم»، معربةً عن خوفها من فقدانها «حينها سأخسر والدي للمرة الثانية وسأفقد شقيقتي وكاتمة أسراري».


بيتي توتل



رنده كعدي: تهب حياتها بكلّ طيبة خاطر

«أشدّ على أيدي الأمهات الثكالى، والدات شهداء الجيش اللبناني وضحايا إنفجار الرابع من آب» بهذه العبارات المؤثّرة تستهل كعدي حديثها. وتضيف: «تموت الثكلى مرتين وثلاث مرات قبل أن يحين موعد اللقاء مع ربها، فالأولاد بالنسبة للأم يمثّلون روحها وحضنها وكل الحب والتفاني والحياة، وحين يُغتال الأبناء، تُبتَر الأم وتدفن نفسها مع أولادها».

وتشير كعدي الى أنّ «21 آذار هو اليوم الذي يعتدل فيه النهار والليل كما تولد فيه البراعم، وهنا تكمن أهمية أمنا الأرض: تعطي ثماراً وأعشاباً تفيد الإنسان ومن دون مقابل أو سؤال، حتى أنها لا تسأل الشكر... وهذه هي الأم».

«الأم ديمومة الحياة وحبها متوارث من أم الى أم ومن جيل الى جيل، إنها شمعة تفني نفسها لتضيء درب أولادها. حتى أنها تهبهم عمرها بكلّ طيبة خاطر». تقول كعدي، شاكرةً «أم السماء مريم العذراء التي قدّمت روحها على الصليب كي يخلّص إبنها الوحيد الناس من خطاياهم».«سأبقى ممتنة على نعمة الأمومة، إذ بفضل أولادي وعيت على أهمية الحياة. كلّ شيء يهون لدى رؤية وجوههن أو سماع أصواتهنّ!» تختم كعدي بكلّ حب وفرح.


رنده كعدي وابنتاها





MISS 3