السكري وصيام رمضان

الدكتور محمد صنديد: التصنيفات الحديثة وقرار الصوم عند مرضى السكري

02 : 00

سؤال دائم يطرحه مريض السكري على طبيبه: هل أستطيع صيام رمضان في هذا العام؟ والاستعداد للصيام والاحتياطات الواجب القيام بها حتى يكون الصيام آمناً ونافعاً.

قبل الاجابة على هذا السؤال وبعد تقييم الوضع الصحي للمريض يجب أن نسمع منه كيف كانت تجربة الصيام عنده في العام الماضي بحيث أن الاجابة تكون المنطلق لتقييم الوضع الصحي والبيولوجي ومساعدته في اتخاذ قرار الصوم.

ان طرق التفاعل الحديثة بين الطبيب والمريض قد اختلفت كلياً عن الماضي فلم تعد لغة الترهيب هي السائدة (اذا صمت سوف تقتل نفسك او...) لغة الحوار والاصغاء والاضاءة المعرفية واقناع المريض بضرورة الاخذ بالرأي الطبي المدعم بالاحكام الشرعية هو الاسلوب الناجح لمعالجة المريض، من الضروري ان يلم الطبيب بكافة الجوانب العلمية ولا ضير ان يحفظ بعض السور والآيات والاحاديث التي تسهل عليه كثيراً اقناع المريض بالتقيد بقرار الصوم من عدمه.

المخاطر المصاحبة للصيام عند مرضى السكري

• انخفاض سكر الدم:

الناتج عن قلة تناول الطعام خلال النهار او مقدار عيارات الادوية سواء المخفضة للسكري او الانسولين ومن الحركة الجسدية الزائدة. وهنا تبرز أهمية تثقيف المرضى باعراض الهبوط (الرجفة، ضربات القلب السريعة زغولة العيون الارتخاء...) والتصرف بسرعة لمنع الغيبوبة وذلك بأخذ المحليات والسكاكر وقطع الصوم فوراً وفحص سكر الدم لمراقبة الهبوط.

• ارتفاع سكر الدم:

الناتج عن الافراط في تناول الطعام غير المسموح به وخاصة السكريات والمعجنات وقلة الحركة وتخفيف جرعات الأدوية بهدف منع التعرض للهبوط وقد يكون هناك إرتباط بين ارتفاع سكر الدم ومضاعفات أمراض القلب الوعائية في المستقبل. إن تكرار ارتفاع سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني او النوع الأول يؤدي الى ظهور الكيتونات الأسيدية وامكانية دخول المريص في غيبوبة كيتونية.

• الحماض الكيتوني السكري "Ketoacidosis":

المصابون بداء السكري من النوع الأول هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري خلال فترة الصوم، وبخاصة إذا كانت نسبة سكر الدم لديهم مرتفعة، بالإضافة إلى أن مخاطر تطور هذه الإصابة تكون أكبر بسبب انخفاض جرعة الأنسولين، وذلك تبعاً لانخفاض كمية الطعام المتناولة خلال شهر رمضان. ويمكن تشخيص هذه الحالة بواسطة فحص للبول في المنزل بواسطة شرائط خاصة بهذا الفحص.

• الجفاف والتخثر:

ان قلة السوائل المتناولة أثناء الصيام تؤدي الى الجفاف وخصوصاً في الجو الحار او في الايام الطويلة لصوم رمضان، ولا سيما عند القائمين بأعمال جسدية شاقة (كعمال الكهرباء على الاعمدة مثلاً...). وفي حالات التعرق الزائد، كما إن قلة تناول السوائل تسبب ارتفاعاً في سكر الدم الذي تنجم عنه أحياناً زيادة إدرار البول، وهو ما يسهم بشكل كبير في نقص السوائل والأملاح بالدم، ويساعد على الإصابة بنقص الضغط الشرياني، وبخاصة عند المصابين باعتلال الأعصاب. كما أنّ زيادة لزوجة الدم تزيد من خطورة الإصابة بتخثر الدم.




التصنيفات الحديثة لفئات مرضى السكري حسب درجة الخطورة

• فئة اولى عالية الخطورة ولا يجوز فيها الصوم أبداً: - نقص سكر دم شديد خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان.

- ضبط سيئ مستمر لسكر الدم. السكر العادي والتراكمي (التخزين).

- حماض كيتوني سكري خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان.

- السكري من النمط الأول.

- وجود مرض حاد طارئ مصاحب لداء السكري.

- سوابق غيبوبة ارتفاع او انخفاض سكر الدم خلال الأشهر الثلاثة السابقة لرمضان.

- العمل البدني الشاق والمرهق.

- الحمل.

- مرضى الفشل او الغسيل الكلوي.

• فئة ثانية يشكل الصيام خطراً على المريض السكري:- ارتفاع سكر الدم المتوسط الشدة (200-300 ملغ/ دل)، وخضاب سكري "HbA1c" ـ (7.5-9 %)(تخزين)

- قصور (فشل) كلوي.

- مضاعفات متفاقمة ذات علاقة بإصابة الشرايين الكبيرة: نقص تروية قلبي أو دماغي، أو نقص تروية الأطراف.

- العيش وحيداً بدون صحبة رغم العلاج بالأنسولين أو خافضات السكر من فئة السلفونيل يوريا.

- عوامل مرافقة لأمراض تزيد من الأخطار الصحية.

- كبر السن واعتلال الصحة.

- الأدوية العصبية او النفسية المؤثرة على الذاكرة.

• فئة ثالثة يسمح لها بالصوم:

- المرضى المعالجون بالحمية والأدوية كـ"الميتفورمين" (metformin) وغيره من الادوية الحديثة التي لا تتسبب بهبوط السكر.

التوعية والتدابير المتخذة

في حال السماح بالصوم

• تغيير العلاج: النوع الجرعات والتوقيت.

• تغيير نظام الحمية الغذائية.

• شرب الماء بكثرة خلال الليل لتفادي الجفاف.

رسم الخطة العلاجية والغذائية

• التعرف على اعراض هبوط السكر ومعالجته.

• قطع الصوم فوراً عند هبوط السكر.


نصائح عامة

- تجنب أي نشاط بدني زائد خلال الساعات الاخيرة من اليوم أو حتى النوم لتفادي هبوط السكري.

- عدم الانجذاب نحو موائد رمضان المليئة بالسكريات والدهنيات وبعض المواد المعقدة.

- التقليل من السكريات والنشويات والحلويات والأغذية المقليه الغنية والمشبعة بالدهون.

- الانتظام في تناول الوجبات من حيث النوعية والوقت والمدة بين الوجبات، والحرص على تناول الافطار باعتدال.

ان الالتزام بهذه التعليمات توفر على مريض السكري الكثير من المعاناة في زمن نحتاج الى كثير من الدراية والاحتياط مع التمني للجميع بايام رمضانية مباركة ملؤها الصحة والعافية.


الدكتور محمد صنديق*

* اختصاصي غدد وسكري
رئيس الجمعية اللبنانية للسكري

الرئيس الاقليمي المنتخب للاتحاد الدولي للسكري/ الشرق الاوسط وشمال افريقيا


MISS 3