إرتفاع ضغط الدم حالة شائعة بين الناس لكن تكثر الأفكار المغلوطة عنه. في ما يلي عدد من أبرز الخرافات المتداولة...
ارتفاع ضغط الدم ليس خطيراً
قد يصبح ارتفاع ضغط الدم خطيراً طبعاً. من دون تلقي العلاج المناسب، تؤدي هذه الحالة أحياناً إلى ارتفاع خطر الإصابة بمجموعة واسعة من المشاكل الصحية، منها النوبات القلبية، والجلطات الدماغية، وأمراض الكلى، وقصور القلب، والخناق الصدري، وفقدان البصر، والضعف الجنسي، ومرض الشريان المحيطي. يسبّب ارتفاع ضغط الدم أضراراً عدة بطرقٍ متنوعة. مع مرور الوقت، قد يؤدي ارتفاع الضغط الشرياني مثلاً إلى تراجع مرونة الأوعية الدموية، ما يعني انخفاض كميات الدم والأوكسجين التي تصل إلى القلب. نتيجةً لذلك، يتضرر القلب في نهاية المطاف. كذلك، قد يؤذي ارتفاع ضغط الدم الأوعية الدموية الحساسة في الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة احتمال انسدادها أو تمزقها.
ارتفاع ضغط الدم مرض وراثي ولا علاج له في هذه الحالة
تكشف الأبحاث أن ارتفاع الضغط له جانب وراثي فعلاً. يستنتج المشرفون على دراسة شملت بيانات عن ثلاثة أجيال من المشاركين في العام 2017: "يؤدي ارتفاع ضغط الدم المبكر لدى الأجداد إلى زيادة احتمال ظهور المشكلة لدى الأحفاد أيضاً رغم إقدام الأبوين على إحداث بعض التعديلات للتعامل مع ارتفاع الضغط المبكر وتغيير أسلوب الحياة". مع ذلك، لا يُعتبر ارتفاع الضغط حتمياً حتى بالنسبة إلى المعرّضين وراثياً له. غالباً ما تنشأ المشكلة بسبب عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، بما في ذلك الحمية الغذائية التي لا تؤثر عليها الجينات.
يستنتج المشرفون على دراسة حللت البيانات الوراثية والصحية والمعطيات المرتبطة بأسلوب الحياة لدى 277005 أشخاص ما يلي: "لقد أثبتنا أن تبنّي أسلوب حياة صحي (بما في ذلك اختيار حمية صحية، والحد من استهلاك الكحول، وتراجع إفراز الصوديوم في البول، وانخفاض مؤشر كتلة الجسم، وتراجع النشاطات الجسدية) يرتبط بانخفاض ضغط الدم بغض النظر عن الخطر الوراثي الكامن". كذلك، اكتشف الباحثون أن الالتزام بأسلوب حياة صحي يرتبط بتراجع خطر احتشاء عضلة القلب والجلطات الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية على جميع مستويات المخاطر الوراثية المرتبطة بضغط الدم".
ارتفاع ضغط الدم حتمي مع التقدم في السن
ارتفاع ضغط الدم ليس حتمياً ولا جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. قد يصبح هذا الاضطراب أكثر شيوعاً لدى كبار السن، لكنه يستهدف الراشدين الشباب أو الناس في منتصف العمر أيضاً. يصيب ارتفاع ضغط الدم حوالى 7.5% من الناس بين عمر 18 و39 عاماً، و33.2% بين عمر 40 و59 عاماً، و63.1% فوق عمر الستين.
لكن رغم زيادة الحالات مع التقدم في السن، يمكن اللجوء إلى بعض المقاربات لتعديل أسلوب الحياة وتخفيض مخاطر ارتفاع الضغط، منها تخفيف استهلاك الملح، وممارسة الرياضة بانتظام، والإقلاع عن التدخين، واختيار حمية غذائية صحية.
