تطوّر التقنيات المساعدة لذوي الإحتياجات الخاصة

02 : 00

أشادت الأمم المتحدة في تقرير أصدرته الثلثاء بالارتفاع الكبير في الابتكارات الرامية إلى مساعدة ذوي الإحتياجات الخاصة على أنواعها خصوصاً الحركية والبصرية ودمجها بصورة متزايدة في المنتجات الاستهلاكية. ولاحظ تقرير اتجاهات التكنولوجيا الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من مليار شخص يحتاجون إلى التكنولوجيا المساعدة، متوقعاً أن يتضاعف هذا الرقم خلال العقد المقبل بسبب ظاهرة شيخوخة السكان.

إلا أن واحداً فحسب من كل عشرة من ذوي الإعاقات في العالم يمكنه الوصول إلى المنتجات المساعدة اللازمة له.

وأدى السعي لتلبية حجم الطلب هذا إلى ازدهار الابتكارات في مجال التكنولوجيا المساعدة، إذ أكد التقرير أنها شهدت نمواً مزدوج الرقم في السنوات الأخيرة.

وذكّر المدير العام للمنظمة السنغافوري دارين تانغ في مقدمة التقرير بأن "ذوي الإحتياجات يعتمدون منذ مدة طويلة على التقنيات الجديدة لتحقيق استقلاليتهم والتمكّن من التفاعل مع بيئتهم على نحو أفضل". وأضاف: "بدءاً من اختراع العكازات في مصر القديمة إلى الأجهزة اللوحية التي تتيح اليوم للمكفوفين القراءة بطريقة براي، مروراً بالأطراف الاصطناعية في العصور الوسطى، نحن اليوم في بداية مستقبل تساهم فيه الكراسي المتحركة الذاتية القيادة وأجهزة السمع التي يتحكم بها العقل وأجهزة مراقبة المعطيات الصحية والعواطف، في التخفيف من تأثير العاهات البشرية ". وأفاد التقرير بأن أكثر من 130 ألف براءة اختراع لتقنيات مساعدة نُشرَت بين عامي 1998 ومنتصف 2020.

وزاد معدّل براءات اختراع التطبيقات الخاصة بالتقنيات المساعدة الجديدة بسرعة تفوق بثلاث مرات نمو تطبيقات "التقنيات المساعدة التقليدية" التي توفر تحسينات على المنتجات المألوفة، كمقاعد الكراسي المتحركة أو عجلاتها لكي تصبح ملائمة لأنواع مختلفة من التضاريس، والأجهزة المزودة وظائف براي لأصحاب الإعاقات البصرية.

وكشف التقرير أن الصين والولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية هي الدول الخمس التي تشهد أكبر مقدار من الابتكار في مجال التكنولوجيا المساعدة.

كذلك أشار إلى أن الجامعات والمؤسسات البحثية الحكومية تحتل المكانة الأبرز في مجموع البيانات المتعلقة بالتقنيات المساعدة الجديدة. ولاحظت الوكالة التابعة للأمم المتحدة أيضاً أن التقنيات التي طُورَت اساساً للأشخاص الذين يعانون قيوداً وظيفية باتت تُدمَج في كثير من الأحيان ضمن المنتجات الاستهلاكية. فعلى سبيل المثال، دُمِج التوصيل العظمي المخصص للتخفيف من إعاقات سمعية معينة، ضمن تطبيق لسماعات الرأس المستخدمة للجري، وفق المنظمة. وقال نائب المدير العام للمنظمة ماركو أليمان إن "الأجهزة التي تربط بين الدماغ والآلة أو التي تعمل بنظام التعرف على حركة العين، وتساعد المصابين بالشلل الدماغي على استخدام أجهزة الكمبيوتر، قد تُدمَج أيضاً في تطبيقات ضمن ألعاب الفيديو أو أدوات الاتصال".

MISS 3