يفقد لبنان بوفاة العلّامة السيد محمد حسن الامين أحد رموز الحرية والانفتاح، وحصناً منيعاً في وجه الاضطهاد والترهيب والترغيب، إذ مثّل في حياته رجل الدين المثقّف الوطني المؤمن بمبادئ دينية ووطنية معيّنة والمتمسّك بها، فلم يردعه ولم يغيّر موقفه، لا البيئة الضاغطة التي قام فيها، ولا التهويل ولا التهديد الذي تعرّض له. مع خسارة العلامة الامين يخسر لبنان ما يرمز الى وجوده أصلاً كوطن الحرية والرأي الحرّ والاستقلال. وكان بموقفه هذا رمزاً من رموز وحدة الوطن واللبنانيين وانفتاحهم وأحد المعالم الثقافية التي يزخر لبنان بها.
رحمه الله وألهم الجميع نعمة الصبر والسلوان وتعزيتنا في هذا الامر أنّ هناك من ورث الصفات التي ذكرتها عليه، وأملنا أن يتابعوا المسار الذي يشكّل قدوة لكلّ وطني مخلص.
