جاد حداد

Who Killed Sara... جريمة غامضة على الطريقة المكسيكية

29 آذار 2021

02 : 00

يمتد المسلسل الميلودرامي Who Killed Sara (من قتل سارة؟) على 10 حلقات وتدور أحداثه في المكسيك. إنه عمل مشوّق مع أن تفاصيله قد لا تبدو مقنعة دوماً. لكن رغم غياب المنطق أحياناً وعدم تدخّل الشرطة في التحقيقات، يبقى هذا المسلسل ممتعاً لأقصى حد.

القصة بسيطة في جوهرها وتتمحور حول الانتقام. يخرج "أليكس غوزمان" من السجن وينطلق في مهمة خاصة. بعد سجنه ظلماً بتهمة قتل شقيقته "سارة"، يبدأ رحلة الانتقام ضد عائلة "لازانو". يرأس الأب "سيزار" هذه العائلة المكسيكية المعروفة، وهو رجل ماكر أقنع "أليكس" بتحمّل اللوم على مقتل "سارة".

لكن تنشغل العائلة في هذه المرحلة بحدث مهم وتستعد لافتتاح كازينو جديد. سيتولى "رودولفو" (حبيب "سارة" السابق) منصب المدير التنفيذي. تعرف الزوجة الهادئة "ماريانا" أسراراً كثيرة، وتكون "إليزا" شخصية مؤثرة في هذه المجموعة كونها تتخبط بين ولائها لعائلتها وسعيها إلى تحقيق العدالة.

لكن تنقلب هذه الظروف كلها مع وصول "أليكس" بعد وقت قصير، فيظهر هذا الأخير ويَعِد بالانتقام من الجميع. تبدأ الأحداث المشوقة في هذه المرحلة، حين يكثّف "أليكس" تحقيقاته لاكتشاف الحقيقة.

سنعرف عبر لقطات الماضي ما أصاب "سارة" التي قُتِلت نتيجة حادث مريع أثناء ممارستها التزلج الهوائي. لكن بعد تكثيف التحقيقات بالقضية، سيتضح أن ما أصابها لم يكن مجرّد حادث، بل قُطِعت أحزمتها عمداً. سندرك على مر الحلقات أن كل فرد من العائلة لديه أسباب قوية لقتل سارة.





هذه النقطة تزيد منسوب التشويق على مر الموسم، فيُحضّر "أليكس" انتقامه ويلاحق كل واحد من أفراد العائلة. لكن تتغير الأحداث مع ظهور شخصية غامضة اسمها "ديانا". تحاول هذه الأخيرة إعاقة مسار "أليكس" عبر إرسال رسائل نصية لا يمكن تعقبها قبل أن تنكشف هويتها الحقيقية في النهاية. لكن لن ينكشف قاتل "سارة" في الحلقة الأخيرة، ما يُمهّد لإنتاج موسم آخر.

يُركّز مسلسل Who Killed Sara على لقطات الماضي بقدر ما يهتمّ بالأحداث الدرامية في الزمن الحاضر ويميل إلى تكرار المشاهد نفسها مراراً. في منتصف الحلقات تحديداً، يعرض المسلسل لقطات متكررة من الماضي ويعود إلى يوم مقتل "سارة" باستمرار. قد لا يكون هذا الأسلوب سيئاً بالضرورة، لكنه يبطئ إيقاع الحلقات ولا يرضي رغبة المشاهدين في تسريع مسار التحقيق.

لكن تتعلق مشكلة المسلسل الحقيقية بغياب المنطق في جزءٍ من أحداثه. لا تشارك الشرطة في التحقيقات والأحداث رغم الكشف عن بعض الحقائق الصادمة، ويبدو جزء من التحولات في الحبكة مفتعلاً، وكأنه يهدف بكل بساطة إلى زيادة الأحداث الدرامية.

على صعيد آخر، يظهر الجانب الرومانسي في المسلسل بكل وضوح وتكثر حالات الخيانة والمشاهد الجنسية القوية والأسرار العائلية المفاجئة، على غرار المسلسلات المكسيكية التقليدية. هذه المشاهد ليست جديدة على التلفزيون المكسيكي، لكنها تستهلك وقتاً طويلاً على الشاشة وقد تُضعِف الغموض الذي يميّز القصة الأصلية.

يسهل تجاوز هذه اللحظات لحسن الحظ بفضل إيقاع الأحداث المتسارعة. ينجح المسلسل في تقديم قصته بأفضل طريقة لهذا السبب بالذات. قد لا يشمل العمل أي فكرة جديدة أو مميزة، لكنّ أجواء الغموض الطاغية والرغبة في اكتشاف الحقيقة ستدفع الجمهور إلى مشاهدة الحلقات بشكلٍ متلاحق لمعرفة النهاية.

باختصار، يُعتبر هذا المسلسل ممتعاً رغم شوائبه. إنه خليط قاتم وحيوي من الحبكات المألوفة في المسلسلات المكسيكية لكن تُغلّفه جريمة قتل غامضة وأجواء آسرة. تبقى جميع الاحتمالات واردة بسبب النهاية المفتوحة، لكن سيكون المقطع الترويجي للموسم الثاني كافياً لجذب المشاهدين ودفعهم إلى ترقّب نهاية القصة.


MISS 3