روي أبو زيد

سمير سرياني: لبنان ما عاد يعنيني

23 نيسان 2021

02 : 00

تحاكي أعمال سمير سرياني الإخراجية أحاسيس المشاهدين ومشاعرهم. بان ذلك في "يمكن بكرا" لجورج نعمة و"الى بيروت الأنثى" و"أمي" لنانسي عجرم. "نداء الوطن" التقت سرياني وكان هذا الحوار.

أخرجت حديثاً كليب "يمكن بكرا" للفنان جورج نعمة. ألم تجد صعوبة في تنفيذ العمل بمشهد واحد أو كما يسمّى بـ"One sequence shot"؟

تكمن الصعوبة في تجسيد كل العوامل بمشهد واحد وسلّطنا الضوء على إحساس نعمة كعامل رئيس في التنفيذ. ناهيك عن لعبة الضوء المقترنة بتمثيل الفنان وإيصال تعابير وجهه عبر الكاميرا التي ينظر إليها في المقطع المصوّر. قد يبدو تنفيذ العمل سهلاً للوهلة الأولى ولكن يكمن السر بالتفاصيل للوصول الى نتيجة جيّدة.

لاحظنا تركيزك أيضاً على تفاعلات الفنانة نانسي عجرم في فيديو كليب "أمي".

أنا في طور الإكتشافات الإخراجية المستمرة. أعمد الى استخدام الأمور البسيطة في أعمالي المصوّرة وأركّز على المشاهد التمثيلية لإيصال الأفكار والأغاني بأفضل الطرق وأكثرها بساطة في الوقت عينه. لكننا اعتمدنا العفوية في كليب عجرم فركزنا على الأمهات وحنانهنّ وعاطفتهنّ.

أتعتمد دائماً على الإحساس لتنفيذ أعمالك الإخراجية؟

يكمن الإحساس بتقديم مواضيع حقيقية بشكل عام. فمثلاً في كليب عجرم "إلى بيروت الأنثى" استندتُ على واقعة حصلت معي فعلياً إزاء هجرة شقيقتي، لذا كان السيناريو مشابهاً لما حصل ليلة سفرها. ومن هذا المنطلق نُفّذ العمل بهذا الإحساس العالي. ويتجلّى ذلك في كليب نعمة الأخير، ففي إحدى الليالي رحت أشاهد مع زوجتي مقاطع مصوّرة من عرسنا فتأثّرنا، بكينا وضحكنا في الوقت عينه. حاولتُ نقل هذه المشاعر والتفاعلات والذكريات الى أغنية "يمكن بكرا" خصوصاً أننا اشتقنا للحياة التي كنا نعيشها قبل انتشار الجائحة. أحاول أن أصل لكلّ مشاهد من خلال أعمالي وأن أحاكي أعماقه وأحاسيسه كي يشعر بأنه معني في الموضوع المطروح.

إذاً تحاول إشراك الناس في أعمالك لا تقديم مقطع مصوّر لأغنية فحسب.

بالطبع، إذ يتفاعل الناس لدى رؤية فنانين وأشخاص تحت الضوء يمرّون بنفس التجارب والذكريات.





قمتَ بإخراج فيلمين قصيرين، متى ستنفّذُ فيلماً طويلاً؟

أعمل حالياً على فيلم قصير ثالث كي أنضج عمليّاً أكثر بالاعداد، ولأتمكّن من إخراج فيلم طويل يتضمّن عناصر النجاح الرئيسة. يراودني هذا المشروع دوماً وآمل أن يتحسّن الوضع العام لتنفيذه.

ما نوع السيناريو الذي يستفزّك لإخراجه؟

تلقّيتُ عروضاً كثيرة لتنفيذ أفلام سينمائية لكنني رفضتها لأن السيناريو لم يشبهني أو يضارع تطلّعاتي آنذاك. فعلى المشروع أن يلمسني لأتمكّن من إدارته وتنفيذه.

أتسعى الى الهجرة خصوصاً أنك ربّ عائلة؟

أفكّر فيها يومياً، وأنتظر الفيزا لأغادر لبنان حالاً. لكن فرملت "كورونا" مشروع الهجرة خصوصاً أنّ مكوثي في لبنان يحرمني من إنجاز أعمال عدة في الخارج. أنا مصوّر إعلانات وفيديو كليبات لكنّ "الحركة واقفة" في لبنان حالياً. لم يعد لبنان لنا وكأنهم يطردوننا منه.

ألا تفكّر بالبقاء من أجل والديك؟

قد أفكّر بإرجاء الهجرة للبقاء قرب والديّ وأهل زوجتي، لكن لم يعد لبنان يعنيني أبداً!

هل حققت ثورة "17 تشرين" أهدافها؟

شاركتُ في الثورة وكانت الأمل بالنسبة لنا، لكنهم "خربوها". من منّا يتجرّأ اليوم على النزول الى الشارع والتعبير عن غضبه؟ بتنا نتجنّب "الرصاص" و"أكل القتلة". بالمقابل، أخافت الثورة المسؤولين لوقت محدود فقط والدليل على ذلك أننا تضرّرنا من إنفجار بيروت في الرابع من آب وتوقّعنا أن يُحدث تغييراً جذرياً، لكن ما زلنا نعيش في الدوامة عينها ومع المسؤولين الفاسدين أنفسهم، "وهيدا أبشع شي".

ما الذي تعلّمته من "كورونا"؟

تقدير الأمور البسيطة التي كنا نعيشها قبل انتشار الجائحة. رُزقت بطفلتي في خضمّ الجائحة وبتُّ آمل أن نتنزّه في المجمعات التجارية مثلاً خصوصاً أنّ هذا الموضوع لم يكن يعنيني سابقاً. اشتقت أن أضمّ وأقبّل والديّ وحتى الجلوس مع أصدقائي وأحبتي.


MISS 3