بكين تتوعّد و"فيتش" تُخفّض تصنيف المدينة

ميركل تدعو إلى ضمان الحرّيات في هونغ كونغ

11 : 38

ناقلات جند صينيّة في مدينة شينزن القريبة من هونغ كونغ أمس (أ ف ب)

طالبت المستشارة الألمانيّة أنجيلا ميركل من بكين، بضمان حقوق وحريّات سكّان هونغ كونغ، بعد لقائها رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ، الذي أكّد أن بلاده ستُنهي "الفوضى" في المستعمرة البريطانيّة السابقة في إطار القانون، في حين خفّضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني درجة الدين السيادي لهونغ كونغ، في ما يُشكّل ضربة لسمعة المدينة كمركز مالي، على وقع الاحتجاجات الشعبيّة المستمرّة والشكوك الناجمة عن تعزيز الصلات مع الصين القاريّة.

وقبيل زيارة ميركل التي تستمرّ لثلاثة أيّام إلى الصين هذا الأسبوع، دعا متظاهرون في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، المستشارة الألمانيّة، إلى دعمهم في اجتماعاتها مع القيادة الصينيّة. وفي هذا الصدد، كشفت ميركل أنّها ناقشت التوترات ومسألة الحقوق المدنيّة في هونغ كونغ مع الجانب الصيني، مؤكّدةً أنّه "لا بد من ضمان هذه الحقوق والحرّيات". وقالت خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لي: "يجب في الوضع الراهن القيام بكلّ ما يُمكن لتجنّب العنف"، مضيفةً: "لا يُمكن التوصّل إلى حلول إلّا عبر عمليّة سياسيّة، أيّ عبر الحوار".

ورحّبت المستشارة الألمانيّة بالخطوة التي اتّخذتها سلطات هونغ كونغ هذا الأسبوع، بسحب مشروع القانون الذي يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين القاريّة المثير للجدل، رسمياً، والذي شكّل محور استياء المتظاهرين، وقالت: "آمل الآن أن يُشارك المتظاهرون في الحوار". وطلب قادة من الحركة الاحتجاجيّة عقد لقاء مع ميركل أثناء زيارتها. ومع ذلك، أفاد المتحدّث باسم ميركل، شتيفن زايبرت، بأنّ المستشارة لا تعتزم عقد لقاء معهم.

من ناحيته، شدّد لي في أوّل تعليق له على الاضطرابات في هونغ كونغ، والتي شكّلت ضغطاً غير مسبوق على بكين، على أن "الصين تتمتّع بالحكمة اللازمة للتعامل مع الاحتجاجات على أساس القانون". ونمت مخاوف خلال الأسابيع الأخيرة، من أن تُرسل بكين قوّات عسكريّة، بناءً على طلب من سلطات هونغ كونغ المحلّية، من أجل قمع التظاهرات الحاشدة التي تعصف بالمدينة، إذ تحشد بكين قوّات تابعة للشرطة العسكريّة في ملعب رياضي في مدينة شينزن، الواقعة بالقرب من حدود هونغ كونغ. والخطوة الصينيّة الأخيرة أثارت مخاوف دوليّة كبيرة من إمكانيّة تدخّلها بشكل مباشر وقمعي.

ووصلت ميركل إلى الصين برفقة وفد كبير من رجال الأعمال. وضمّ الوفد المرافق مسؤولين من شركات بينها "فولكسفاغن" و"أليانز" "ودويتشه بنك"، بحسب صحيفة "بيلد" الألمانيّة التي عنونت أمس: "ألا تهتمّ شركاتنا بحرّية هونغ كونغ؟". وتمّ تشديد القيود على قدرة الإعلاميين على الحصول إلى معلومات مرتبطة بالزيارة بشكل غير معتاد.

وأشار القيادي في الحركة الاحتجاجيّة في هونغ كونغ جوشوا وونغ وغيره من الناشطين، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة "بيلد" الأربعاء، إلى "نشأة ميركل في ألمانيا الشرقيّة في ظلّ الحكم الشيوعي". وقال في الرسالة: "لديك تجربة مباشرة مع أهوال العيش في ظلّ حكومة ديكتاتوريّة". وجاء في الرسالة أيضاً: "نأمل في أن تُعبّري عن قلقك في شأن وضعنا الكارثي، وأن تنقلي مطالبنا إلى الحكومة الصينيّة خلال زيارتك إلى الصين". وحذّر الناشطون في هونغ هونغ في رسالتهم، من أن "على ألمانيا أن تتوخّى الحذر قبل التعامل تجارياً مع الصين، إذ إنّ بكين لا تمتثل للقانون الدولي ولطالما أخلّت بتعهّداتها".

توازياً، خفّضت وكالة "فيتش" تصنيف المدينة كمصدر للديون طويلة الأجل بالعملات الأجنبيّة من "ايه ايه ايجابي" إلى "ايه ايه" مع توقعات سلبيّة. وذكرت وكالة "بلومبرغ" أنّها المرّة الأولى التي تقوم بها الوكالة الماليّة بهذه الخطوة منذ 1995، حين خيّم الغموض حول تسليم المدينة إلى الصين. وأوضحت "فيتش" أنّ "الأحداث الجارية ألحقت أضراراً طويلة الأمد بالمفاهيم الدوليّة لجودة وفعاليّة نظام الحكم في هونغ كونغ وسيادة القانون، وأثارت الشكوك حول استقرار وديناميكيّة بيئة أعمالها". واعتبرت أن "الزيادة التدريجيّة في الروابط الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة لهونغ كونغ مع البرّ الرئيسي، تعني اندماجها المستمرّ في نظام الحكم الوطني في الصين، ما سيخلق تحدّيات مؤسّسية وتنظيميّة أكبر مع مرور الوقت".


MISS 3