رحيل من تنازل عن ألقابه كرمى لحبيبته

الأمير فيليب...

02 : 00

لم يكن أحد أكثر أهمية للملكة إليزابيث الثانية من زوجها الأمير فيليب. وعلى مدى أكثر من 70 عاماً، حظي دوق أدنبرة باحترام واسع النطاق لوقوفه إلى جانب ملكة بريطانيا ولدعمه الراسخ والدائم لها، قبل وفاته أمس عن عمر يناهز الـ99 عاماً.

لم يمر شهر على خروج الأمير فيليب من مستشفى "سانت بارثولوميو هوسبيتال" في لندن، ليعلن قصر بكنغهام وفاته أمس في بيان جاء فيه: "تعلن جلالة الملكة ببالغ الأسى وفاة زوجها الحبيب الأمير فيليب، دوق إدنبرة"، مضيفاً أنّه "توفي بسلام هذا الصباح في قصر ويندسور". وعلى الإثر نُكست الأعلام في القصر ونُشرت مذكرة تعلن وفاة دوق إدنبرة على بوابات القصر حيث تعاقب البريطانيون لوضع الأزهار عليها تكريماً للأمير. في المقابل، ستلزم المملكة المتحدة الحداد الوطني حتى مراسم الجنازة التي ستكون محدودة في ظل انتشار وباء "كوفيد - 19". وإن كان القانون يجيز إقامة جنازة وطنية لزوج الملكة، إلا أنه أعرب عن رغبته في أن يتم تشييعه في مراسم عسكرية أكثر تواضعاً في كنيسة القديس جورج في قصر ويندسور.

من هو الأمير فيليب؟

عانى الأمير مشاكل صحية مختلفة في السنوات الأخيرة، ولم يظهر للعلن في الأشهر الماضية الّا من خلال تنقله بين المستشفيات لتلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية وسط إجراءات أمنية واحترازية نظراً لتفشي فيروس "كورونا". وكان قد اعتزل الحياة العامة في آب 2017 بعد مشاركته في أكثر من 22 ألف مناسبة رسمية منذ اعتلاء زوجته العرش في 1952، ليواصل مرافقة الملكة في بعض الإطلالات العلنية.

وقد يجهل البعض أنّ الراحل كان أميراً لليونان والدنمارك. ولد في 10 حزيران 1921 في جزيرة كورفو اليونانية من عائلة ملكية قوية وكان ترتيبه السادس لتولي حكم اليونان. ولكن، نُفيت عائلته من اليونان في طفولته، بعدما أجبر عمه الملك قسطنطين على التنازل عن عرشه بسبب الحرب اليونانية التركية.

عاش الأمير فيليب في باريس مع خالته الثرية التي اشتهرت برعايتها لسيغموند فرويد. وفي وقتٍ لاحق، أُرسل إلى بريطانيا، حيث عاش مع جدته، الأميرة فيكتوريا، التي ألحقته بمدرسة تشيم، قبل أن ينتقل منها إلى مدرسة في ألمانيا.





تخرج الأمير فيليب في البحرية الملكية البريطانية، وخدم مع القوات البريطانية في الحرب العالمية الثانية. وحصل على وسام صليب البسالة اليوناني لشجاعته خلال الحرب، وكان حاضراً في خليج طوكيو لحضور استسلام اليابان في أيلول 1945. هناك، التقى بالأميرة إليزابيث الثانية عام 1939، عندما طلب منه اصطحاب إليزابيث وشقيقتها الأميرة مارغريت لزيارة الكلية البحرية البريطانية. وولدت قصة حب بين الثنائي كللت بالزواج في العام 1947.

وكان على فيليب أن يحصل على جنسية جديدة ولقب جديد. فتخلى عن لقبه اليوناني، وأصبح مواطناً بريطانياً. وقبل يوم واحد من مراسم الزواج، منحه الملك جورج السادس لقب صاحب السمو الملكي. وصبيحة الزفاف، خلع عليه ألقاب دوق أدنبره وإيرل ميريونيث وبارون غرينويش.

وأذيع حفل زفافهما على الراديو واستمع إليه 200 مليون شخص، وتعد زيجتهما أطول زيجة في تاريخ العائلة الملكية على الإطلاق، وأثمرت 4 أبناء: تشارلز وآن وأندرو وإدوارد.

توارد الإشادات والتعازي بالأمير فيليب

توالت الإشادات في المملكة المتحدة تكريماً لذكرى الأمير فيليب:

كان رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون أول المعزين فأشاد بـ"حياة الأمير فيليب وعمله الاستثنائيين". وقال من أمام مقر رئاسة الحكومة إنّ: "الأمير ساهم في توجيه العائلة المالكة والملكية بحيث تبقى مؤسسة حيوية تسهم في توازن حياتنا الوطنية وسعادتها. وهو وجه عام يحظى باحترام كبير وزوج مخلص وأب فخور ومحبّ".

وأسف زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر لـ"خسارة موظف عام استثنائي كرس حياته لبلادنا في صفوف البحرية الملكية أولاً ثم إلى جانب الملكة إليزابيث الثانية".

كذلك، أشاد رئيس الوزراء الأسبق توني بلير الذي كان في السلطة عند وفاة الأميرة ديانا عام 1997، برجل "غالباً ما كان سابقاً لعصره".

من جهتها أعربت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجون عن "حزنها" مقدمةً التعازي باسمها واسم الإسكتلنديين إلى الملكة والعائلة المالكة.

وفي إيرلندا الشمالية التي تشهد أعمال شغب منذ أكثر من أسبوع، ذكرت رئيسة الوزراء الوحدوية أرلين فوستر أن دوق إدنبرة كان يحظى "باحترام كبير لخدمته النشطة والمخلصة لبلاده ولدعمه الثابت لجلالة الملكة طوال ملكها".

بدوره، أثنى رئيس بلدية لندن العمالي صديق خان على "رجل استثنائي كرّس حياته للخدمة العامة ومساعدة الآخرين".

MISS 3