تعليق استخدام "جونسون" في أميركا

نكسة جديدة لحملة التلقيح العالمية

02 : 00

مواطنون ينتظرون دورهم للخضوع لـ"فحص كورونا" في جنوب لندن أمس (أ ف ب)

فيما تسبّب الفيروس التاجي بوفاة نحو مليونَيْن و950 ألف مريض حول العالم منذ بدء تفشّيه في ووهان الصينية، تعرّضت حملات التلقيح في الولايات المتحدة وأوروبا لنكسة جديدة أمس مع إعلان السلطات الصحية الأميركية "تعليق" استخدام لقاح "جونسون أند جونسون" ضدّ "كوفيد 19" بعد ظهور حالات نادرة من الجلطات الدموية.

وبعد الشكوك حول لقاح "أسترازينيكا" بسبب العوارض نفسها، تُواجه الدول الأوروبّية مخاطر تأخر إضافي في حملات التلقيح، بعدما أعلنت شركة "جونسون أند جونسون" الأميركية "تأخير إطلاق" لقاحها المؤلّف من جرعة واحدة في أوروبا.

وذكرت السلطات الصحية الأميركية أن أكثر من 6.8 ملايين جرعة من لقاح "جونسون أند جونسون" قد أُعطيت على الأراضي الأميركية، وهذا النوع من الآثار الجانبية يبدو في الوقت الراهن "نادراً جدّاً".

لكن الولايات المتحدة اعتبرت أن تعليق إعطاء "جونسون أند جونسون"، "لن يكون له تأثير كبير" على حملة التلقيح الأميركية، لأنّ هذه الجرعات تُشكّل أقلّ من 5 في المئة من تلك التي أُعطيت في الولايات المتحدة حتّى الآن.

وأوصت "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية التي تُحقّق في 6 حالات في الولايات المتحدة لأشخاص تعرّضوا لجلطات دموية خطرة بعد تلقي اللقاح، "بتعليق إعطائه"، فيما كشف بيتر ماركس وهو أحد مسؤولي "إدارة الغذاء والدواء" خلال مؤتمر صحافي حصول حالة وفاة واحدة، بينما هناك مريض "حالته حرجة".

وهؤلاء الأشخاص، وكلّهم نساء، ظهرت عليهن بعد أسبوعَيْن على تلقي الجرعة حالات تجلّط دم في الدماغ وهبوط مستوى الصفائح الدموية، في حين تجتمع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم لتقييم تلك الحالات.

وتمّ إعطاء أكثر من 800 مليون جرعة لقاح في 200 دولة ومنطقة على الأقلّ، بحسب تعداد أجرته وكالة "فرانس برس"، بينما أعطت إسرائيل جرعة واحدة على الأقلّ لحوالى 60 في المئة من شعبها، وبريطانيا (47.4 في المئة) والإمارات العربية المتحدة (أكثر من 45 في المئة) وتشيلي (38.6 في المئة) والولايات المتحدة (36.5 في المئة).

تزامناً، أقرّت ألمانيا تشديد قانون للحماية من الأمراض المعدية يسمح لها بفرض قيود منسّقة على كلّ أراضيها لمكافحة الجائحة بشكل أفضل. ويمنح هذا القانون السلطات الفدرالية صلاحيات إضافية حيال المقاطعات التي زاد منسوب التوتر معها في الفترة الأخيرة، إذ كانت إجراءات مكافحة الوباء قد اتُّخذت بمشقة بين الحكومة والمقاطعات التي لها صلاحية اتخاذ القرارات على الصعيد الصحي، بموجب النظام الفدرالي الألماني.

وينصّ المشروع الذي ينبغي على البرلمان إقراره، أنّه يُمكن للسلطات الفدرالية فرض حظر تجوّل ليلي وخفض التواصل بين الأفراد وإغلاق متاجر تُعتبر غير أساسية، عندما تتجاوز الإصابات الجديدة عتبة المئة لكلّ مئة ألف نسمة على 3 أيّام متتالية.

ومع تجاوز عتبة المئة إصابة هذه، لن تستقبل المدارس إلّا التلاميذ الذين يخضعون مرّتَيْن في الأسبوع لفحص تشخيص، وعليها أن تُقفل أبوابها عندما تتجاوز الإصابات عتبة المئتَيْن. وهي المرّة الأولى أيضاً التي يُمكن فيها فرض حظر تجوّل على المستوى الوطني بشكل تلقائي في محاولة للجم الجائحة.

ويُشكّل هذا القانون انتصاراً للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تؤيّد اعتماد نهج صارم في مكافحة الفيروس القاتل، بعد أن واجهت صعوبات في إقناع بعض المسؤولين في المناطق الذين كانوا لا يُطبّقون بحماسة القرارات مع أنّها اتخذت بموافقتهم.

وفي هذا الإطار، شدّدت ميركل على أن "الاستجابة للجائحة يجب أن تُصبح أكثر صرامة واتساقاً"، في مواجهة الموجة الوبائية الثالثة، محذّرةً من أن "الوضع خطر، ويجب أن نأخذه على محمل الجدّ"، إذ إنّ "الموجة الثالثة من الجائحة تجتاح بلدنا"، في وقت قرّرت فيه باريس أن تُعلّق "حتّى إشعار آخر" كلّ رحلاتها مع البرازيل بسبب القلق الناتج من المتحوّر البرازيلي لفيروس "كورونا"، وفق ما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس.

وفي الغضون، وافقت الهند على استخدام لقاح "سبوتنيك في" الروسي. وبموجب الاتفاقات الموقعة، ستُنتج الهند 852 مليون جرعة من اللقاح الذي طُوّر بدعم من صندوق الاستثمار المباشر الروسي، الذي أوضح مديره العام كيريل ديميترييف أن الموافقة على "سبوتنيك في" هي "خطوة كبيرة إلى الأمام بعد تعاون مكثف" في التجارب السريرية للقاح في الهند، التي تشهد حالياً زيادة حادة في الإصابات.

توازياً، طلبت منظمة الصحة العالمية من دول العالم بأسرها تعليق بيع الثدييات البرّية الحية في الأسواق الغذائية لوجود مخاطر كبيرة بانتقال أمراض معدية جديدة إلى الإنسان.


MISS 3