لبنان يُبادر من أجل وصول منصف للقاحات عالمياً

02 : 00

مدلّلي ملقيةً كلمتها في الأمم المتحدة أمس

بمبادرة لبنانية لافتة تضع "بلاد الأرز" مرّة جديدة على الخريطة الجيوسياسية الدولية، وبجهود مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدلّلي، استطاع لبنان جمع 17 دولة إضافةً إلى الاتحاد الأوروبي لتشكّل نواة الإعلان السياسي في شأن الوصول العالمي المنصف إلى لقاحات "كوفيد 19"، الذي حظي بدعم من 181 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأمس، فيما تعهّد الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة بأنّهما سيُصدران الإعلان كوثيقة رسمية، في وقت تناوب فيه مندوبو الدول الكبرى على الكلام، وأثنوا على جهود لبنان في هذا الإطار وشكروه على مبادرته.

وقالت مدلّلي خلال كلمتها أمام الجمعية العامة: "خلاصنا يأتي على شكل لقاح اليوم. ولكي يكون فعّالاً، يجب أن يتمّ توزيعه بشكل منصف"، إذ إنّ "أي شيء أقلّ من ذلك سيهلك البشرية لفترة طويلة"، مضيفةً أن "الصورة الحالية للقاح الذي يتمّ طرحه حول العالم مقلقة للغاية"، بحيث "يميل لصالح أولئك الذين يمتلكون الوسائل والتكنولوجيا والبنية التحتية الصحية"، ورأت أن "الهوّة بين أولئك الذين يحصلون على اللقاحات والذين لا يحصلون عليها هائلة".

وفي هذا الصدد، اعتبرت مدلّلي أن هناك دولاً لم تُعطِ ولو جرعة واحدة، فيما هناك دول أخرى ستنتهي من تطعيم سكّانها في غضون أشهر قليلة، مستندةً إلى دراسات تُفيد بأنّ البلدان ذات الدخل المرتفع تمتلك بالفعل أكثر من نصف الجرعات التي تمّ شراؤها حول العالم، بينما لن تكون هناك جرعات كافية من اللقاحات لتغطية سكّان العالم حتّى العام 2023 على الأقلّ، بحسب مركز "ديوك" للابتكار الصحي.

وإذ شدّدت مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة على أن "التوزيع العادل للقاحات يُعتبر تحدّياً كبيراً"، أوضحت أن هذه هي الضرورة الملحّة التي دفعتنا إلى العمل على هذا الإعلان. وتابعت: "المفتاح في هذا الإعلان السياسي هو تعهّد شعوب الأمم المتحدة ودولها الأعضاء بالعمل معاً لهزيمة الجائحة ومساعدة الناس والكوكب على التعافي بشكل أفضل"، مشيرةً إلى أن الإعلان يتعهّد بالتعاطي مع لقاح "كوفيد 19" باعتباره "منفعة عامة عالمية" من خلال ضمان الوصول المنخفض الكلفة والمنصف والعادل للقاحات للجميع، مع كون "كوفاكس" الآلية المناسبة لضمان ذلك. وختمت كلمتها معتبرةً أنّه "لا ينبغي أن يكون اللقاح مسألة حظ، بل يجب أن يكون حقّاً للجميع".

كذلك، شكرت مدلّلي وزير الخارجية والمغتربين اللبناني شربل وهبة على دعمه، ونوّهت بعمل الديبلوماسيين في البعثة اللبنانية الذين عملوا على الإعلان السياسي، خصوصاً خبير اللجنة الثانية في الأمم المتحدة نزار قدوح والخبير القانوني في البعثة يوسف حتّي وخبيرة اللجنة الثالثة الديبلوماسية روى الزغبي، على جهودهم الكبيرة التي أوصلت المفاوضات إلى نتيجتها الناجحة.

وفي وقت سابق، أشارت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية في بيان أن "الدول تتعهّد، بموجب هذا الإعلان، بالتعامل مع لقاحات "كوفيد 19" باعتبارها ذات منفعة عامة عالمية. كما تتعهّد بالسعي إلى ضمان الحصول على اللقاحات بأسعار معقولة ومنصفة وعادلة للجميع، لا سيّما البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".

ولفتت الخارجية اللبنانية إلى أن "الإعلان يحضّ الدول الأعضاء على زيادة دعمها بشكل كبير لمنصّة "كوفاكس" وزيادة المساهمات المالية في برنامج "ACT"، كما يدعو إلى التسريع في إنتاج اللقاحات والتوسّع فيه على الصعيد العالمي، بما في ذلك في البلدان النامية، من خلال التشارك في التكنولوجيا عن طريق الترخيص وفقاً لقواعد منظّمة التجارة العالمية. كذلك، يطلب الإعلان من الأمين العام ضمان التنسيق داخل منظومة الأمم المتحدة لتأمين إيصال اللقاحات إلى كلّ البلدان التي تطلبها وتوزيعها على الفئات السكانية الأكثر هشاشة".


MISS 3