ارتفاع الضغط له أعراض واضحة
لرصد ارتفاع ضغط الدم، تقضي الطريقة الوحيدة بقياس هذا المعدّل. بشكل عام، لا تظهر أي مؤشرات أو أعراض تثبت وجود خلل معيّن. في الولايات المتحدة، يبلغ عدد المصابين بارتفاع الضغط اليوم حوالى 75 مليون شخص، لكن لا يعرف 11 مليوناً منهم حقيقة وضعهم. لهذا السبب، يَصِف بعض الخبراء ارتفاع الضغط بعبارة "القاتل الصامت".
لا داعي للقلق حول كمية الصوديوم المستهلكة عند الامتناع عن استعمال ملح المائدة
توصي منظمة الصحة العالمية باستهلاك أقل من 5 غرامات من الملح يومياً للحفاظ على ضغط دم صحي. يمكن تجنّب مليونَين ونصف المليون حالة وفاة سنوياً عبر تخفيض استهلاك الملح عالمياً إلى المستوى الموصى به. لكن لن يكون تجنّب ملح المائدة كافياً للحد من استهلاك الأملاح عموماً. من الضروري أن نقرأ أغلفة المنتجات الغذائية لأن الملح موجود في مجموعة واسعة من الأغذية وبكميات هائلة أحياناً.
وفق "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، يشتق حوالى 40% من الصوديوم اليومي من 10 منتجات غذائية: الخبز، البيتزا، السندويشات، اللحوم المبرّدة، الحساء، البوريتو والتاكو، الوجبات المالحة مثل رقائق البطاطس والفشار والمقرمشات، الدجاج، الأجبان، البيض. تكون المنتجات عالية التصنيع غنية جداً بالملح. قد يؤثر استهلاك هذا النوع من الأغذية (منها المشروبات الغازية، والشوكولا، ورقائق البطاطس، والسكاكر، وحبوب الفطور المحلاة، والحساء المُعلّب) على نشوء أمراض أخرى.
يمكن وقف الدواء بعد انخفاض ضغط الدم
قد يلاحظ الفرد الذي يأخذ دواءً لمعالجة ارتفاع ضغط الدم أن معدّله يعود إلى المستوى الطبيعي. لكن يطرح ارتفاع الضغط مشكلة دائمة في حالات كثيرة.
لا بد من تطبيق توصيات الطبيب ولا يمكن تخفيض جرعة الدواء أو التوقف عن أخذه إلا بعد التأكد من أنه أفضل مسار علاجي ممكن. يقول خبراء من "جمعية القلب الأميركية": "يضطر البعض لمعالجة ارتفاع ضغط الدم طوال حياتهم. يقرر الأطباء أحياناً تخفيض جرعات الدواء بعد استرجاع ضغط طبيعي والحفاظ على هذه الجرعة طوال سنة أو أكثر، لكن نادراً ما يتوقف العلاج بالكامل. يجب أن يتابع المريض أخذ بعض أشكال العلاج طوال حياته لتحقيق نتائج إيجابية".
ارتفاع ضغط الدم قابل للشفاء
ما من علاج نهائي لارتفاع ضغط الدم في الوقت الراهن. لكن يمكن التحكم بهذه الحالة وتخفيف تأثيرها على الصحة عبر إحداث التعديلات التالية:
• تخفيف استهلاك الكحول.
• اختيار حمية صحية.
• ممارسة الرياضة.
• التحكم بالضغط النفسي.
• الإقلاع عن التدخين.
• الحفاظ على وزن معتدل.
• أخذ الأدوية المناسبة.
ارتفاع الضغط حكر على الرجال
قد يصاب الجميع بارتفاع ضغط الدم، لكن يكون الرجال أكثر عرضة لهذا المرض حتى عمر الخامسة والأربعين. ثم تصبح نسبة الخطر متساوية لدى الرجال والنساء بين عمر 45 و64 عاماً. لكن بعد هذه المرحلة، تصبح النساء أكثر عرضة لارتفاع الضغط.