جورج الهاني

إتحاد "الطائرة" يُطفئ محرّكاته

12 نيسان 2021

02 : 00

إستجاب الإتحاد اللبناني للكرة الطائرة لرغبة معظم أنديته وأرجأ بطولاته الرسمية الى الشهر العاشر من العام الجاري، وهذا يعني أنّ إتحاد اللعبة المُنتخب في كانون الأول الماضي سيُمضي سنته الأولى متفرّجاً، أو مكتفياً بالبطولة الشاطئية التي ستقام الصيف المقبل، وهي لا تحتاج الى أموال كثيرة ولا الى جهود إدارية وفنية كبيرة وقادرة أن تسيّر أمورها بنفسها، كما أنها لا تستلزمُ إجراءات وقائية وتدابير صحّية صارمة، كون عدد لاعبيها أقلّ بطبيعة الحال، كما أنّ إقامة مبارياتها في الهواء الطلق بعيداً عن الإحتكاك المباشر يُبعد عنهم شبح الإصابة بوباء "كورونا".

في الحقيقة لا يُلام الإتحاد على تأجيل البطولة التي كانت مقرّرة منتصف أيار الجاري، إذ إنّ صناديق الأندية فارغة تماماً بحكم إستمرار وإستفحال الأزمة الإقتصادية في البلاد والغياب شبه التام للراعين والمعلنين الذين كانوا يمدّون يد الدعم والعون في الماضي، فكيف ستشكّل الأندية فرقها إذاً وتتعاقد مع لاعبين جدد ما دامت "العين بصيرة واليد قصيرة"؟ كما أنّ هناك تكاليف أخرى سترهق ميزانية الأندية المعدومة في ما لو إنطلقت منافسات الدرجة الأولى في موعدها، أبرزها وجوب إخضاع جميع اللاعبين لفحوصات الـ"PCR" السريعة على نفقتها قبل إنطلاق أيّ مباراة، أسوة بما هو حاصل في بطولة كرة السلة، فمن أين ستأتي الأندية بالعملة حينها وهي غير قادرة أصلاً على تأمين رواتب لاعبيها أو تنقّلاتهم الى الملاعب؟

لن تُستأنف البطولات وتستمرّ بشكلٍ آمن إلا بخضوع جميع اللاعبين والمدرّبين والحكّام والإداريين للقاح، وما عدا ذلك هو بمثابة تمرير الوقت والهروب الى الأمام، وهنا لا تقع المسؤولية على الإتحادات والأندية، بل على وزارة الشباب والرياضة بالدرجة الأولى، وبعدها على اللجنة الأولمبية اللبنانية، فهما المؤتمنان أولاً وأخيراً على صحّة اللاعبين وسلامتهم، كما على مصلحة الإتحادات وبطولاتها ومشاركاتها في كافة الإستحقاقات الداخلية والخارجية، فلتنصبّ الجهود إذاً على تأمين اللقاحات للرياضيين، وإلا ستبقى المسيرة معرّضة للتوقّف أو للعرقلة عند كلّ مطبّ صحّي طارئ قد يشهده لبنان في أيّ وقت.