جورج الهاني

الفشل لا يُعوَّض بارتكاب الأخطاء

29 آذار 2021

02 : 00

أما وقد أسدلت الستارة على إنتخابات اللجنة الأولمبية تماماً بعد ملء المقعدَين الشاغرَين في اللجنة التنفيذية يوم الأربعاء الفائت، صار لا بدّ من إفساح المجال ومنح الفرصة للرئيس بيار جلخ وفريق عمله من أجل النهوض بورشة البناء الهائلة التي تنتظرهم، والتي لا تحتمل التأجيل أو التأخير لأيّ سبب كان، خصوصاً أنّ أوضاع الإتحادات وألعابها وبطولاتها مزرية للغاية ولم يعد ينفع معها العلاج بالمسكّنات، وكذلك الحال بالنسبة الى اللاعبين واللاعبات الذين بات مستقبلهم الرياضيّ بخطر، وبدأ اليأسُ والإحباط يتسللان الى نفوسهم بعدما باتوا يشعرون بأنّ طموحاتهم وأحلامهم تتلاشى، تارة بسبب ظروف إقتصادية وحياتية وصحّية صعبة، وطوراً بسبب خلافات ومناكفات رياضية يذهبُ ضحيتها بالدرجة الأولى الأوفياء والشرفاء من أهل الوسط الرياضيّ.

وبعد أن أفرزت معركة الإنتخابات الأولمبية بجناحَيها العام والفرعيّ الأحجام والأوزان وأظهرت كلّ طرفٍ على حقيقته المجرّدة، أصبح لزاماً على الخاسرين أن يقتنعوا بمصيرهم ويرضوا بما أصابهم من إخفاقات وخيبات، وأن يحاولوا تخطّي وطأة الهزيمة والتكيّف مع واقعهم الجديد، وألا يخبّئوا فشلهم بإرتكاب المزيد من الأخطاء والهفوات الطائشة التي ستزيد من دون شكّ من إفلاسهم الرياضيّ والأخلاقيّ، وسيخسرون عندها ما تبقّى لهم من مصداقية وثقة لدى من بقي الى جانبهم من أصدقاء وحلفاء.

إنها دعوة الى من لا يعرفُ ولا يعترفُ بالخسارة الفادحة التي لحقت به الى الكفّ باللعب بنار الغيرة القاتلة والحقد الأعمى، والى أن يعيَ ويدرك جيّداً أنّ "زمن الأوّل تحوّل"، وانّه بعدما كان يظنّ نفسه بطلاً مُطلقاً على المسرح الرياضيّ أصبح اليوم مجرّد ممثّل "كومبارس" على الخشبة، ولم يعد أمامه بالتالي سوى خيارَين لا ثالث لهما، فإمّا مدّ يدٍ صادقة للمساهمة بورشة العمل الرياضيّة التي تتّسع للجميع، وإما الإذعان للأمر الواقع المرير والإبتعاد طوعاً عن الساحة والقيام بعملية نقد ذاتي ومراجعة مطوّلة لشريط الأحداث الدراماتيكية الماضية الذي أودى به بين ليلة وضحاها الى الحضيض واسقط الهالة الرياضية عن رأسه.


MISS 3