هامة دينية وقامة ثقافية ورجل حوار وانفتاح

"كورونا" هزم العلامة الأمين... شهادات ومواقف في رحيله

02 : 00

هزم فيروس "كورونا" المفكّر الاسلامي والوحدوي، العلامة والاديب والشاعر وعالم الدين، قاضي صيدا الجعفري السابق السيد محمد حسن الامين، والد الزميل علي الامين، فتمكّن منه مساء السبت حيث وافته المنية عن 75 عاما، وشُيّع عند الخامسة من عصر امس الاحد في بلدة شقرا الجنوبية بعدما صلّى على جثمانه السيد محمد علي الامين وشارك في التشييع المئات بالرغم من اجراءات "كورونا" بحضور العشرات من علماء الدين.




ونعى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان "فقيد العلم والعلماء"، ولفت الى أن الراحل الكبير أسهم "في تعزيز الحوار والانفتاح بين التيارات الفكرية والثقافية المتنوعة خدمة للوطن وشعوب الأمة". وأكد أنه كان "رجل علم وفكر وداعية حوار وانفتاح عرفنا فيه مزايا العالم العامل نصرة لقضايا الوطن وشعبه والتزاماً بقضايا الامة وشجونها، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي سكنت في عقله وقلبه، ولقد أغنى المكتبة الإسلامية بأبحاثه ومؤلفاته التي شملت حقول المعرفة والعقيدة والادب والفكر، وخسرت الحوزات والمراكز الدينية ومنتديات الفكر والحوار والثقافة برحيله عالماً جليلاً واستاذاً باحثاً ومفكراً فذاً".

كذلك، توالت المواقف وكلمات الرثاء في الفقيد، فأكد الرئيس المكلف سعد الحريري ان برحيله "يغيب عقل متنوّر كرس حياته لوحدة المسلمين وخير اللبنانيين". وسأل الله "ان يتغمده برحمته" وقال:"أحرّ التعازي لنجله علي وعموم عائلته ومحبيه".




واعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنّ رحيل الامين "بعد غربة طويلة يذكرني بقول جبران خليل جبران (نحن ذوو النفوس الحزينة والحزن كبير لا تسمعه النفوس الصغيرة، انتم لا تعرفوننا اما نحن فنعرفكم، نحن نراكم لانكم واقفون في النور المظلم، اما انتم فلا تروننا لاننا جالسون في الظلمة المنيرة)".

ونعى النائب نهاد المشنوق الأمين وقال: "ابتسامته، سلاحه الأمضى. تسمع من خلالها صلابة حكمته... دقة توازنه في الدين والدنيا... سعة عقله التي تحتوي الخصوم مهما تنمروا. رحم الله السيد محمد حسن الأمين، سليل الإسلام الواحد الموحد"َّ.واعتبرت النائبة بهية الحريري أن بغياب الأمين "يفقد لبنان والعالمان العربي والإسلامي قامة إسلامية ووطنية كبيرة... عالماً وفقيهاً ومفكراً وشاعراً، وقاضياً بالشرع والعدل، ومقاوماً صلباً للاحتلال الاسرائيلي ملتزماً قضايا الوطن والأمة العربية والاسلامية بل وقضايا الإنسان في هذا العالم".

وأشاد الأمين العام لـ"التنظيم الشعبي الناصري" النائب الدكتور أسامة سعد بالراحل "رجل الفكر والانفتاح والتزام قضايا لبنان والأمة العربية، ورجل الإبداع في الأدب والشعر والثقافة"، وبدوره في "مقاومة الاحتلال الاسرائيلي".



وغرّد النائب المستقيل ميشال معوض: "خسر لبنان برحيل العلامة السيد محمد حسن الامين وجهاً مشرقاً ورمزاً من رموز الاعتدال والحوار والإيمان بالقيم الانسانية. سنفتقده ونفتقد كتاباته وتمسكه بلبنان كمساحة تنوع وتفاعل بين أبنائه على قاعدة الولاء للوطن أولاً. الرحمة لروحه والعزاء لعائلته الصغرى ولجميع محبيه".

واعتبر الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري أنّ برحيل الأمين "يفقد لبنان والعالم العربي حالة دينية وأدبية وثقافية منفتحة وفريدة، تمكنت من حجز مكانة رفيعة ونقطة التقاء في الزمن الطائفي الصعب".

واعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "مع وفاته يترك السيد الراحل بصمة التنوع بالفكر والقضايا ويسدل جبل عامل الستار على شخصية نقاشية كانت وما زالت تؤكد معنى التنوع". وأكد العلامة السيد علي فضل الله أن "السيد الأمين أدى دوراً رائداً في مجال الحوار والتقريب، وكانت له مواقفه الثابتة في رفض الفساد والظلم والعمل على وأد الفتن الداخلية والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية وفي مواجهته الاعتداءات الصهيونية على لبنان، ولا سيما في العام 1982، كل هذا جعله محل احترام وتقدير لدى الجميع وعلى كل الصعد".




ونعت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحِّدين الدروز، الراحل وقالت: "يفتقد الوطن والأمّة وأهل الحوار والكلمة الطيبة والانفتاح الفكري سماحة العلامةَ السيِّد محمد حسن الأمين، الفقيه والشاعر والقاضي والمفكِّر المحاور، وهو من كان له الرأيُ والموقفُ والعقلُ المتجاوزُ حدودَ المذهبية والطائفية والمناطقية، والداعي إلى بناء دولة وطنية جامعة لا سطوة فيها للدين على الدولة ولا إقصاء فيه للدين عن الحياة العامة".

واكد مجلس بلدية صيدا برئاسة المهندس محمد السعودي انه برحيل الامين "نفتقد علماً وطنياً وفكرياً شامخاً من أعلام صيدا والجنوب ولبنان. وقف مدافعاً صلباً عن قضايا المدينة والوطن في أحلك الظروف، وحمل هم قضية فلسطين في روحه وقلبه ووجدانه" .




ونعى اتحاد الكتاب اللبنانيين الأمين وقال: "من لا يعرفه لا يعلم حجم الخسارة التي أصابت اللبنانيين. فمن عرفه عن قرب أدرك عمق رسالته الإنسانية الجامعة. فهو في الدين شيخ معمم، وفي القانون قاضي عدل وشرع حنيف، وفي الأدب أديب مميز، وفي الخطابة سيد المنابر، وفي الشعر عذب العطاء، عميق الأثر، مبدع لصورة الجمال النقي النابع من القلب. أما في الوطنية فهو الجامع بين اللبنانيين جميعاً، وفي العروبة داعية حضارة وانفتاح وتكامل".

ونعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، العلامة الامين. وقالتا في بيان: "برحيله يفقد لبنان وفلسطين والأمتان العربية والإسلامية مجاهداً كبيراً شجاعاً وصلباً من خيرة رجال الأمة الإسلامية، ناصر حركة "فتح" والثورة الفلسطينية المعاصرة بكل قوة وصلابة وشجاعة وانخرط في النضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني وعاصر كبار القادة الفلسطينيين".


السيّد هاني في استقبال الأمين - رشيد درباس

محمد حسن الأمين مُفرد بصيغة الجمع - محمد علي مقلد

رحيل العلامة الأمين رجل العلم والحوار - د.عباس الحلبي

حصن منيع في وجه الاضطهاد والترهيب - بطرس حرب




MISS 3