جاد حداد

Sky High... عناصر التشويق غائبة

8 نيسان 2021

02 : 00

عند تصفح الخيارات على شبكة "نتفلكس"، يسهل أن نفترض أن سوق مسلسلات الجريمة لا يكف عن التوسّع. في نهاية السنة الماضية، ذكرت مجلة "فارايتي" أن "نتفلكس" اشترت حقوق بث فيلم Sky High (السماء العالية) الذي حقق أعلى الإيرادات في إسبانيا من بطولة ميغيل هيران، الممثل الشاب المعروف بأدواره في أعمال "نتفلكس"، منها مسلسلا Money Heist (سرقة الأموال) و Elite(النخبة). يلعب هيران في هذا الفيلم دور ميكانيكي شاب يتحول إلى سارق متمرس في مدريد. كانت الخطة الأساسية تقضي بعرض الفيلم على المنصة ثم إطلاق مسلسل مقتبس منه بدءاً من الأحداث التي ينتهي بها الفيلم.

إنها خطة منطقية من الناحية الاستراتيجية. لكن قد تصبح هذه التجربة مُحبِطة بالنسبة إلى المشاهدين. عند مشاهدة Sky High الذي يختلف عن فيلم كيرت راسل حيث يؤدي دور بطل خارق للأولاد أو عن فيلم دراما الجريمة الإسباني الذي يُعرَض على "نتفلكس" أيضاً ويحمل عنوان Sky Rojo (السماء الحمراء)، لا مفر من ملاحظة نقاط التشابه مع عدد هائل من مسلسلات الجريمة الأخرى، لا سيما الشخصيات السطحية، ومحاولات تقديم مشاهد مقنعة، ودرجات الألوان الباهتة، والتركيز على تبييض الأموال ثم البحث عن طرق "قانونية". بسبب سطحية السيناريو والحبكات المتكررة، لا مفر من أن نشعر بأننا نشاهد حلقات عشوائية من برنامج كان في الأصل فيلماً بسيطاً. ثمة مرور زمني في الأحداث من وقتٍ لآخر، لا سيما حين يقترب الفيلم من النهاية، لكن بالكاد تكون الانتقالات الزمنية مؤثرة.





يتولى المخرج دانيال كالبارسورو تصوير هذه القصة التي تتمحور حول "أنخيل" (ميغيل هيران) الذي يهرب من الشرطة أثناء قيامه بسلسلة سرقات مع أصدقائه وشركائه في العمل بأسلوب احترافي. غالباً ما تشمل عمليات السرقة تحطيم سيارة معينة بواجهة متجر، وكسر صناديق زجاجية، وملء كيس بأكبر كمية ممكنة من المجوهرات قبل وصول الشرطة (لن تكون هذه العمليات من النوع الذي شاهدناه في أفلام مثل سلسلة Ocean أو مسلسل Lupin الجديد الذي حقق نجاحاً كبيراً على شبكة "نتفلكس"). يتأثر جزء من المشاهد سلباً بالمونتاج، ومع ذلك يأخذ كالبارسورو الوقت الكافي لتقديم مشهد ترفيهي خفيف على متن مركب في منتصف العمل. لكن لن يكون رفع مستوى التشويق بهذه الطريقة المفاجئة كافياً لجذب انتباه المشاهدين مجدداً.

كما يحصل دوماً في هذا النوع من أعمال دراما الجريمة، يستغل الممثلون لحظات بسيطة لضخ حياة جديدة في المشاهد المألوفة. تُعتبر العلاقة العاطفية التي تجمع بين "أنخيل" و"إستريلا" (كارولينا يوست) والرحلة التي يخوضانها للتحول من حبيبَين شابَين إلى حليفَين تعيسَين فرصة مناسبة كي يثبت هيران ويوست جاذبيتهما الطبيعية وأداءهما الدرامي المتقن والكيمياء القوية بينهما. يدور أحد المشاهد في مطعم مكتظ حيث يقول "أنخيل" لإستريلا بأسلوب قاسٍ إنه سيتزوج من امرأة أخرى. سرعان ما يتحول حديثهما إلى شجار علني ويحمل هذا المشهد زخماً قوياً تفتقر إليه بقية مشاهد الفيلم. من خلال تحويل هذا النوع من الأفلام إلى مسلسل، قد يحصل الممثلون على فرصة الارتجال في مشاهد مماثلة. لكن بما أن الفيلم الأصلي باهت لهذه الدرجة، يصعب أن يتحمّس الكثيرون لمشاهدة الحلقات المتلاحقة.


MISS 3